حقيقة الكمين الذي تعرضت له مفرزة كومله الايراني

قدّم الفقيد ملازم قصي تقريرا مفصلا الى (معم) حول انطباعنا عن مفرزة كومله التي مرّت بمقراتنا ليلا أثناء انعقاد المؤتمر الرابع للحزب، فكُلفت مع مجموعة صغيرة من الرفاق من قبل معم بالذهاب إليهم لغرض إيصالهم إلى الحدود الإيرانية، وحددوا لي مسار الطريق الذي نسلكه بسبب وجود قوة كبيرة من حدك الإيراني وهم ضيوف لدينا في قرية شيخان، وعند ذهابي إليهم طلب مسؤولهم اللقاء مع قياديين من الحزب، فأخبرت معم بذلك، وجاء الفقيدان يوسف حنا أبو حكمت  وملازم احمد الجبوري أبو انتصار، وفي اللقاء بلغهم أبو حكمت بوجود حدك الإيراني في إحدى مقراتنا، ومن جانبهم ثمنوا هذا اللقاء كبادرة لتوثيق العلاقة بيننا مستقبلا. تحركنا معهم، كنّا في المقدمة ودليلنا الشهيد سرور، وبعد ساعات من المشي وصلنا إلى الحدود وقالوا لنا: (نحن على دراية كاملة بالمنطقة) فتركناهم وعدنا الى قواعدنا.

بعد 6 أيام سمعنا من اذاعة حدك الايرانى، بأنّ اشتباكات بينهم وبين مفرزة من كوملة حدثت، مما أدى الى قتل وجرح وأسر العديد من مقاتلي كومله الايراني. علما بأنّ العلاقات بينهما تشبه علاقتنا بالاتحاد الوطني الكردستاني آنذاك!.

وصل عدد من كومله بعد هذه المعركة الى مقرنا في موسلوك وطلبوا مساعدة الحزب لمعالجة جرحاهم، فذهبت مفرزة مع طبيب وقدموا لهم مساعدات جيدة، ونصبوا لهم خيام منعزلة. وفي نفس الوقت جاء حوالى 100 عنصر من حدك الايرانى إلى نفس المقر، فقام رفاقنا بنقلهم على عجل الى مكان آخر، ثم كُلفت من قبل معم بأخذهم إلى المناطق القريبة من السلطة وكان الدليل أبو يارا/ أبو حازم. وبعد عدة أيام كُلفت بنقل جماعة كومله الى الربايا القريبة من ديانا، فقلت للرفاق في معم: ليس لي دراية كاملة بها، فقالوا يأتي معك الشهيد وضاح سعدون، فأخذناهم إلى المكان المطلوب واتصلوا بالجهاز مع الربايا وكانت لهم اشارة بواسطة المرايا لعدة مرات وذهبوا إليهم ونحن رجعنا إلى مواقعنا.

بعد فشل مفاوضات اوك مع بغداد، أطلق اوك بيانا للمصالحة حسب ما ذكره الفقيد احمد باني خيلاني (أبو سرباز) في مذكراته، وأرسلوا رسالة الى حزبنا وحدك العراقي (قبل ذلك تصالحوا مع سؤشيالست وباسوك)، لكنّ قسم من رفاق (م. س.) كانوا ضد المصالحة مع اوك، وفي الأخير وبعد دراسة الرسالة ومناقشتها، كُلف أبو سرباز باللقاء مع اوك. وبعد انتهاء اللقاء، أخبر مام جلال الرفيق أبو سرباز: بأنّ كومله الايراني يقولون:انّ أبو حكمت بلغ حدك الإيراني عنهم، فوضعوا لهم كمينا ادى إلى استشهاد وجرح وأسر الكثير منهم. فبيّن أبو سرباز لمام جلال كل تفاصيل العملية من الألف إلى الياء، فأقترح  مام جلال على أبو سرباز أن يقوم بزيارة الى الكومله.

 عندما زار الرفيق أبو سرباز كومله، وبعد الترحيب به، بدأ الاجتماع معهم، فذكر أحد مسؤوليهم المدعو غفوري نفس كلام مام جلال. لكن الراحل أبو سرباز شرح لهم قائلا: ((1: حدثت الاشتباكات بعد 6 أيام من جولة رفاقكم في القرى الايرانية المختلفة. 2:  لو كنّا نريد ايذائكم لأخبرنا حدك الايراني الذين كانوا موجودين في مقرنا في وقتها. :3 كان باستطاعتنا تجريد مفرزتكم من السلاح ونذيع بيانا بأنكم مدفوعون من السلطة لمهاجمة انعقاد المؤتمر الرابع لحزبنا، لكننا عملنا الكثير من أجل اطلاح سراح أسراكم، كما أنّ الرفيق عزيز محمد أبرق الى حدك الايراني حتى تم اطلاق سراحهم، فنقترح أن تقوموا بتحقيق شفاف مع أفراد مفرزتكم منذ ذهابهم وحتى عودتهم، فأعتذروا للحزب وخجلوا من اتهاماتهم.