في قاطع بهدينان الذي يضم محافظتي دهوك ونينوى ، تبلورت أواخر عام 1980 فكرة إصدار صحيفة (النصير) بمناسبة الذكرى الأولى لتأسيس القاعدة، والتي كانت في ٤ أكتوبر عام 1979، وكان وصول ألة طابعة صغيرة للقاطع من الخارج، أحد المحفزات لإنجاز هذه الفكرة، فتشكلت أول هيئة تحرير للصحيفة من الرفيق الفقيد  أنور طه (أبو عادل) والرفيق الفقيد لطفي حاتم (أبو هندرين) ثم إلتحق بهم الزميل علي الصراف والرفاق إبراهيم إسماعيل (أبو دجلة) والفنان قاسم الساعدي، وقد صدر العدد الأول من الصحيفة بمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي وفر  الورق ال 400 نسخة من العدد الأول، الذي طبع أيضاً بأجهزة الحزب الحليف. وبعد صدور العدد الأول وفرت قيادة القاطع جهاز رونيو وكمية من الورق الشمعي العادي من الخارج، كما كان الأنصار يصادرون في عملياتهم العسكرية ضد مقرات البعث والجيش الشعبي والأمن الصدامي، كميات من الورق  والأحبار والأقلام، ويهدونها لمكتب إعلام القاطع وهيئة تحرير الصحيفة. وكانت قيادة قاطع بهدينان الحزبية هي التي تشرف على مواد الصحيفة، ولم تحدث تقاطعات كبيرة بين هيئة التحرير وقيادة القاطع طوال عمر الصحيفة التي إستمرت في الصدور حتى نهاية عام 1985، وقد تغيرت هيئة التحرير بضعة مرات خلال عمر الصحيفة، وفي شهر تموز عام 1982، وحتى نهاية عام 1985 تم سحبي من مفرزة زاخو المقاتلة لأتولى رئاسة تحرير الصحيفة، التي أصبح عدد صفحاتها ثماني صفحات، وبحجم صغير، ويتضمن كل عدد الأخبار العسكرية وأخبار المنطقة وتحركات السلطة وحياة الأنصار وذكرياتهم، إلى جانب المقابلات وأعمدة ثابتة عسكرية وصحية وصفحة ثقافية، وكانت الصحيفة تصدر شهرياً بـ(500) نسخة وبثمان صفحات، وفي كل صفحة بحدود  (560) كلمة، لذلك كان إختصار المواد وتكثيفها من ضمن سمات الصحيفة وشروطها، وقد أصدرت النصير ملاحق باللغة الكردية (لهجة بهدينان)، وكان التنظيمان الحزبي والعسكري يمدان الصحيفة بالمعلومات والأخبار، بالإضافة لنشرة الأخبار التي يعدها مكتب إعلام القاطع، وكانت الصحيفة توزع على المفارز  والقرى والقصبات الكردية وعلى التنظيم الحزبي في كردستان والداخل، وتوضع سراً في دوائر الدولة وفي جامعة الموصل، كما قامت مفارز الأنصار بتوزيعها على السيارات المارة على الطرق بين المدن .

كانت للصحيفة أبواب ثابتة كالإفتتاحية وحياة الأنصار والصفحة الثقافية والزاوية الصحية  والزاوية العسكرية وأخبار العمليات العسكرية وأخبار المنطقة، وكانت الصحيفة مرعبة للخونة والعملاء في المنطقة، من خلال الباب الذي إستحدثته وهو (لن يفلتوا من العقاب) والذي ينشر أسماء هؤلاء ويتوعدهم بالعقاب! وكان عدم إستقرار وثبات المقرات الأنصارية، بسبب الظروف الأمنية والعسكرية، ينعكس على تأخر صدور الصحيفة أحياناً، فقد إنتقل المقر الرئيسي لقيادة قاطع بهدينان أكثر من أربع مرات خلال خمس سنوات! مما إنعكس على تأخر الصدور لعدة مرات ! كما أن غياب وندرة الورق والاحبار وعطل الرونيو أو الطابعة أحياناً يساهمان في تأخير إصدار الصحيفة، وقد توقفت الصحيفة بقرار من قيادة الحزب نهاية عام 1985، بعد إنتهاء أعمال المؤتمر الوطني الرابع للحزب، وكانت حجة إيقاف الصحيفة هي لتوحيد الجهد الإعلامي للأنصار، وإعادة إصدار صحيفة (نهج الأنصار) لسان حال المكتب العسكري المركزي (معم) وتم سحبي وقتها من قاطع بهدينان إلى قاطع سوران  لأكون عضو في هيئة تحرير هذه الصحيفة إلى جانب الرفيقة بشرى برتو والرفيق أبو تارا .

*********

النصير الشيوعي العدد 13 السنة الثالثة تموز 2023