لمصلة مَنْ وجود اكثر من اتحاد!!؟ إذا كانت... /  فيصل الفؤادي

تحتاج الطبقة العاملة العراقية في هذه الظروف الى بذل الجهود من اجل تدعيم اتحاد نقابات واحد ومتحدث يمثل الطبقة العاملة، وليكون المُعبر الحقيقي عنها محليا ودوليا.

ان بعض القوى والأحزاب الإسلامية والغير اسلامية تريد الهيمنة  على مقدرات وطاقات الطبقة العاملة ، بهدف القضاء على آمال وطموحات العمال من خلال تكوين اتحادات خاصة بها، دون الرجوع الى الشرعية وآليات العمل والإرث النقابي الحافل بالتجارب  الغنية والخبرة والدراية والمعرفة بأمور تكْوين شخصية الاتحاد  الذي يضم في صفوفه رموز بارزة لها  باع كبير بالنضال الطويل ضد التعسف والطغيان والدكتاتوريات .

 

 ان الواجب يدعونا الى مراعاة مصلحة الطبقة العاملة التي تمر بظروف بالغة الصعوبة نتيجة انحدار المستوى المعاشي والتهميش  والاستغلال مما يحتم على اتحادها العمل من اجل اصدار مجموعة من الاجراءات والقرارات التي تصب في مصلحتها من خلال  رفع الاجور وبناء مساكن واطئة الكلفة والنقل وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية وغير ذلك .

 

ان قوة الاتحاد بوحدته يعزز دوره ويجعله  متميز في اطار الاتحاد العالمي لنقابات العمال وكذلك الاتحادات   الدولية والمحلية الأخرى  إذا اخذنا بالاعتبار ان عدد  العمال والعمال الفنيين ومن مختلف الاختصاصات في القطاع العام والخاص يصل الى اكثر من ثلاثة ملايين عامل .

نحن نعتقد أن حل الاشكالات بين الاتحادات ضرورة موضوعية ملحة  تمليها ظروف طبقتنا العاملة ولهذا علينا تجاوز الذاتوية  والأنانية من منطلق الشعور بالمسؤولية المهنية والنقابية ونضع نصب اعيننا الصورة الناصعة لتاريخ طبقتنا العاملة ونضالها منذ عقود طويلة.

ومن هنا لابد من تتوجه الاتحادات والنقابات الى عقد اللقاءات و الاجتماعات مع الوزارات المعنية والمؤسسات الحكومية للتأثير عليها وعلى البرلمان لتشريع القوانين التي تخدم طبقتنا العاملة وهذا يحتاج الادراك والوعي والإرادة  بأهمية الوحدة و تجاوز كل الثغرات التي تعيق عملنا الاحق.

وفي هذه الايام يصادف عيد العمال الاغر عيد الطبقة العاملة العالمية ومنها طبقتنا العاملة صاحبة الارث النضالي والانجازات الكثيرة التي حققتها على جميع الأصعدة ليكن ذلك  حافزاً  للعمل بجد من اجل توحيد  لم شمل الاتحادات والنقابات في سائر بلادنا في اتحاد عام يمثل مصالح الطبقة العاملة غير خاضع للأملاءات الخارجية .

ان نهج المحاصصة والطائفية الذي ابتلى بها شعبنا يحتاج منا الى العمل الدؤوب من اجل  تجاوز آثارها المدمرة  وإدراك  اهمية  تقديم الافضل الى كادحينا من العمال والكسبة وعموم بنات وأبناء شعبنا بشكل عام،  وهي مسؤولية تأريخية لابد من تحملها بعزيمة المخلصين من الغيورين من ابناء شعبنا ، وطبقتنا العاملة  التي تستحق الافضل دائما.

 

30 نيسان 2019