كركوكطريق الشعب

بحضور ومشاركة نخبة من الأدباء والفنانين والأكاديميين والمعنيين بالشأن الثقافي استضافت "مؤسسة دجلة للتعايش والتنمية" في كركوك الكاتب رضا الظاهر، يوم السبت 17 أيار 2025، للحديث عن "المثقف والحركة الاجتماعية". وفي بداية اللقاء، الذي أداره الأستاذ آوات محمد، قدم عزف على الغيتار، ووقف الحاضرون دقيقة صمت حدادا على روح الشاعر الكبير موفق محمد الذي غاب عنا، مؤخرا. ورحب رئيس المؤسسة الأستاذ فلاح صلاح بالحاضرين، مضيئا جوانب من علاقته بالكاتب الظاهر وإنجازاته، ومعبرا عن سعادة المؤسسة بوجود الأستاذ المحاضر في كركوك وإسهامه في نشاط المؤسسة.

وأشار مدير الجلسة الأستاذ محمد الى محطات من حياة الظاهر وكتبه، مركزا، بشكل خاص، على الأفكار الواردة في كتابي (موضوعات نقدية في الماركسية والثقافة) و(اقتحام السماء)، وارتباطهما بموضوع الأمسية.

وأضاء الكاتب رضا الظاهر موضوعات مداخلته (المثقف والحركة الاجتماعية)، متحدثا عن مفهوم الثقافة، وعن التزام المثقف بقضايا المجتمع، وسعيه الى تحقيق العدالة الاجتماعية، وإشاعته القيم الجمالية وثقافة التنوير، محددا الأسئلة الأساسية التي يواجهها المثقف في حياته ونشاطه الاجتماعي والابداعي.

وعن إشكالية العلاقة بين الثقافة والديمقراطية قال الظاهر إنه في إطار هذه الاشكالية تقف موضوعة العلاقة بين المثقف والسلطة والجسور التي تمتد بينهما في حالات وتنقطع في أخرى. وأشار الى الطبيعة الطبقية للدولة وممارستها السلطة بوسائل القمع والآيديولوجيا والاعلام والمال، والكيفية التي تتداخل فيها أجهزة هذه الوسائل مع عملية إنتاج وإعادة انتاج العلاقات السائدة. وقال إن "النظام الاستبدادي يشوه وظيفة المعرفة وسمتها الاجتماعية، ويحولها الى وظيفة لانتاج وإعادة انتاج علاقات الاستبداد، ويسعى الى تحقيق نخبوية المعرفة عبر إنتاج وإعادة انتاج علاقات التجهيل وتحويل المعرفة الى وسيلة لتبرير آيديولوجيا الاستبداد"، مضيفا أن "النظام الاستبدادي يقوم على الوحدانية، ولذلك يعتبر نفسه المرجع الوحيد لكل معرفة ممكنة، ويصبح دور المعرفة البرهنة على أن شرعيتها الوحيدة هي الدفاع عن شرعية الاستبداد، وهو ما يجعل المعرفة آيديولوجيا استبدادية، أو يجعل الاستبداد قائما في عملية المعرفة".

وسعى الظاهر الى الاجابة على سؤال: هل المثقف غائب عن الحركة الاجتماعية؟ وتحدث عن المواقف المختلفة والتفسيرات المتباينة في هذا الشأن، منوها الى أن غرامشي كان يرى المثقف من خلال وجوده الاجتماعي، ويؤكد أن عالم الصراع الاجتماعي هو الذي يعيد صياغة المثقف.

وشخص المحاضر تجليات أزمة الثقافة في بلادنا، وأضاء المهمات التي تواجه المثقفين ومشاركتهم في الحركة الاجتماعية.

وساهم عدد من المحاضرين بمداخلات وإضافات هامة أغنت النقاش، بينما أجاب المحاضر عليها بتعقيبات وجيزة.

وفي ختام الأمسية، ووسط أجواء احتفالية، قدمت باقة زهور ودرع المؤسسة للكاتب رضا الظاهر، الذي عبر عن سعادته بهذا التكريم.