بعض ما تبقى من ذكرياتي عن ألمفرزة ألتي وقعت في كمين من قبل قوات "أوك"، فارجو من ألاعزاء ألذين لديهم معلومات، أغناء وتصحيح ما هو خطأ وإضافة ما هو ناقص مع شكري وتقديري للجميع.

ألبداية في مقر روست ... في ربيع عام 1983 وفي بداية نيسان توجهنا من روست إلى باليسان حيث مقر قيادة قاطع أربيل، والمفرزة كانت تتكون من ألرفيق مام خدر روسي والشهيد أبوليلى ( كاظم طوفان ) والرفيق ملازم علي وزوجته ألشهيدة أحلام ( عميدة عذبي حالوب ) وألشهيد أبو سحر ( ناصر عواد ) والرفيق أبوعبود ( زيدون صبري ) والرفيق أبو نشأت وأنا ( أبوخلود – عبدالخالق حسين سالم ) ورفاق آخرين للأسف لا أتذكرهم . وقد وصلنا إلى مقر فيه فصيل من قاطع أربيل، وفيه عدد قليل من ألرفاق، ومن ألذين أتذكرهم ألشهيد خدر كاكيل . وهذا ألمقر ليس بعيداً عن قرية ورتي وبالقرب من شارع مبلط ، وخلف ألمقر كانت هناك قرية صغيرة (لا أتذكر إسمها) ومن ألجهة ألاخرى من ألطريق جبل أيضاً لا أتذكر إسمهُ .

وكما ذكرت كان من المقرر أن نتوجه إلى باليسان ، ولا أعرف هل كان قرار ألرفاق بأن نصل إلى هذا المقر أولاً ومن ثم إلى باليسان أم إضطررنا للتوجه إلى هذا ألمقر بسبب إنقطاع ألطريق من قبل كمائن "أوك"، لذلك بقينا في هذا ألمقر لحين وقوع ألاحداث .

كانت ألاخبار تتسارع وتتزاحم لأحداث متفرقة حدثت وتحدث بين قوات أنصارنا وقوات حدك من جهة وقوات "أوك" من جهةٍ إخرى. وفي ألايام ألاخيرة من نيسان وصلت أخبار عن تقدم قوات "أوك" إلى مواقع قريبة من مقرات حزبنا الرئيسية في بشت ئاشان.

في يوم ألسبت 30/4/1983 مساءً ، وصلت أخبار عن قيام قوات "أوك" بقصف بعض مواقع حدك ومواقع حزبنا في بشت ئاشان، وكان إعتقاد بعض ألرفاق إن هذا ألقصف ليس فقط من قبل قوات "أوك" وإنما أيضاً من قبل قوات ألنظام الدكتاتور. بعد ألعشاء إنتفض ألرفيق أبو سحر وقال ( رفاق غداً عيد ألعمال، عيد فهد وجمال ألحيدري، هيا، هيا أيها ألابطال لنحتفل، وبدأ وبصوت عالي ثوري يردد إغنية (( عامل من ألعمال ... يمة ألحيدري )) . بعد ذلك رأينا نار على قمة الجبل ألذي خلف ألشارع والتي تبعد عن المقر بحدود مئات ألامتار لا أكثر، فقال بعض ألرفاق إن هذا كمين وقال رفاق آخرين هذا راعي. ذهب ألجميع للراحة وبدأ ألهدوء ألذي يسبق ألعاصفة، عاصفة ألغدر والخيانة .

في صباح يوم ألاحد 1/5/1983 ( ألساعة ألخامسة أو ألسادسة ) كان لي موعد للاتصال مع المركز ( وكان عندي جهاز صغير ) ، فنهضت للاتصال وكان ألحرس هو ألرفيق أبو سحر يتمشى أمام ألمقر بمسافة عشرين متراً تقريباً كي يرى ألشارع، وخلال هذه ألثواني بدأ سيل من رصاص ألدوشكة على ألمقر وخصوصاً على ألرفيق أبوسحر وهذا ألذي أجبرهُ على أن يستلقي على وجهه، وهرعتُ إلى ألغرفة ألتي كان فيها الرفيق ملازم علي والرفيقة أحلام ، فسالني الرفيق ملازم علي ما هذا ؟ فقلت له كمين فوق الجبل وطلبت من الرفيقة أحلام أن تأخذ ألشفرة وتناولت حقيبتي وأخذت منها علبتين سكائر بغداد .

