في 31 / 12 / 1980، وقبل ان يحل العام الجديد 1981، وصلت الى مقر (كوستا) ثلاث مجموعات من الانصار القادمين من الاراضي التركية. المجموعة الاولى ضمت: (ابو احرار، الشهيد وضاح، الشهيد احمد). المجموعة الثانية: (ابو جواد، ابو نشأت، ابو علوان، ابو قحطان، ابو بشرى، وابو رياض). المجموعة الثالثة والاخيرة: (ابو روزا، سالم، ابو شمران، ابو عسكر، ثائر، سامي وتوت، ابو ماجد، واخرين لا اتذكر اسماءهم).
لا بد من الاشارة، الى ان الشباب الذين وصلوا الى المقر قادمين من اليمن، كانوا بملابسهم المدنية، وبعضهم رمى قسما من اثقاله في الطريق بسبب التعب الذي بان على وجوههم والجروح التي اصابت اقدامهم، لكنهم بعد مضي فترة قصيرة في مقر (كوستا)، تكيفوا مع ظروف المعيشة، وتعلموا الطرق الجبلية، وصاروا ادلاء في المنطقة، ومحاربون شجعان، واصبحت لكل منهم قصة ومقام!.
بعد احتفالنا بالعام الجديد، وصل الى (كوستا) الرفيق (أبو عايد) مع الرفيق (أبو حازم) الذي كان معتقلا في تركيا وإطلق سراحه. خلال هذة الفترة، قام الرفيق (ابو سمرة) بتدريبنا على سلاح المدفعية، بالاضافة الى تدريباتنا المستمرة على الاسلحة الخفيفة. اذكر مرة، وأثناء التدريب، ان مجموعة من الانصار يجلسون في القاعة على شكل دائري، وكنت أوزع عليهم بنادق الكلاشنكوف واحدا تلو الاخر، ومن بينهم احد الملتحقين الجدد الذي ما ان وقفت خلف ظهره تماما، حتى سحب اقسام واطلق بالخطأ رصاصة الى الاعلى، مرّت بجانب رأسي، واخترقت سقف القاعة، فأُصيب الرفاق جميعهم بالدهشة والذهول، لكنها مرّت بسلام!.
في منتصف شهر كانون الثاني عام 1981، تحركت من (كوستا) مفرزة متكونة من 25 نصيرا تقريبا مع الرفيق (أبو عايد)، متوجهة الى منطقة (روست) لفتح مقر جديد فيها، وفي أواسط أذار عاد الرفيق (أبو عايد) الى (كوستا)، ثم غادرها بعد عدة ايام الى (ناوزنك)عن طريق إيران.
بعد فتح المقر في منطقة (روست)، تشكلت (السرية الثالثة)، واصبحت (كوستا وروست) يشكلان الفوج الخامس الذي يتكون مكتبه من الرفاق: (خضر حسين أمر السرية، ابو راستي المستشار السياسي، أبو داوود مساعد أمر السرية، رستم عضو مكتب السرية، والأداري ماموستا سعد).
في خريف عام 1981، وصلت مفرزة من منطقة بهدينان متوجهة الى (ناوزنك)، تضم الرفاق: (أبو علاء، أبو عادل الشايب، أبو جميلة كوكب حمزة، الدكتور أبو كوران، أم كوران، إضافة إلى الرفيقين إياد وإحسان). كانت تسود بين رفاق (كوستا) اجواء من الالفة والصداقة، اضاف لها الرفيق أبو عادل الشايب، بشخصيته المرحة وطبيعته الفكاهية، المزيد من البهجة والامل والفرح.
يقول الرفيق (زكي): "في أحد الليالي، كنا ننتظر فطور اليوم التالي (باچة ماعز / بزن) اشتراه الرفيق أبو عادل من نقوده الخاصة لرفاق المقر، وابو عادل يحب اكلة (الباجة) مع البصل، لكن البصل غير متوفر في المقر. وبينما كنا نتحدث (كوكب حمزة وانا) اثناء الحراسة بعد منتصف الليل، سمعنا حركة قريبة من المقر لم نعرف مصدرها، فتأهب كوكب حمزة لاطلاق النار، وإلتزمنا الصمت لكي نتاكد، فتبين أن حمارا محملا بالحاجات يتجه نحو المقر. بعد فض الحمل، ظهر ان الحمار يعود لاحد الرعاة وعلى ظهره: خبز، جبن، ماء، وايضا قليل من البصل!..اثارت هذه المصادفة التي تحولت فيما بعد الى قصة طريفة، دهشة الرفاق، ودهشة الرفيق ابو عادل الذي تحققت رغبته في تناول (الباجة مع البصل)".
احتفلنا بعيد رأس السنة 1982. كان الاحتفال متواضعا جدا، لكنه يفيض بالمشاعر والحنين والصوت العذب للنصير الفنان كوكب حمزة (ابو جميلة) الذي كان يغني ويعزف بيديه على مخزن رشاش العفاروف!.
في ربيع عام 1982، وصلت إلى مقر (كوستا) مفرزة من حزب العمال الكردستاني التركي ( PKK )، فسمعنا اطلاق نار في المكان الذي ينامون فيه. عرفنا فيما بعد، ان مسؤولة المفرزة التي تتكون من عشرة مقاتلين، اطلقت النار على نفسها، قيل انها ارادت الانتحار، لكن لا احد يؤكد ذلك. من ناحيتنا، قدمنا لهم الاكل والشرب والمنام وعالجنا الجريحة، وبقوا معنا فترة حتى تماثلت الفتاة للشفاء.
في نهاية أذار عام 1982، جرت إعادة تشكيل قوات الانصار، وتم إختيار الرفيق خضر روسي لقيادة السرية الثالثة، وفي نيسان 1982 تحول اسم سرية روست الى السرية (19) المستقلة.
في حزيران 1982، وصل الرفيق أبو جبار مع الرفيق ملازم علي الى روست، وتم تشكيل مكتب السرية من (أبو جبار المسؤول، مام خضر روسي مساعد المسؤول، ماموستا سعد الأداري، ملازم علي وخدر كاكيل أعضاء في المكتب).
في تموز 1982، فقد مقر (كوستا) أهميته، وتقرر غلقه، ونقل الرفاق الى روست، حيث تحولت السرية المستقلة الى فوج، ومسؤوله العسكري الرفيق مام خضر روسي، والسياسي الرفيق أبو ليلى، ومناطق عمله هي (برادوست، وبالك التابعة الى قضاء جومان وميركه سور وناحيتي سديكان وديانا من قضاء راوندوز).
النصير الشيوعي العدد 36 السنة الرابعة تموز 2025