في ايلول ١٩٨١ بدأت بوادر الصراع المسلح مرة أخرى. عندما تعاني الاحزاب من التخلف السياسي، وتكون مسلحة، فالبندقية هي التي تتكلم.

تألفت مفرزة من رفاق سرية روست للانصار وكان على رأسها كل من الرفيقين ابو داوود (كاظم ابراهيم خضير) والرفيق أبو راستي (احمد كريم) المسؤول السياسي، أما انا ماموستا سعد (يونس پيرو) فبقيت في روست لادارة السرية في روست وگوستي والمسؤول العسكري بالوكالة، شاركت مفرزتنا مفرزة من حسك بقيادة احمد فقي ره ش عضو اللجنة المركزية لحسك، واوصى انصاره المتبقين في روست بالتنسيق معي .

عندما كانت المفرزتان في قرية شيركاوه، أقبلت سيارة عسكرية الى القرية عن طريق الخطأ (اخطأوا في الطريق)، تمت معالجة الامر وأُطلق الرصاص مما أدى الى جرح احد الجنود بيده اليسرى، أذيع الخبر من اذاعة الحزب واصدر المكتب العسكري بلاغا رقم ١٤ لسنة ١٩٨١. قبل حلول المساء وصل عدد من الانصار الى المقر ومعهم الاسرى الجنود الخمسة. بدأنا بمعالجة الجندي الجريح وتضميد جراحه، ثم أجريت تحقيقا مع الجنود كل على انفراد. آمر المجموعة كان برتبة نائب ضابط، قبل أن أبدأ بالسؤال قال لي ان ابن اخته شيوعي وهو طالب يدرس في موسكو وأعطاني أسمه، بعد الانتهاء من التحقيق خرجت من القاعة وسألت الرفيق ابو غريب عن الشخص اذا كان يعرفه لانه كان يدرس في موسكو قبل التحاقه بالانصار اجابني بنعم، عدت الى الجنود وطمأنتهم باننا لا نريد سوء لاحد ولكن عليهم الالتزام بتعليماتنا .

بعد يومين وصلتنا رسالة من مركز المخابرات العسكري في چومان مع احد الاشخاص يعرضون علينا مقايضة الاسرى مقابل مبلغ من المال نحدده نحن، رفضنا الطلب، بعدها بعثوا لنا برسالة شفهية مع احد الاشخاص لاستعادة السيارة مقابل  بعض المال رفضت الطلب بل لم اناقش الموضوع .

بعد عدة ايام اغارت علينا اربع طائرات سمتية، فتصدينا لها وعادت من حيث اتت دون ان تحقق أية أهداف سوى تفريغ حمولتها من الصواريخ. تجدر الاشارة الى ان الرفاق الانصارفي روست  كانوا متمرسين لمعالجة غارات الطائرات السمتية، لكثرة تكرارها على مقرنا في روست.

بعد ان هدأت الاحوال في ورتي موقع الصراع، وصلتني رسالة من المكتب العسكري لنقل الجنود االاسرى الى پشت آشان .نظمت مفرزة لنقل الاسرى ونزلت قبل المغيب الى قرية شيركاوه، جائني عبدالعزيز ملا شرفي مبعوثا من عناصر اوك ونقل لي رسالة من هذه العناصر يطلبون بعدم القتال وهم لا يرغبون بذلك، اجبتهم باننا لن نبدأ القتال وأذا أضطرينا لذلك سندافع عن انفسنا بشراسة .

بعد المغيب تحركت مجموعة من الرفاق لنقل الاسرى وبعثت مجموعة اخرى الى قرية جيز لينكه، رافقت المجموعة الاولى بعد التأكد من عبور المجموعة عدت مع عدد من الرفاق وكنا اربعة، ذهبنا الى قرية دار السلام، كان في القرية مجموعة من المعلمين، جلسنا معهم وتحدثا اليهم. قبل الساعة العاشرة ليلا خرجنا من القرية لنلتحق برفاقنا في قرية جيزلينگه، بعد اقل من نصف ساعة لوصولنا القرية سمعنا اصوات اطلاق النار في قرية چوم بالوك .

في اليوم الثاني علمنا بقيام  مجموعة من عناصر اوك نصب كمينا لنا في طريق عودتنا، عندما خرجنا من قرية دار السلام اخترت طريق مختصر عبر تلال زيني قه له، عندما شعرت مجموعة الكمين بتحركنا من خلفهم شعروا بان لعبتهم انكشفت فهربوا من موقعهم باتجاه قرية جوم بالوك حيث عناصر اخرى من اوك بأنتظارهم، هنا حدث اطلاق النار من قبل العناصر الموجودة في القرية تجاه المجموعة الاخرى مما ادى الى جرح اثنين من عناصرهم .

صبيحة اليوم الثاني، نزلنا الى قرية شيركاوه، طلبت من الرفاق الانتشار على المرتفعات المطلة على القرية ونزلت الى القرية وكان معي الرفيق هيرش، لاحظت هرع عناصر اوك من القرية، جاءني مسؤول المجموعة وكان قلقا ومتوترا، طلب مني ترك القرية لهم فهم تركوا لنا القرية في اليوم السابق، بحجة شعورهم من الانتقاص بهم امام الفلاحين، قلت له لا تخلوا القرية لنا ولا نخلوا القرية لكم بل من الاحسن ان نشرب الشاي معا امام الفلاحين لكنه اعتذر، في هذه الاثناء لاحظت تحرك رفاقنا من على التلال وتموضعوا في اماكن جديدة بسبب تحرك عناصر من اوك للالتفاف عليهم، فهموا باننا لسنا فريسة سهلة، بعد ان انهيت ماكنت انويه في القرية خرجت والتقيت مرة ثانية بـ (عبدالعزيز ملا شرفي) الذي كان يقيم عند احد اقربائه في القرية مع زوجتيه الاثنتين. هو بالاساس من قرية ماوان، اعتذر لي وقال  انه لا علاقة له بما حدث ليلة امس، بل خدع من قبل عناصر اوك، اجبته هذه الجماعة اذا مدوا لك كفهم الايمن لمصافحتك كن على يقين بان الكف الايسر سيكون خنجر ينغرز بظهرك عندما يحتظنك، تركته وتحركنا نحو مقر روست سالكين الطريق الذي يمر من خلف قرية ديگه لكي لا نكون تحت رحمة نيرانهم.

جريدة النصير الشيوعي العدد 14 أيلول 2023