راصد الطريق
"انت خريج وعاطل عن العمل، تعال ندربك بشركة قطاع خاص وبعد الانتخابات نشوفلك شغل"
هذا هو مضمون بعض الإعلانات التي تروج لها مكاتب تابعة لأحزاب سياسية وشخصيات متنفذة، في محاولة مكشوفة وسَمِجة لاستغلال حاجة الشباب وكسب أصوات انتخابية بطرق غير مشروعة.
أما فريق آخر من المتنفذين، فلم يجد وسيلة إلا منافسة صُنّاع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، فراح يطلق التهديدات ويتجاوز على كل من يحاول التعبير عن رأي مخالف لآرائه الرجعية والمتخلفة.
وفي مشهد آخر لا يقل ابتذالاً، تشهد بعض الكليات الأهلية ما يشبه "موسم التخفيضات" على الأجور الدراسية، لكن بشرط انتخاب أحد رموز المحاصصة والفساد، في صورة صريحة لشراء الذمم وابتزاز الطلبة.
ندرك أن عملية ضبط الدعاية الانتخابية ومراقبتها تمثل واحدة من أعقد المهام التي تضمن نزاهة الانتخابات وشفافيتها، لكن مسؤولية المفوضية العليا للانتخابات ومختلف الجهات ذات العلاقة تبقى أساسية في مواجهة هذه الخروقات، عبر رصدها ومعاقبة مرتكبيها، بدلاً من ترك الحبل على الغارب ليعبث هؤلاء بمصير الناس، ويمارسوا نفوذهم وكأن لا أحد قادر على وضع حد لهم.