في اواخر عام 1986، كنا ثمانية انصار الباقون في مقر (كرجال) القريب من قرية (احمد اوه) في منطقة ناوزنك، على امل ان ننتقل فيما بعد الى (قرداغ) بعد تحسن العلاقة مع الاتحاد الوطني الكردستاني، فقد انتقل رفاق (البتاليون السابع) الى هناك، وكان معهم الشهيد (يوسف) المسؤول السياسي للبتاليون، ومجموعة كبيرة من الانصار منهم الرفاق: (كريم حاجي، عطا، نبز، ئاري، والشهيد سيفر واخرين).. اما نحن الباقون: (الشهيد علي كلاشنكوف، انا دكتور ابراهيم، ريباز المخابر، محمود ابوشكرية، سيد علي، عبدالله مامه، الشهيد ياسين كسارة، واخر لا اتذكر اسمه).
ما اريد ذكره في هذه الكتابة القصيرة، هو الحادث الذي حصل في المقر، واستشهد على اثره الرفاق: (علي كلاشنكوف، وياسين كسارة، وبيشمركه من البارتي).
في الساعات الاولى من ذلك النهار، غادر المقر الرفيق عبد الله مامه الى ايران للعلاج، وفي وقت العصر وقع الحادث المؤلم، حيث انهارت صخرة ضخمة من القطع الجبلي، ووقعت على غرفة القاطع ومقدمة (الكهف) الذي كانت لنا فيه غرفة مبنية من النايلون والخشب.
الحادثة وقعت عندما كنا (هاوري علي و انا مع ضيفين من البارتي) في غرفة القاطع، ولما تصافحنا وهمنا بالخروج وقع الانهيار!. كنت اقف خلف الشهيد علي، مرت لحظات صمت، ثم ادركت ما حل بنا. سقطت ارضا من شدة الانهيار. انهار الحائط الذي يواجهني، واصبحت رجلي اليمنى تحت الحائط المنهار، وبعد ان انقشع الغبار، ناديت (هاوري علي) لعدة مرات، لكني لم احصل على جواب، وبصعوبة رأيته واقفا والصخور تغطيه حتى صدره، فعرفت ان الرفيق علي كلاشنوف قد استشهد.
بعد ان انقذني الرفاق ريباز و ابو شكرية واخرين، علمت باستشهاد الرفيق ياسين كسارة الذي خرج من الحمام قبل دقائق، وطلب مني الشاي!. عرفت لاحقا ان الشهيد يوسف مع مجموعة من الرفاق، قدموا من شهرزور وقاموا بنقل الشهيدين الى القرية التي ولد فيها الشهيد علي كلاشنكوف في سهل شهرزور، وبعد شهر او اكثر بقليل استشهد الرفيق يوسف في حلبجة، ليلتحق بالرفيق الشهيد علي كلاشنكوف ويدفن في نفس القرية.
النصير الشيوعي العدد 36 السنة الرابعة تموز 2025