كانت ... قصة شهرين من حياتي  ..!16/   هاني ابو زياد

14 اب – 14 تشرين اول 1988...16

اذن هو اليوم  12 ايلول  1988 ..امضينا النهار كله في هذا المكان كل اخذ له موقع ونمنا بعد ان وزع جدول الحراسة وحدد مكانها .. كنت اود ان انام في الشكفتة ( الكهف ) كانت صغيرة ومدخلها غير عالي .. هممت بالدخول  رايت افعى فيها  خفت ورجعت كما ان الافعى خافت ودخلت جحر بجانبها واختفت , لكني لم اتجرأ الدخول بعد ذلك والنوم هناك .. وجدت صخرة بين الاشجار ونمت بجانبها .. في وقت حراستي كنت انظر الى قرية رزوك  تحت قطع الجبل المقابل لنا  بالناظور واتفرج على الجنود وهم يتجولون داخل القرية وحولها .. يمكن مشاهدتهم بالعين المجردة ايضا ولكن ليس كما الناظور طبعا .. تجمع عدد  من الجنود ليس كبير وتوجهوا باتجاه طريق الصعود الينا . بعدها اختفوا بين الاشجار . ندهت على الرفيق سردار جاء  قلت  له  ما شاهدت  , قال ربما ذهبوا الى بيت هناك يقع تحت الجبل بين الاشجار الكثيفة .. من حوالي اكثر من عام ترك الاهالي قراهم وبيوتهم  وسكنوا الكهوف وبعضهم  بنوا بيوت لهم  في المناطق التي يمكن ان تحميهم من القصف , قرية رزوك  , لانها  خلف الجبل مباشرة  تكون محمية من القصف المدفعي  لكنها  معرضة الى قصف الطيران والهيلكوبتر لذا كان البعض من اهلها  لم يتركوا القرية طبعا قبل دخول الجيش  .. كما ان معظمهم من  الرعاة  يقضون الشتاء في الدشت (سهل الموصل ) .. المسافة طويلة بين القرية ومكان اختفائنا و ياخذ وقت طويل للوصول الينا  وكله صعود .. مع هذا كنت منتبه واراقب الطريق .. انتهى وقت حراستي وجاء رفيق اخر واخر حتى غيابت الشمس  .  تحركنا  نزولا الى اسفل الجبل مررنا  ببيت  هناك , ربما كان الجنود به ساعة حراستي . قالوا  ادخلوا لتجدو شيء  تنامون به  .. دخلت كانت غرفة  قد تبعثرت محتوياتها ورمي بعضها  بالخارج , وجدت ( جودلية ) هذه تكفي , فهي خفيفة الحمل وتفي بالغرض ,  بعد ان تركت النامسية هناك في كارة عند الرفاق . سرنا بمحاذات الجبل  بين الاشجار وكان مسيرنا  في وادي ضيق من اليمين الجبل العالي واليسار سلسلة من المرتفعات غير العالية .. وصلنا مكان اقرب الى قرية دة رش منه الى رزوك ,  يبدو انه مطبخ الرفاق المختفين هنا  والرفيق ابو تاس يعرفه , شعل الرفيق  نارا بعد ان وضع حصيرعلى شكل قوس  ليحجب ضوء النار من ان ينتشر وطبخ لنا رز احمر كان لذيذا وشهي .. بعدها  خبأ الارزاق وموه  المكان  وانطلقنا صعودا الى مكان تواجد الرفاق , المكان صخري فيه اشجار ليست كبيرة , فيه شقوق كثيرة كأنها  اشكفتات  يمكن الاختفاء بها  والتواري عن الانظار,, ولو استمر المرء بالصعود الى النهاية  يجد نفسه امام قطع عالي لوادي سحيق يصعب النزول منه  ’’ . ونحن نسير صاح الحرس  ,,توكي ’’ .. اجابه الرفاق نحن ,, تقدمنا  نحوهم  استقبلونا  كانوا مجموعة غير كبيرة  معهم من حدك . هناك التقيت بصديقي الرفيق ماجد ( اخ الشهيد ابو رؤوف ) تعانقنا , فلم نلتقي من فترة ليست قصيرة  ..