(ليس شعراً، بل أحاسيس تتلبس الكلمات)

تَتتابَعَ أقدامُ الرجال...

تَستطيلُ قامات الصغار...

تتعالى ضحكاتُ كل الأجناس.

.....

هنا مطعم...

وهناك مشربٌ.

السكان المحلِّيون...

والهاربون من جحيم بلدانهم...

والباحثون عن حياة أفضل...

الجميع هانئون.

.....

أعوض ما فاتني من حياة عُسر في بلادي...

مرارة سنين مرت وتنقضي...

سنوات طُحِن فيها القمح والحجر...

ونداء الأمهات القابعات خلف المقابر والسجون...

ينغص أيامنا الداميات...

ويخمد يومي الغارق في صمت الغربة!

.....

في (المول) الكبير ...

تتراقص الألوان المعطرة بشتى العطور العربية والأجنبية...

تفوح من شتى المعروضات...

تمتزج أقدام السائرين بألوان قوس قزح...

المنبثق من الأضواء الساطعة

.....

في (المول) الكبير

تطالعني صورة الطفل العراقي...

سائباً تحت الجسور وفي مكبات الأزبال...

يجمع ويجمع...شتى النفايات كي يسد جوعه!

عاري القدمين...

ينتعل التراب...

تلبسه الاسمالُ!

.....

آلاف المليارات المنهوبة من بيع النفط...

يوخزني ضميري لأن هناك في بلادي...

يسكن الفقر والثراء والفجيعة...

يسكن الموت بلا حياء!

.....

أطفالنا الممزقة أمعاءهم جوعا

يتساءلون:

أليس لنا حق في هذي الحياة...

ونحن نمتلك عمتنا النخلة ومليارات براميل النفط؟!

ــــــــــ

*المول: أسواق جميلة البناء تجمع معارض لكل البضائع