تقع ناحية نوجول قرب الطريق الرئيسي الواصل بين ناحية (قادر كرم) وقضاء طوز خرماتو، وتسكنها مئات العوائل التي تقوم بممارسة الزراعة والرعي وتعتمد على الابار في حصولها على المياه لأنها بعيدة عن نهر (ئاو سبي) الذي يجري في منطقة الداوُدة الزراعية الخصبة والتي يقسمها النهر الى قسمين، الاول يمتد الى منطقة (بناركل) والثاني يمتد الى محاذاة طوز خرماتو، وتبتعد الناحية عن  قضاء الطوز عشرات الكيلو مترات، وتعتبر المركز ألاستخباراتي المتقدم لنظام البعث الفاشي، وهذا المركز تلتف حوله شبكة من عملاء النظام في منطقة الداوُدة والتي تزود السلطة المستبدة يوميا بالتقارير الاستخباراتية عن تحرك الانصار والبيشمركة في المنطقة وتسهل عملية دخول مفارز الامن والاستخبارات الى المنطقة.

كانت هناك صعوبة في التحرك لاستطلاع ناحية نوجول أثناء النهار، لانها مبنية على الروابي التي تشرف على سهل الداوُدة وتحيط بها الكثبان الرملية العالية التي وضعت فوقها الربايا والكمائن، مما جعل مهمة الاستطلاع التي دامت اكثر من شهرين، مهمة ليلية كما يصفها الرفيق أسماعيل صابر ئاوباريك قائد مفرزة الاستطلاع، حيث تستمر في بعض الاحيان الى الدقائق الاخيرة قبل بزوغ الفجر.

وقد اشترك في عملية الاستطلاع العديد من قادة السرايا والافواج وأعضاء مكتب القاطع، ومنهم الرفاق الشهيد احمد بازوكة وماموستا علي وحمه رشيد قره داغي والرفيق جوهر وملازم سامي وملازم سعد مع الفريق الثابت للاستطلاع وهم الرفاق اسماعيل صابر ئاوباريك والشهيد مجمود (هريش) والفقيد ملا أدريس اسماعيل.

وبعد ان أكملت مفرزة الاستطلاع مهماتها واستضافت الرفيق ملازم سامي الذي رسم خارطة تواجد قوات العدو مع مقترحات الرفاق الذين شاركوا في الاستطلاع وتم توزيع قوات البشمركة على خمسة محاور للهجوم على المواقع العسكرية والربايا المحيطة في الناحية، ويقول الرفيق ماموستا علي زنكنة ان قيادة قاطع سليمانية كركوك شكلت هيئة مشتركة من رفاق القاطع بقيادة الرفيق ابو لينا والرفيق جوهر والرفيق حمه رشيد والرفيق علي زنكنه والرفيق ملازم سامي، وحسب الخطة المعدة تم الاتفاق على ليلة 1 / 2 / 8 / 1987 في الساعة العاشرة مساءً حيث دوت صواريخ القاذفات وقذائف الهاون والرشقات الرشاشة من محاور قواتنا في قاطع سليمانية _ كركوك المتكونة من الفوج السابع هورمان والفوج التاسع شارباشير والفوج الخامس عشر قرداغ دربندخان وسرية صنكاو، وكان نسور كرميان قد أعدوا خطة محكمة للاستيلاء على الناحية، ووضعت القوات والاسلحة وفق ترتيبات خاصة، وفي خطة خاطفة استولت قواتنا خلال ساعة على جميع المقرات، مما خلق الذعر بين قوات العدو وجعلها عاجزة عن الرد والمقاومة.

وتم في هذه العملية اسر اكثر من 90 عسكري ومرتزق من قبل البشمركة البواسل، كما جرى الاستيلاء على مئات البنادق الرشاشة وست سيارات وجهاز طومسن كبير للمخابرة، وأحدثت العملية صدى واسعا بين الجماهير التي عبرت عن فرحتها,

وفي اليوم الثاني حاول العدو الاغارة على قواتنا عبر طائرات الهليكوبتر والهوكر هنتر الاستطلاعية، ولكن قواتنا تصدت لها وأسقطت طائرة وقعت قرب قضاء طوز خرماتو. هذا وكانت فرحة الاهالي بسقوط ناحية نوجول كبيرة جدا، ولم تسطيع السلطة العودة اليها الاّ بعد عمليات الانفال سيئة الصيت.