خلال تجوالي مع السرية الخامسة (المستقلة) كانت هناك اخبارواشاعات غير سارة بان النظام الاجرامي سوف يقوم بالهجوم على القرى ومقرات الاحزاب. حينها طلب مني ان اذهب مع أحد الرفاق الى مقر القاطع في زيوه (بهدينان) في الطريق بعد عبورنا الطريق الاسفلتي الذي كان محاط بالعديد من الربايا فوق قمة الجبل وعند مرورنا بالقرى كانت اشاعات متداوله بين الاهالي  بان هناك قصف كيمياوي على المنطقة. قبل وصولنا الى المقر التقينا بأحد اهالي القرى أبلغنا بان مقرنا قد قصف من قبل النظام الاجرامي  بالكيمياوي لم نسأل حينئذ كيف عرف ذألك !! أسرعنا الخطى قدر المستطاع وصلنا ظهرا في اليوم التالي  توجهنا مباشرتا الى فصيل الحراسة وجدت تجمع قليل من الرفاق الذين يبدو انهم لم يصابوا بأثار ضربة الكيمياوي بعد ان سمعنا ان  الكثير من الموجودين قد أرسلوا الى مكان موقع الدوشكة بسبب تأثير الكيمياوي على المناطق الحساسة من اجسامهم بشكل خاص العيون  .كان بعض الرفاق يقوم  بتحميل البغال المون والارزاق الى مكان الدوشكة التي تبعد ربما عشرين دقيقة ,قمت بمساعدة الرفاق بالذهاب الى مكان الدوشكة والذي هو عبارة عن غرفة متوسطة الحجم مع حمام ومرافق صحية ومغارة ( اشكفته )فيها عين ماء بارد وشجرة كبير وبعض الاشجارالاخرى المكان موقع متميز في قمة الجبل لحماية المقر. كان الوضع مأساوي حقا للعديد من الرفاق الذين كانوا يحتاجون الى مساعدة من رفيق اخر لكي يرشده الى الطريق بسبب العمى الذي اصاب العيون نتيجة الاصابة. أحد الرفاق كانت حالته يرثى له وهو (ابو الطيب) *كانت هناك نصيحة من أحد الرفاق بان جميع المصابين ان يستحموا بالماء. بعد عدة ايام انتقلت الى مقر(نيروه) القريب الى نهر الزاب. كان الوضع مشحون بالقلق والتوتر ولابد من ايجاد حل!! بعد سنة من وجودي في مقر (نيروه كلي ساطور ) وتزايد هجوم السلطة الاجرامية على القرى والمقرات بمختلف انواع الاسلحة من ضمنها الكيمياوي حينها تم اصدار قرار بالتوجه الى الحدود العراقية التركية  ، هناك تم تقسيم جميع الرفاق الذي قادرين على السير للوصول الى مقراتنا في (نوزنك) والأخرين الذين غير قادرين من كبار السن او الذين لديهم اطفال يدخلون الاراضي التركية. حقا لم يأتي أحد ويسالني الى اين تريد ان تذهب؟ او هل انت قادر على السير الى هناك (مقر نوزنك) او الى تركيا لأنني تعودت كما عودني الطير الواقف فوق راسي منتظرا قرارا باي اتجاه سوف اذهب؟ كان فراقا تراجيديا مع المجموعة الاخرى التي كان معهم اخي ابورضية لكن بالطبع في القلب هناك حزن عميق لدى الجميع لهذه النهاية المحزنة (اعتادت امي تستيقظ مبكرا لتسبق طلوع الفجر صباح الخير يمه كانت تعرف ان اليوم بداية رجوعي الى الوظيفة في مديرية ضريبة العقار المأمون قالت يمه الراح.. راح عليك بالجاي اخوك لي هسه ما نعرف الصار ما صار وياه !! قلت صار يمه ...متظاهرا بأنني مشغول بهندامي غير محدقا بعينها. ليس سهلا ان ارجع للوظيفة بعد سنة من الغياب. صباح الخير استاذ حسين وين الغيبة متظاهرا بانه لا يعرف شي اجبت بشي من البرود صباح الخير استاذ طارق!! دخلت الغرفة التي اعتدت الجلوس فيها صباح الخير قلت للموظفة التي لم التقي بها سابقا اجابت صباح الخير معرفة نفسها انا بهيه صار ثلاث أشهر متعينة رديت باحترام وانا اسمي حسين. الخبر انتقل بسرعة بين الموظفين عن رجوعي جاءت احدى الزميلات القديمات في العمل صباح الخير هاي وينك طولت الغياب علينا رديت صباح الخير وبشيء من الغموض عن ظروف غيابي تعرفين ظروف الحياة صعبة...لكي اغير الموضوع سالت وين الاخرين قالت (اللي تدور عليه موش اهنا) قرات ما كنت أفكر واسال عليهّ! زاهدة نقلت الى دائرة اخرى، شعرت بغصة في القلب وفكرت يمكن سببت لها اذى غير مقصود. بعد ساعتين جاءني استاذ طارق مسرعا !!المدير يريد ان يلتقي بك الان !!...) واصلنا الطريق باتجاه مقر (نوزنك)كان العدد أكثر من عشرين رفيق !!مررنا بالعديد من القرى العراقية والتركية الحدودية كانت الرحلة شاقة جدا مررت بجبال شعرت انها أصعب من جبال (كاره ومتين الشاهقان) *التي تعودت الصعود والنزول منهما بحيث كنت اسحب رجلي مع رفعهما بيدي لكي اواصل السير …..يتبع…..                               

_________________

الكاتب سلام ابراهيم*

جبال في منطقة دهوك*