كانت ... قصة شهرين من حياتي  ..!20 / هاني ابو زياد 

كانت ... قصة شهرين من حياتي  ..!                                                              

14 اب – 14 تشرين اول 1988...20                                                              

يوم 26 ايلول 1988 كان يوم عودتنا  انا والرفيق الشاب  العزيز منار . وصلنا المكان المتفق عليه ..يجب ان ننتظر حتى الساعة الثامنة مساءا , فهو وقت موعد اللقاء مع الرفاق في كارة .. كما اسلفنا .. كنت متعب جدا واشعر ان ضغطي قد انخفض .. قلت انا ساذهب خلف هذه الصخرة واستلقي هناك .. وانت  ؟ قال انا سابحث عن مخلص  ..كان منار قد قص عليّ ونحن في الطريق حكاية مخلص ,, عند سؤوالي عن سبب عدم مرافقته لنا , وهو شريك منار بالمقترح ’’ كان هذا هو السبب اذن  ....... ! بعد دقائق من وجودي خلف الصخرة سمعت صوت حديث  استغربت وقلت مع نفسي  لماذا يتحدث منار مع نفسه ام انه وجد مخلص بهذه السرعة  .. نهضت لارى واشبع فضولي رايته يتحدث مع رفاق كانوا هناك . نزلت كانوا الرفاق ابو فاتن وملازم ابو الفوز وثائر الذي تركهم وذهب ليخبر الاخرين ..فرحوا بقدومنا وازداد فرحهم عندما  علموا اننا سنكسر هذا الحصارونخرج  فطريق للانسحاب  توفر .عتب عليّ الرفيق ابو فاتن قائلا ,, لماذا لم تاخذني معك ونحن سبق ان كنا معا في استطلاع  ؟ ليس انا من اختار الاسماء يا رفيق ... سالتهم لماذا انتم هنا  في هذا الوقت المبكر والموعد الساعة الثامنة مساءا ؟ قالوا قررنا البحث عن طريق لاننا لم نتواصل مع القيادة في الدشت منذ نزولهم  . ماذا لديكم من اخبار  ؟ قالوا  استشهد الرفيق  آرام   بعد ان تعرضت مفرزتهم الى  هجوم  وهم في مكان الاختفاء  .,,, حزنت كثيرا وتاسفت  لاستشهاده  فقد كنت اعرفه  والتقيت به  في الايام الاولى من التحاقه في سرية الكوي  هو ومجموعة من الرفاق  افترقنا  ثم التقينا في مرني بعد ان انتقل اليها فهو من اهالي المنطقة وازدادت معرفتي به واصبحنا اصدقاء ,,, . وان الرفيق ابو امل  هو من اخبرنا بذلك فقد تشتت المفرزة التي كان يقودها وعاد هو والرفيق ابو داوود اليزيدي الى كارة ولا يعلم  شيء اخر سوى هذا .. ذهبنا معا  الى مكان تواجد الرفاق  كان عددهم بحدود 50 رفيق ..من المسؤول ؟ يمكن التحدث معه  ..قيل الرفيق ابو ناتاشا  فهو كما يبدو  الرفيق الذي يحمل اعلى صفة حزبية بين الرفاق لهذا هو المسؤول الاول ...( لا اعرف ان كان عضو محلية نينوى حينها  ام لا ..)   التقيت الرفيق ابو ناتاشا وطلبت منه ان نعقد اجتماع لنتحدث عن الطريق وكيف يتم الانسحاب ..  لاحظت ان ليس هناك اي مسؤول عسكري  (رسمي ) مع المجموعة  كيف تترك مجموعة بهذا العدد بدون مسؤول عسكري وهي محاصرة  ويمكن ان تتعرض الى هجوم من العدو باي وقت ..الفوج او المحلية بتشكيلتها هذه يفترض ان يكون بها  14 مسؤول اول وعسكري غير المستشارين السياسيين والاداريين ..  والتفصيلات واضحة للجميع  ..

