في كتابه (ما العمل؟)، الذي نشر عام 1901، يحدد لينين المباديء الأساسية لعمل الصحافة الشيوعية، إذ يقول إن "الصحيفة ليست فقط داعية جماعيا ومحرضا جماعيا، بل هي، في الوقت نفسه، منظم جماعي". ويضيف: "يمكننا، في المستقبل غير البعيد، إصدار جريدة اسبوعية .. ستصبح هذه الجريدة جزءا من منفاخ حداد ضخم ينفخ في كل شرارة من شرارات الصراع الطبقي والسخط الشعبي ويجعل منها حريقا عاما. وحول هذا العمل، الذي يبدو بريئا جدا وصغيرا جدا بحد ذاته، ولكنه منظم وعام، سيتعبأ، بكل معنى الكلمة، جيش نظامي من المقاتلين المحنكين الذين سيجتمعون ويتلقون تدريبهم بشكل منهجي. وعلى سلالم وسقالات هذا الهيكل التنظيمي العام سوف نتمكن قريبا من خلق اشتراكيين ديمقراطيين من أمثال جيليانوف (1) من بين ثوارنا، وأمثال بيبل (2) من بين عمالنا، والذين سيأخذون مكانهم على رأس الجيش المعبأ، وإثارة الشعب كله لتسوية الحسابات مع عار ولعنة روسيا. هذا ما يجب أن نحلم به !".

وقد ظلت الصحافة الشيوعية في العراق، منذ صدور (كفاح الشعب)، يوم الحادي والثلاثين من تموز عام 1935 وحتى يومنا، متمسكة بهذه المباديء المرشدة، ومطبقة إياها بابداع في ظروف بلادنا الملموسة.

وفي هذا السياق واصلت صحافة الحزب كونها مدرسة سياسية ومهنية نموذجية خرجت أجيالا من الصحفيين، احتل غير قليل منهم مكانة مؤثرة في الثقافة الديمقراطية العراقية.

وقاومت صحافة حزبنا، على الدوام، تأبيد الثقافة السائدة والقوى المتمسكة بالقديم، فأسهمت، عبر ذلك، وعبر نشرها الوعي التنويري، ودفاعها عن مصالح الشغيلة والكادحين، في الكفاح الاجتماعي من أجل الغايات الساميات.

ورفعت الصحافة الشيوعية في العراق، وماتزال، راية السخط على ثقافة التخلف والخنوع والفكر الرجعي والظلامي .. راية الأمل بغد وضاء لبلاد الرافدين، تخفق في أيادي وقلوب الأجيال المكافحة من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

وفي مسيرتها المنيرة قدمت الصحافة العراقية قوافل من الشهداء الذين تحدوا الجلادين، وسطروا أمثلة ملهمة في الدفاع عن الحقيقة والمثل الثورية والقضايا العادلة.

ومن جميل المصادفات أن تترافق ذكرى تأسيس الصحافة الشيوعية في بلادنا والذكرى الثانية لميلاد صحيفة (النصير الشيوعي)، التي تواصل مسيرة الصحافة الشيوعية الأنصارية وإرثها المضيء ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أندريه إيفانوفيتش جيليانوف ثوري روسي وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة نارودنيا فوليا (إرادة الشعب).

(2) أوغست بيبل ماركسي ألماني بارز، رفيق ماركس وإنجلز، وكان من مؤسسي حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الألماني.

**************

النصير الشيوعي العدد 13 السنة الثالثة تموز 2023