كانت ... قصة شهرين من حياتي ..! 15 / هاني ابو زياد

كانت ... قصة شهرين من حياتي  ..!                                              

14 اب – 14 تشرين اول  1988...15

ودعنا الرفاق عشية يوم 9 ايلول  1988 . كان معهم الرفيق يونس فهو يعرف المنطقة بشكل جيد وابنها فلا خوف عليهم من هذه الناحية ولا يقل دلالة منه الرفيق الند وكذلك الرفيق ابو رشدي فقد عمل في مناطق زاخو ويعرف دروبها . وكان معهم كما اسلفنا  عضو محلية نينوى الرفيق ابو سلوان.. انتهى هذا اليوم التاريخي والذي كان الرفيق ابو جواد ينتظر ان تحدث به معجزة  فقد تنبأت له بذلك في الايام الاولى لنسحابنا ودخولنا عالم كارة الرهيب . كان الرفيق يتذكر هذا اليوم...بشكل جيد .. !  دعا الرفاق في قيادة الفوج رفاق السرية الخامسة والرفيق العزيز ابوعمشة وكذلك الرفاق منار, ابو سامان وانا . تكلم الرفيق ابو سالار وبحضور الرفيق  توفيق وقال مخاطبا الرفيقين منار وابو سامان .. انتما والرفيقان ابو عمشة وابو زياد  سترافقون رفاق السرية الخامسة , وعندما تجدون طريق تعودان الى كارة وتسحبان من يتواجد هنا . وللطواريء هذه كلمة سر بينكم وبين الرفاق هنا  , تلتقون في المكان المعين المعروف للجميع . اما ابو عمشة وابو زياد  فسيذهبان حيث يذهب  رفاق السرية الخامسة ... كان القرار او  التوجيه  واضح ولم يعترض عليه احد .. ستنطلقون غدا  يوم 10 ايلول 1988 .. بعد الغداء بقليل  انطلقت المجموعة المكونة من 7  رفاق بدلالة الرفيق ابو تاس  . فهو ابن العمادية والسرية الخامسة ويعرف المنطقة بشكل جيد , وامرها كما كان واضح الرفيق سردار ..وصلنا الى طريق النزول من قمة  كارة  المغرب وما ان نزلنا حتى خيم الظلام . توقفنا عند العين  , تزودنا بالماء  وانطلقنا صوب النزول .. كنت اسير في الخلف  انتبهت الى الرفيق ابو تاس  وهو ينحرف  الى جهة اليسار وليس بخط مستقيم الى طريق النزول الى بليط ... كنت اعرف ان طريقا ياتي من قرية زيوة  بري كارة ( اسم زيوة شائع وهناك عدد كبير من القرى بهذا الاسم ) باتجاه هذا المكان , ولكني لم امر به سابقا  . هو طريق يمكن ان يمشي به بغل .. ( للبغل طريق خاص يسمى باسمه ) ظننت ساعتها ان الرفيق ابو تاس سياخذنا  عبر هذا الطريق الى زيوة  لاسباب هو يعرفها .. ربما طريق بليط مقطوع ..وصلنا الى قطع . يفترض ان يكون الطريق سالك فهو طريق بغل , لكننا اصطدمنا بقطع .. نزل الرفيق نزلنا .. رجع الرفيق رجعنا .. ركض الرفيق الى جهة اليسار ركضنا خلفه  . عاد عدنا . تبين انه اضاع الطريق  .سالته الى اين نحن ذاهبون لم يجبني , هو يجري ونحن خلفه  . حاولت ان امسك به لاساله  دفعني  وجرى .. حاولت مرات  وهو لا يستجيب حتى الصباح......!!!  عندها قرر اصحاب القرار ان نعود الى كارة ويبقى الرفيق ابو تاس عند القطع ومعه الرفيق منار  ليروا الطريق بالنهارعلى ان نلتقي عند الليل على العين .. قال الرفيق سردار نقضي النهار هنا ..تماما اسفل القطع الحاد توجد اشكفتة ( كهف ) مفتوح باتجاه الدشت والفضاء . والشكفتة  لا تحمي الا من المطر . سيكون الخطر كبير لو ان هليكوبتر  رصدتنا .. قلت هذا المكان غير امن  قال لا جيد ...سكتنا.لم يعترض احد .. انتهى النهار بسلام وكان يوم 11 ايلول 1988 ..عند الغروب  تحركنا الى العين .. اغتسلنا وتزودنا بالماء . التقينا طبعا بالرفيقين . حركة ..! تحركنا  انحرف الرفيق ابو تاس الى نفس الزاوية  واصطدمنا  بنفس القطع  وجرينا خلفة كما البارحة تماما  .بعد وقت ربما طال , امسكت به هذه المرة بقوة وامام  الجميع وسالت الى اين انت تريد ان تاخذنا ؟ .. اجاب بعد ان يأس . الى بليط .! لحظتها شعرت وكان احدا لطمني على وجهي  قلت بليط ...!؟  كنت اسالك وانت  لا ترد .......  هذا طريق بليط  واشرت الى اليمين..... ,,هذا الطريق انا عبرت منه قبل اسبوعين عندما التحقت بالفوج الاول  .. وقد عبرت منه سابقا  الى كارة عشرات المرات بالليل والنهار .. هو يربطه  خط مستقيم عمودي بعين الماء  وامامه صخرة كانها علام .....اتجهت الى الطريق تبعني الرفاق  قلت هذا . ونزلت  نزل خلفي البقية ونحن في وسط القطع غضب العزيز الرفيق ابو عمشة .. كيف تعرف الطريق وتتركنا نجري لليلتين  ورفع صوته ...غضبت انا اكثر منه ورفعت صوتي وقلت انا لست من ابناء المنطقة  .. قلتها بالكردية  وانا اقصدها .. انت بدلا من ان تنتقده لانه لا يقبل ان يساله احد... تغضب عليّ .. وسكتنا  ... لكن نارا في داخلي  اشتعلت احرقت احشائي وحزنت ..!! انا  اعرف المنطقة اكثر منه ومن غيره من ابناءها .. لكن ...... ! بعد النزول تنحيت جانبا تارك الدلالة  للرفيق ابو تاس .. دخلنا اطراف بليط من ناحية الجنوب .. جميع البيوت هدمت وفجرت  ولم يبقى منها شيء غير الانقاض ..وتجاوزناها  باتجاه مدخلها الجنوبي لنلتف خلف المرتفعات المحيطة بها ونتجه شمالا بعدها نصعد باتجاه الغرب .. الصعود ليس على طريق وانما على الاتجاه حتى بلغنا القمة .. كنا نصعد منحدر حاد ترابي تصعد  خطوة لترجع خطوتين . نسحب بعضنا احيانا  المساعد الوحيد الجيد هو الكوبال ( العوجية ) ..نحن الان عند عين الماء هدفنا  قبل يومين  كما تتذكرون .. سؤوال ؟ هل كنتم هنا بالايام الماضية لتتزودوا بالماء ليلا  ؟ ؟... جواب .. لا ,,!  كان الليل  اوشك على الانتهاء .. لا بد ان نجد مكان نقضي النهار القادم فيه .. فقد دخلنا  يوم 12 ايلول 1988.. تركنا العين  باتجاه قرية رزوك .. على حافة الطريق النازل الى القرية هناك اشكفتة (كهف) صغيرة  .. هنا سنقضي النهار قال امر المفرزة .. كانت على الطريق الذي يربط الربية المطلة على بليط  برزوك ... يتبع .