لمناسبة حلول عام كامل على تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، قال الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ان العملية مثلت منعطفا مهما في الصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدًا أنها جاءت نتيجة تصاعد الاحتلال الصهيوني وسياسة القمع والعدوان المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.

وأكد الرفيق فهمي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "طوفان الأقصى جاء بعد سنوات من التوسع الإسرائيلي، واستهداف الحقوق الوطنية الفلسطينية"، مشيرا الى ان "الوضع الذي سبق الطوفان شهد غيابًا لأي أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية، خاصة في ظل تصاعد التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة".

ورأى فهمي أن "هذه الظروف أسهمت في تهميش القضية الفلسطينية، ما جعلها تبدو كقضية ثانوية على الساحة الإقليمية والدولية".

عودة القضية الفلسطينية الى مركز الاهتمام

وأوضح، أن "أحد أهم نتائج طوفان الأقصى كان إعادة القضية الفلسطينية إلى محور الصراع في المنطقة، ما أعاد الاعتراف بمركزية هذه القضية"، مبيناً أن "هذه العملية الجريئة كشفت عن نقاط ضعف النظام الأمني الإسرائيلي، وزعزعت صورة الجيش الذي لا يقهر، وهذا ما فتح إمكانيات جديدة للمقاومة الفلسطينية".

وأشار فهمي إلى أن "ما حدث في السابع من تشرين الاول يمثل منعطفًا حقيقيًا في الصراع، حيث حاولت إسرائيل من خلال عملياتها العسكرية الأخيرة استعادة هيبتها والانتقام من المقاومة الفلسطينية"، موضحا أن "إسرائيل تتبع سياسة إبادة ممنهجة تستهدف الفلسطينيين بشكل مباشر، وتسعى لترويعهم بغية كسر إرادة المقاومة".

مشروع الشرق الأوسط الجديد

ورأى فهمي، أن "توجهات إسرائيل تتجاوز القضية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "مشروع الشرق الأوسط الجديد تسعى من خلاله إسرائيل إلى بسط هيمنتها على المنطقة بمباركة الولايات المتحدة"، محذرا من أن الكيان يراد له ان يلعب دور "الشرطي" في المنطقة، وهذا تكليف من قبل الولايات المتحدة لضبط الأوضاع بما يتماشى مع المصالح الأمريكية.

ونبّه إلى أن سياسة التطبيع التي تتبناها بعض الدول العربية تهدف إلى تمرير حل للقضية الفلسطينية يتماشى مع المصالح الإسرائيلية والأمريكية، وأن ما شهدته المنطقة في الآونة الأخيرة هو انعكاس لهذا المشروع.

التضامن مع القضية الفلسطينية

وفي حديثه عن التضامن العربي، أعرب فهمي عن أسفه لانخفاض مستوى التضامن العربي الرسمي مع الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة لم تقابل بأي رد فعل ملموس من قبل الدول العربية.

وأكد أن استمرار هذه العمليات العدوانية دون رادع دولي يشير إلى رغبة إسرائيل في كسر إرادة المقاومة الفلسطينية، ليس فقط داخل فلسطين، بل على مستوى المنطقة ككل، مشددا على ضرورة أن ترفع الشعوب العربية من مستوى تضامنها مع الفلسطينيين واللبنانيين.

وطالب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بتوجيه المزيد من الضغوط الدولية لإيقاف المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني واللبناني.

استعادة الوحدة عنصر أساسي للمقاومة

وأكد فهمي أن استعادة الوحدة بين الأطراف الفلسطينية هي عامل أساسي في تقوية المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه لا توجد حالة أكثر خطورة من الوضع الحالي الذي تواجهه القضية الفلسطينية، مشددا على أن المرحلة الحالية تتطلب تجاوز الخلافات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية، والعمل بشكل موحد لتطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها مؤخرًا.

وواصل فهمي حديثه بالتأكيد على أنه مهما بلغت شراسة الهجوم الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا، فإن محاولة تصفية القضية الفلسطينية تعتبر وهما، مؤكدا أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي سيقابله استمرار للمقاومة، وأن الشعوب لن تسكت عن العدوان أو الاحتلال أو انتهاك الحريات والحقوق الأساسية.

وفي نهاية حديثه، دعا فهمي إلى ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يقوم على أساس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين، معتبرا أن السلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحققا إلا من خلال هذا الحل العادل.