في أنتظار قرع الطبول /   نبيل تومي                                     

حين ستزف ساعة الحسم وستسمع أجراس ونواقيس الغضب الهادر ، وترتفع جلبة الباحثين عن الحرية والغد الأفضل لتحطم السلاسل العتيقة المهترئة ، يوم ستقرع الطبول مدوية ومعلنة عن حدث تاريخي جديد يوم ترتفع المطارق والمناجل بالأيادي جماهير الشعب الثائرة والحاملة روحهـا فوق أكف الموت منتظرة أطلاقة الرحمة ، وهي سائرة وأكفانهـا ترتفع بأياديهـا غضة التي أرهقتهـا البطون الخاوية معلنة ثورتهـا الكاسحة على الطغاة وعتاد الفساد والمارقين والمدعين بأسمهم من من ركبوا الموجة بحثا عن المنافع ويستجدون كاليتامى على أبواب المساجد !!  ثورة على كل من هدروأرخس دماء الأبرياء وكذب  ونافق عليهم وجعلهم وقود لماكنة بقائهم ... ثورة يقودهـا من ذاق الذل والقهر والغدر وكبلته أغلال الفساد وشرور المراوغين من سياسيّ الزمن الأغبر ... ولكنه حافظ على كرامته رافض أن يرى بلاده قد أصبحت مآوى للذئاب ومصاصي الدماء والكثير من الزناة والمدعين ممن أرهنوهـا للأجانب والغرباء .... حينهـا أين المفر والهرب أمام غضبة الفقراء والجياع حين تكون رؤسكم مطلوبة ليس للقصاص بل للأنتقام ... من سينقذ رؤسكم من التعليق في قارعة الطرق أو على بوابات المنطقة الصفراء ، من سينقذكم من هول الغضب القادم ... ما كنت أتمنى أن أكتب هذا السيناريو أو أن يصبح حقيقة بسبب الواقع الذي أراه ، وهذا يعيدني إلى ثورة الرابع عشر من تموز وما جرى لأصحاب السلطة من نوري السعيد وعبد الأله وغيرهم فالظلم والفقر وفقد كل شيئ يسير بالجماهير نحو الغليان ونتيجة ذلك يأتي الأنفجار العظيم  ...

لن ألوم هكذا أنفجار فجميع ثورات الفقراء والجياع والمستغليِن مقرونة بالدماء وهكذا أفعال عله ليست مناسبة وحضارية ولكن خواء البطون والعيشة الضحلة بين المقابر والأزبال لا تخلق أطباء أو أدباء الحياة بين الوجع والمرض والخواء تجعل من الفرد  أن ينسى أنسانيتهُ ويتحول إلى ذئب جارح  ووحش كاسر ... والذنب ليس ذنبه ...

أنني يا سادتي لست مطمئن من قادم الأيام وألى ما ستذهب إليه الأمور , أعلم بان فيضان الغضب قادم ولكن كيف ستكون الأمواج هذه المرة لا أستطيع التكهن ؟ لا أظن بأنهـا ستكون أقل من حجم أعصارتسونامي ... ولكن الفرق بين تسونامي سيلانكـأ والفلبين وأعاصير فلوريدا وغيرهـأ أنهـا غضب الطبيعة وهذا يختلف من غضب الشعب القادمة فدمائكم ستكون عوضا عن الماء ... تسونامي الدم سيجتاح مدن وشوارع بلادي ...

أرى الغيوم السوداء تتجمع والغربان تنعق وحمم البراكين تغلي في قلوب الناس منتظرة الشرارة .... خوفي عليك يا عراق من القادم ...

أعلموا أنتم يامن أتيتم بكل الموبقات والفواحش والعهر جمعتم كل رذائل التاريخ عبر العصور وأتيتم بهـا لحكم بلادا كان الله حبائهـا بأسم جنة عدن ، وأسماها أرض السواد بلاد ما بين النهرين ) ، بلاد يحلم أن ينتمي لهـا ويفخر بهـا كل الجنس البشري سوى أنتم يا أولاد الرذيلة أنتم من أيّ طينة جبلتم ، يا من أوصلتم البلاد إلى هذا الخراب ... لا خلاص لكم .... أقسم بسومر وأكد وبابل وأشور أقسم بالنهر والجبل والمنحدر أقسم بكل قطرة دم ودمعة أريقت أقسم بأسم كل شهيد وشهيدة سقطت وبأسم كل يتيم أنتظر، أقسم بكل الغانيات والعاهرات التي أنجبتهم أفعالكم وسياستكم وقوانينكم .... أقسم بالحزن الذي يأكل أفئدة العراقيين في كل مكان على بلدا يتسع للبشر أجمعين ، أن ما ينتظركم سيكون أقسى وأصعب من طاغية ودكتاتور حكم قبلكم !! يوم لا ينقذكم ما سلبتموه من مال حرام وأطيان ولن يفيدكم ربكم أو دينكم لأن أمثالكم لا رب ولا دين له !! أنتم لستم سوى فئران خرجتم من جحوركم جائعين منتقمين قلوبكم ملئى شروراً وكراهية  وأحقاد ... مثلكم مثل من يأكل من وعاء ثم يقضي حاجته فيه ... أنتم من يقال عنهم يذبحون الأنسان ويمشون في جنازته ... لم أرى أو أسمع في التاريخ مجموعة ألعن منكم وأكثر خساسة وعهارة منكم لا وحق الكعبة أنتم إمعات ... لن ينفعكم طول لحاياكم أو حجم عمائمكم يوم الأنتقام الرهيب .... أحذروا فالأمثلة قريبة ولم تدم لمن كان قبلكم لتدوم لكم !!! فما جنته أياديكم أقبح من القباحة وأوطئ من النذالة والخسة لدرجة لا غفران فيه لأمثالكم ولن ينجوا منكم أحد ... فرحمة بعوائلكم ونسلكم فأنفجاروهيجان الأنسان أشد من هيجان البراكين ... فهو الطوفان قادم والنار لن تفريق هذا عن ذاك , والسيـّل يجرف كل حـيّ !!!

فكونوا على يقين أن القادم أسود مثل سواد وجوهكم وبشاعة أفعالكم يومـأ لا ينفع الندم ولا يشفع لكم أمير مرتذق أو فقيه مخادع  يدافع عنكم لانه ببساطة سيكون له مهام أخرى أمـا أنتم فصفحتكم ستطوى ... ولم يبقى منكم إلا الهشيم المتناثر بين بقايا رماد أسمه وطن أو أنسان . 

رأفة بالعراق شعبا ووطنـا