في قلب فلسفة كارل ماركس يترسّخ اعتقاد بأن الرأسمالية لا تترك شيئاً مقدساً، وبالتالي فإن الاوليغارشية التي صنع المال العام إمبراطورياتها، تحاول أن تتآمر على وعي الناس من خلال مشاريعها المشبوهة وغيرها.

أحد الشخصيات السياسية المتنفذة ممن تتمدّد مشاريعهم في قطاعي التعليم والطب، حوّل جامعته الأهليّة إلى مقر حزبي للترويج الانتخابي لائتلافه، عبر تشكيل مجاميع طلابيّة تتحرك بين الطلبة وتطلب منهم بطاقاتهم الانتخابية، في مقابل منحهم تخفيضاً مالياً في أجور الدراسة، ومساعدات اخرى.

مع كل انتخابات يشكل المال السياسي علامة فارقة لصالح قوى المحاصصة والفساد، التي راكمت سرقاتها خلال العقدين الأخيرين، بينما يتفاقم الفقر والبؤس لدى عامة المجتمع. فتبقى الأغلبية أسيرة لواقعها الذي تتحكم به الأقلية الحاكمة.

ويكمن الحدّ من فاعلية المال السياسي في تطبيق قانون الأحزاب، الذي يمكن أن يفسح المجال أمام مسارات مهمة للتغيير والانفتاح على القوى الوطنية والمدنية والديمقراطية الأخرى. كما ان هذا يمنح العملية الانتخابية مشروعية وشفافية ونزاهة اكبر.

الأيام اللاحقة ستشهد ايقاعا عاليا للشعارات التسويقية التي تتبناها أحزاب السلطة، وستتحول أذرعها إلى أدوات للتربح الانتخابي عبر استغلال حاجة الناس. لكن يبقى الرهان على وعي الناس، وبضمنهم الطلبة، الذين يظلون أملنا الكبير في صنع مستقبل أكثر عدالة.