اعتاد الأنصار خلال مرحلة الكفاح المسلح، الاحتفال بيوم تأسيس الحزب بفعاليات متنوعة (عسكرية واعلامية وجماهيرية)، داخل المقرات، وخارجها بمشاركة أهالي القرى. كانت اللافتات المكتوبة بايديهم، تزين الطرق في القصبات والمدن الرئيسية التي تقع في مناطق عملهم. إحد هذه الطرق، هو الشارع الدولي الذي يربط الموصل ودهوك باتجاه تركيا، حيث يقع معسكر (فايدة العسكري).. كلفنا (أربعة رفاق): الفقيد نبيل، جمال من أهالي قرية (شاريا)، هيثم من أهالي (باقوفة)، وأنا ئارام، بتعليق عدد من اللافتات على سياج معسكر (فايدة العسكري).

انطلقنا قبل الظلام من (شكفته بيرموس) باتجاه الطريق الدولي، حاملين اللافتات الخمسة، واعداد من جريدة طريق الشعب، ومنشورات تحيي الذكرى الخمسين. بعد مسيرة لأكثر من أربع ساعات، ومراقبة متواصلة للطريق تجنبا للكمائن، حيث السلطة في حالة انذار تحسبا لأي نشاط عسكري او اعلامي ينفذه الانصار، وصلنا إلى الشارع العام مقابل معسكر (فايدة). كانت المنطقة مضاءة ببروجكترات المعسكر ونقطة الحراسة والاعمدة الكهربائية، بالاضافة الى مصابيح العربات التي تتحرك على الشارع العام. راقبنا المنطقة اولا، ثم عبرنا إلى الجانب الاخر باتجاه سياج المعسكر، وقد قاربت الساعة الواحدة ليلا. اتفقنا ان يعبر ثلاثة رفاق ويبقى الرفيق جمال لتامين طريق الانسحاب. عبرنا انا والفقيد نبيل وطيب الذكر هيثم، ومعنا اللافتات. وصلنا الى سياج المعسكر المحاط  بالأشجار، فعلقنا اللافتات على الأشجار، وبالقرب من الشارع العام، وباب معسكر (فايدة)، وتركنا في كل مكان المنشورات واعداد من جريدة الحزب.

بعد ان انجزنا المهمة، وتأكدنا من خلو الطريق من المخاطر، عبرنا الشارع منسحبين باتجاه نقطة انطلاقنا. استمر انسحابنا حتى وصلنا الى مناطقنا الآمنة، حيث ارهقنا المسير وسط الظلام الدامس ونحن ننتظر رد فعل السلطة على عمليتنا. وبالفعل عند الساعة التاسعة صباحا، بدأوا بقصف المنطقة بالمدفعية الثقيلة، واستمر القصف حتى مساء ذلك اليوم.