بذل الكادر الهندسي لإذاعة الحزب جهودا رائعة من أجل ضمان سماع المواطنين فقرات البث اليومية بوضوح تام في كل أرجاء العراق، فكانت المتابعة اليومية الدقيقة للبث وللبث التجريبي، والتي يقوم بها مئات المراسلين المتطوعين تظهر بوضوح مدى نجاح البث وتخطيه التشويش المتعمد من قبل مخابرات النظام الصدامي، ونجاح التكنيك الهندسي المستخدم من قبل مهندسي الإذاعة وفنييها، في تخطي التخريب والتشويش.

كل تقارير مراقبة البث الواردة من منظمات الحزب، في كل أنحاء العراق، أكدت نجاح البث الإذاعي ووضوحه، رغم التشويش، الذي يتم الهرب منه بتغيير طفيف في ذبذبة الإذاعة، وذلك يعني إنّ موقع الإذاعة هو الملائم الآن.

  كان هذا الموقع في جبل حصين على الحدود بين العراق وإيران، في منطقة نوزنك، وكانت سعادة الرفاق العاملين في إعلام الحزب عموما، وفي إذاعة الحزب خصوصا، لا توصف عندما تأكد للحزب ولهم نجاحهم الكبير في توصيل المعلومة الإذاعية الى الشعب العراقي، وإنّ الناس تتابع الإذاعة بإهتمام كبير، وبدورها نجحت الإذاعة بالبث مئة يوم متواصلة، وكان لنا إحتفال جميل، بهذه المائة يوم من البث، بالكلمات والأغاني التي أبدع فيها الرفيق الفنان صفاء حسن/ أبو الصوف.

ولكن مجريات الحرب العراقية الإيرانية، وتقدم القوات الإيرانية الى منطقة نوكان، وقرب دخولها نوزك، حتّم علينا الإنتقال الى مكان آخر، فتم إختيار بشتآشان، وإتخاذ موقع المدرسة الحزبية فيها مقرا للإذاعة والإعلام، ولم يكن هذا الموقع ملائما، للبث الإذاعي، فأبتدأ مجددا البحث عن الموقع الملائم للبث، فبذل الرفاق المهندسون المشرفون على تقنيات الإذاعة، وكانوا آنذاك كل من الرفاق (صارم، أبو سهيل، أبو دجلة، الشهيد عمار وغيرهم)، جهودا مضنية في سبيل الوصول الى ذلك الهدف المهم، فأسفر البحث عن العثور على موقع ملائم في منطقة (بيانه)، الذي أكدت تقارير منظمات الداخل نجاح العمل منه.

ولم تدم فرحتنا طويلا بهذا النجاح، فقد تم إغتيال الإذاعة، (حيث أضطر رفاقنا الى تفجيرها) وإستشهاد الرفيق المهندس الشاب الجميل عمار، وعدد من الرفاق في بيانه في أحداث بشتآشان على يد قوات الإتحاد الوطني الكردستاني، بقيادة نوشيروان.