وبصوت عالي نادى ألرفيق خدر كاكيل على ألجميع بأن ينسحبوا ويتجمعوا خلف ألقاعة وبقى ألرفيق أبو سحر في حالة إستلقاء لا يستطيع الحركة حيث حاول ألنهوض والزحف ليصل إلى القاعة ولكن من دون جدوى فكان الرصاص ينهال عليهِ عند أية محاول للإنسحاب .

طلب مني ألرفاق أن أتصل وأرسل برقية، وقامت ألرفيقة أحلام بتشفيرها بشكل سريع، ولكني أعرف وبشكل جيد إن المقر يقع في منطقة ألظل ( كما نسميها، أي منطقة تنعدم فيها إلاشارة أللاسلكية ) وبالامكان ألاتصال أما من أمام ألمقر أي تقريباً في نفس ألمكان ألذي فيه ألرفيق أبوسحر أو فوق ألجبل الذي خلف ألقرية والذي يفصلنا عن بشت ئاشان. رغم ذلك حاولت ولعدة مرات ولكن بدون جدوى فأخبرتُ ألرفاق بوجود مكان ليس بعيداً فوق ألجبل ألذي خلف ألقرية بالامكان من هناك تامين ألاتصال، عندها قرر ألرفاق إرسالي مع رفيقين إلى هناك وكانت الساعة تقريباً ألعاشرة صباحاً، تسللنا بين الاشجار الصغيرة ووصلنا ألقرية وهي مسافة لا تزيد عن مائة متر وبعدها صعدنا مسافة 10 أو 15 دقيقة حيث ألمكان كهضبة مفتوحة وفعلاً إستطعت ألاتصال، وإنتظرت مدة نصف ساعة وإستلمت برقية وأرسلتها مع أحد ألرفاق وبعدها أرسلت برقية إخرى واستلمت جوابها وكان ألوقت مساءً، وبعد فترة نصف ساعة تقريباً جاء ألرفيق الذي كان مكلف بايصال البرقيات وقال لي وللرفيق الذي معي بأن ننزل ، وعند وصولنا إلى ألقرية رأيت الرفاق مجتمعون خلف ألقرية وعندها رأيت الرفيق البطل أبو سحر مبتسم ويمزح مع ألرفاق .

وفي هذه ألاثناء بدأ الظلام ينشر خيوطه، فقال الرفيق خدر كاكيل ألان سوف نبدأ بالصعود وألمطلوب من الجميع عدم ألحديث وألتدخين وترك مسافة أمتار بين رفيق واخر. وبدأنا بالصعود وبإتجاه أليمين أي عكس إتجاه قرية ورتي ولفترة ساعة أو أكثر وصلنا إلى مكان آمن حيث كمين "أوك" بقى خلفنا لا يرانا، فقرر ألرفاق أخذ فترة راحة . وقمتُ بمساعدة الرفيقة أحلام بتشفير برقية إخرى وعلى ضوء لايت صغير وأرسلتها وإستلمت جوابها ثم قمنا بتشفيرها وسلمتها للرفيق أبوليلى .

وبعد إن تباحث ألرفاق أبو ليلى وخدر كاكيل ومام خدر، طلب ألرفيق أبو ليلى من جميع ألرفاق ألاقتراب وبدأ بقرآءة ألبرقيات ألمرسلة وألمستلمة وكان فحواها :

-  قيام ألعدو بنصب كمين مقابل ألمقر وهو مستمر برمي المقر وإنسحابنا خلال ألنهار صعب لاننا مكشوفين للكمين ، ليس لدينا خسائر .

-  والجواب إنسحبوا إلى بشت ئاشان وتحاشوا كمائن "أوك" قدر ألامكان والبرقية ألاخيرة إنسحبوا إلى مقر (لا أتذكر إسمهُ ) والذي كان ألرفيق أبوأحلام (جاسم الحلفي) مسؤوله.

وقال ألرفيق خدر كاكيل إننا سوف نتحرك صباحاً بسبب عدم معرفتنا ألجيدة للمنطقة وعدم علمنا بكمائن "أوك" ..................