(الشيوعي لايخرج من الحزب الاّ الى السجن أو البيت .. زياد رحباني ) ..
ماكفاك من الأفكار كي تخطو خطوتك الأخيرة ، وما كفاك من الأحلام كي تشيّد نوافذا لاتطل على الجوع والقتل ، وماكفاك من المسارح والشعر حتى رحلت في قوّة المعنى لينعيك الحزب الشيوعي اللبناني كرفيقٍ لهم ، لينعيك المحبون الكثيرون كإبنٍ لسحر اللحون والغناء ولفلذة كبد أمك السلطانة والأميرة فيروز . ستنشد الناس عن الغائبين في كل زمان ومكان وفي كل بيت ورغماً عنهم ( سألوني الناس عنك ياحبيبي/ كتبوا المكاتيب وأخذها الهوا) . لوشئت يازياد وأنت بشهرتك والنساء من حولك ، لكنتَ إلهاً في ممرّك وسطوك ، لكنك وضعت المقاومة وحب أبي هادي حسن وفلسطين كبوصلةٍ أساسيةٍ لكل يساريٍ حتى تغلغلت واستقرّت في قلبك الشيوعي كعشقً أولٍ وأخيرٍ لايُعلى عليه . كما يبدو لنا أنك مت على طريقة ماقاله مظفر النواب ( مادام هناك ليل ذئبٌ / فالخمرة مأواي) . ومهما يكن فكل امريءٍ يستحق الميتة التي يستحقها وأنت متّ صادقاً كما الموت نفسه ، ولم تكذب حتى على الصدى في الحانك وجمال موسيقاك . وفي آخر الأشياء يتحطم الحديث على شفاهنا ولربما تختفي منها أجمل ما يجب أن يقال ، لكننا نستمر بالمديح والثناء لآخرعنقود من موسيقى الرحابنة ، ولانكتفي أن قلنا : وداعاً ياترنيمة البيت الأخيرة .
هاتف بشبوش/ شاعر وناقد عراقي