هل يعقل ان يترك هذا العدد الكبير بدون مسؤول عسكري ؟ .. قال ... كان معنا ... !!  فقد تركت قيادة الفوج معنا عدد من المسؤولين العسكرين  لقيادة المجموعة ..بعد ان نزل الرفاق ابناء المنطقة ( الدشت )  من القوشيين واليزيدين  وكذلك قيادة الفوج  , تركت القيادة مجموعة من المسؤولين العسكرين  مع هؤلاء الرفاق , فقد كان اعادة  انتشار لقوات الفوج  ليس الا  . ولكن عندما عاد الرفيق ابو امل وهو مسؤول اول لاحدى السرايا والذي تعرضت مفرزته لوضع عسكري  ترك مفرزته  وانسحب الى كارة ناقلا اخبار غيرمؤكدة  للرفاق .. بعدها قرر الذهاب الى الدشت   مصطحبا معه  جميع الرفاق المسؤولين .. ذهبوا  تاركين مهامهم ومسؤولياتهم وهذه المجموعة , ولم يتركوا لنا حتى فلوس .. اخذوا كل شيء وراحوا .. وذكر لي  عدد من الاسماء  منهم الرفاق ابو ظاهر و ابو سلام وكذلك سالم وعدد اخر .. انا على يقين بان الرفيق ابو امل لم يجبر احد من القادة الاخرين  مرافقه  لكنه لم  يعترض على تركهم الرفاق  في كارة المحاصر و الذهاب معه  وهو القائد !!  .. كما ان القادة الاخرون لم يفكروا  بمصير الرفاق في كارة ومن سيقودهم , وقد تركتهم القيادة لهذه  المهمة  .. البعض يعتقد  ان التواجد مع القيادة يعني النجاة  فعليه يجب ان يكونوا بقربهم على حساب المسؤولية المناطة بهم . او لماذا هم هناك ونحن هنا اذن  بالامر أنّ ( شيء ) ؟ . لم يتواجد بالمجموعة  غير رفيق عسكري رسمي ( مكلف )  واحد صفته امر حضيرة هو الرفيق ابو عشتار هذا ما اخبرني به الرفيق ابو ناتاشا ,,وهو يقود مجموعة اخرى من الرفاق تتواجد في مكان اخر من كارة .. فهو يقود اذن  .!  السؤوال ؟؟ هل سالت  قيادة الفوج هؤلاء القادة لماذا  تركوا مواقعهم و مسؤولياتهم  والتحقوا بالدشت ؟ ومن بقي بمحلهم  ؟ انا لا اعرف  .. و لا اظن !!! 

  كان الرفاق  قد اتفقوا على مرافقة  ابو لينا  ليوصلهم الى بر الامان .. وابو لينا  اصبح وضعه معروف للجميع  وحكايته مع الجنود  سمعتها  فقد قصها لي الرفاق في كارة  ...

جمع الرفيق ابو ناتاشا الرفاق  بعد ان اخذنا  انا ومنار قسط من الراحة نمنا على (دوشك) واكلنا ( قوطية لحم ) كان التعامل خاص ...تحدثنا  عن الطريق وطبيعته وما سيواجهنا من صعوبات  لكن العدد كبير ربما لا يتحمله الطريق  .... نحن نعرف الطريق وعدنا من اجل ان نسحب جميع الرفاق ..فرح الرفاق للاخبار .. تحدث الرفيق ابو ناتاشا قائلا هذا جيد  سيكون الرفاق ابو زياد ومنار ادلاء  والرفيق ابو عشتار امر للمفرزة  .. اعترض الرفاق على ماطرحة الرفيق ابو ناتاشا وقالوا قيادة المفرزة والدلالة للرفيق ابو زياد .يساعده في ذلك الرفيق منار. ... لا يجوز ان يكون امر المفرزة  و الدليل شخص واحد  . كما ان الرفيق ابو عشتار امر حضيرة ..المقصود ان لديه صفة عسكرية رسمية ولا يجوز التجاوز عليها بغض النظر عن اي اعتبار اخر ..شعرت بالاحراج ولم اتكلم  فانا لا احمل اي صفة وانما انا جديد بالفوج كلفت بمهمة لم استلمها .. كل ما في الامر اني  اثرت على نفسي  ورجعت مع منار لاساعد في انقاذ الرفاق سحبهم ... مع كون الرفيق ابو ناتاشا يعرفني منذ زمن ليس قريب  ..... لكن الرفاق اصروا على ان يكون الامر و الدليل واحد , وهذه ميزة وليست عيب .. ومن قال لايجوز ذلك ؟؟ بعد ان اصر الرفاق على امرهم  وسحب الرفيق ابو ناتاشا مقترحة  . قلت  انا اوافق على تكليفكم لي ومهمتي تنتهي عند الحدود فالذهاب الى تركيا والتسليم لها لا يحتاج الى دليل ولا امر مفرزة  .هناك يتولى الحزب المسؤولية متمثلا  بالرفيق ابو ناتاشا او اي رفيق اخر ..بعد ذلك تحدثنا عن من سيعود لجلب القسم الثاني من الرفاق وقد تم تشخيص الرفاق مخلص وجهاد بعد موافقتهم . وسيكون يوم الانطلاق من هنا  28 ايلول 1988.... يتبع