وجلسنا جانبا .. لم يطل جلوسي حتى صاح علي الرفيق حيدر وطلب مني مرافقته الى قرية اسبندار خلفو .. ذهبت معه وانا  لا  اعرف  لماذا اختارني انا  ؟ وماذا سنفعل هناك ؟. بعد حوالي ساعتين وصلنا الى المكان وهو خارج القرية طبعا شرقها بين الاشجار  والصخور الكبيرة التقينا هناك برفاق لنا , غاب الرفيق حيدر , ثم عاد . رجعنا بعدها  الى الرفاق هناك بالقرب من دة رش ... استلقينا  انا وماجد في شق من الشقوق واخذنا نتحدث  عن ما واجهنا خلال الايام الماضية  ولماذا لم تنسحب هذه المجموعة مع رفاق السرية , وذكريات عن الماضي  في السرية الخامسة . طال الحديث , حتى نمنا .. تغير مكان الاختفاء بنهار يوم  13 ايلول 1988  ليس بعيدا ولكنه مغطى بالاشجار . اخذنا من شق  موقع  لنا وقضينا نهارنا هناك حتى المساء .عند حلول الظلام  تحركنا باتجاه  قرية  اسبندار خلفو , كنا نسير على الطريق القديم  ونرى على جانبيه  بين  مسافة  واخرى  بقايا مواقد كبيرة  هائلة  اصغرها  قطره  ربما 10 امتار . كان هذا مكان لجحوش ينامون حوله  ايام  الهجوم الاولى ويرقصون ..قيل انهم انسحبوا بعد العفو .. الطريق مالوف لي وللاخرين . هو صعود خفيف  لكنه متعب  بعض  الشيء ,  بعدها انحرفنا الى جهة اليمين اي الى الشرق لنسير بدون طريق حتى بلغنا عين ماء  وافرة المياه وبجوارها بيتين قالوا انهم الى صديقنا  من حدك ,, سيدو سعيد ’’ ( سيدو يعني استاذ فهو معلم ) واخوه وهما بيشمركة من منظمة الشهيد عكيد من اهالي العمادية  . البيوت خالية فقد انسحبوا مع العوائل  ..قال الرفاق ادخلو لتجدو شيء تنامون به . دخلت  كان ظلام دامس  شعلت  اللايت شاهدت كل الوان الطيف من اللحف  الجديدة  المنظودة على محمل بطريقة جميلة والتي ربما لم تستعمل قبل . استليت اجملها وحملته كان ثقيل  . امامنا  طريق ربما نصف ساعة من المشي ..... ليس لدي حل اخر !.. دخلنا الغابة وسلكنا الطريق نفسه عندما كنت مع الرفيق حيدر البارحة .. بقينا في هذا المكان حتى يوم 20 ايلول 1988 وهو اليوم الذي تحركنا به بتجاه الحدود ..  يختفي في هذا المكان  واماكن اخرى متناثرة بالمنطقة رفاقنا وبيشمركة من حدك ايضا . اعرف معظمهم  .. خلال هذه الايام كانت مهامنا الحراسات  وجلب الماء  من العين بالليل طبعا و الارزاق من بيت سيدو سعيد , وتحضير الطعام والخبز . كان في قرية اسبندار جيش , كل يوم كانوا يحرقون شيء حتى  وصلوا الى البيتين عند العين  وتم هدمهم بعد احراقهم .. كان بعض الرفاق منهم الرفيق حميد شعبان  يذهبون كل الليل ومعهم من بيشمركة  حدك ويعودون عند الفجر  قيل انهم ينظمون  العلاقات من تنظيمات الحزب  فحميد يعمل بالتنظيم المحلي  ..وفي ليلة جلبوا معهم مجموعة  دجاج مذبوح كانوا جلبوه من  قرية  مزة كفنة ( تكتب بوضع 3 نقاط على الزاء بالكردية وتلفظ ) الواقعة تحت  قرية اسبندار خلفو واكلناهم جميعا .........يتبع