من الذاكــرة أيام صعبـة بإتجـاه الوطـن 10 / فائز الحيدر         

الفصل العاشر

فصــيل ســبندارة
كان في إستقبالنا عند وصولنا فصيل سبندارة رفاقنا في الفصيل وقدموا كل ما يمكن تقديمه لراحتنا بعد الأرهاق الذي لازمنا طيلـة رحلتنـا الطويلة. يتكـون الفصيل من الرفيق النصـير( هه زار) كمسؤول عسكري، والرفيق النصير (أبو زينب) أداريا" ، والرفيق أبوأسيل كمسؤول سياسي والذي عرف عنه بين رفاقه بحدة الطباع والذي لم نشاهده يبتسم يوما" طيلة بقائنا كضيوف في الفصيل.
 
أتخذ الفصيل مقرا" له في بيت مهجور قديم بني من الطين والحجر ويعود الى أحد الفلاحين الذين هجر المنطقة كبقية الفلاحين بعد ان تحولت المنطقة الى ساحة عمليات عسكرية محرمة، يتكون البيت من غرفتين صغيرتين قسمت كل منها بالبطانيات والنايلون الى قسمين لنوم عوائل الأنصار وهناك صالة كبيرة حولتها إدارة الفصيل الى قاعة لنوم الأنصار والضيوف وهم في الطريق الى مقرات أخرى، أما إصطبل الحيوانات فقد تم تنظيفه وتغليفه بالبلاستك وحول الى مخزن للتموين وحولت أحدى أقسامه المفتوحة الى مطبخ.

مقر الفصيل محاط بجبال شاهقة قليلة الأشجار وبعض الشجيرات، من الأمام وعلى بعد عدة كيلومترات هناك الأراضي العراقية المحتلة من قبل القوات الأيرانية ويمكن مشاهدتها من موقع الفصيل بالعين المجردة ويفصلها عن الفصيل وادي عميق جدا" يمر فيه نهر سريع الجريان وبين منحنيات هذا الوادي وعلى أرتفاع منخفض جدا" تحلق طائرات الهليكوبتر الأيرانية يوميا" وهي تنقل الجنود والتعزيزات الى خطوط الجبهة ومن مواقعنا فوق الجبل كان يمكننا مشاهدة هذه الطائرات وكأنها لعب أطفال وهي تحلق أمامنا في الوادي تاركة ورائها صدى كبير لمحركاتها، اما الجهة اليمنى من الموقع فهناك عيون الماء العذبة التي تطفوا فوقها بعض النباتات المائية التي نتناولها في وجبات الغداء عندما تنمو لطول معين مناسبا" للقطع، أما الجانب الخلفي للفصيل فهو محمي بجبل شاهق أيضا" و نلجا" أليه في حالة ملاحظة تحركات عسكرية مريبة وغير عادية للطيران العراقي أو الأيراني خوفا" من القصف أو الأنزال الجوي ومن فوق هذا الجبل كنا نسمع على شبكة ( الاف .أم ) التوجيهات الصادرة للطيارين العراقين من قبل مركز القيادة لقصف أهداف محددة.

 اما من الغرب فهناك الطريق الملتوي في هذه السلسلة الجبلية التي يؤدي الى بقية مقراتنا مثل بيربينان، موسلوك، ولولان، وغيرها. .

كنا نجلس فوق صخرة كبيرة على هذا الطريق في حراساتنا النهارية لمراقبة الطريق ويرافقني بعض الرفاق في فترة الراحة ونبدأ بقراءة مجموعة من ابيات الشعر بما يناسب وضعنا في كردستان واتذكر منه.

حمامة الفرت من أيدي ولاجت
وعليها الروح تتعـذب ولاجت
من أمس لليوم لاحطت ولاجت
ولا ألها جدم بــأرض الوطية

ليس هناك شئ جديد في عمل الفصيل سوى الروتين اليومي والذي يشمل الحراسات النهارية والليلية والطبخ وإزالة الثلوج من سطح قاعات النوم وإستقبال الضيوف سواء من رفاقـنا القادمين من مواقع عديـدة أخرى متوجهين الى قاطع بهدينان أو بالعكس من بهدينان الى مواقع عمل جديـدة أوالى أيران للعلاج أو الضيـوف من الحـزب الديمقراطي الكردستاني الأيـراني ( جماعة قاسملو) الذين يمرون في فصيل الضيافة وهم في طريقهم الى مواقع أخرى، وأحيانا" يدفعنا الفضول بالنزول الى أسفل الوادي للبحث عن المجهول.

 من فصيل الضيافة تمت دعوتي وأم سوزان الى فصيل موسلوك الذي يبعد أكثر من ساعتين سيرا" في سلسلة جبلية متفاوتة الأرتفاع لحضور حفلة زواج الرفيق النصير( بولا) والرفيقة النصيرة ( أزهار) وكانت حفلة جميلة متواضعة وحسب الأمكانيات المتوفرة وعدم توفرأي شئ يدل على الزواج سوى بعض البلونات الملونة التي علقت في القاعة، سهر كافة الرفاق حتى ساعة متأخرة من صباح اليوم التالي.

وبعد عودتنا الى فصيل الضيافة في اليوم التالي قمنا بزيارة أخي الفقيد النصير سلام الحيدر(د. أبو تانيا ) وهو في (فصيل سـبيكا) الواقع على قمة جبل شاهق وعلى بعد حوالي ساعتين في بيت تركه أحد الفلاحين والمتوجه الى هذا الفصيل يكون قد أصابه الأنهاك صعودا" قبل أن يصل قمته حيث موقع الفصيل.

كان القصف المدفعي بين القوات العراقية والأيرانية التي تحتل بعض المواقع العراقية على الشريط الحدودي مستمرة كل يوم وأحيانا" تقوم الطائرات العراقية القاذفة بقصف المواقع الأيرانية وهي على أرتفاع شاهق وكنا نلتقط أحاديث الطيارين العراقيين المتبادلة مع مركز القيادة بقصف اهداف محددة وتكرار قصفها عدة مرات.


خلال حراستي الليلية وفي الساعة الثالثة والنصف فجر يوم 23 / نيسان / 1986 وأنا في دوامة تصارع الذكريات وحب لقاء الأهل وما حل بهم بعد سنوات طويلة من الغربة وما هو مستقبلنا ومستقبل الحركة الأنصارية وتأثيرها في تحريك الشعور الوطني المعادي للنظام الدكتاتوري، تذكرت أغاني فيروز الصباحية عن الحب في الصيف والحب في الشتاء والكتابة على الرمل، ففيروز ليس عندليب الصباح فقط ونسمعها كل يوم بل هي مطربة كل ساعة صباحا" ومساء في الأوقات الصعبة فهي دواء لكل الجروح بأغانيها الخفيفة القصيرة، قصص الحب والغرام والشوق والفرح والأمل وحب الوطن والمرأة والنضال والثورة والحبيبة والأم وهموم العمل والتعب وفراق الأهل والأحبة ... واصبحنا نلقب بأبو فلان ... ونسينا أسمينا

واصبحنا لا نعرف حتى أسامينا
معقول الفراق يمحي أسامينا
ونحن سوا ربينا
سوا حكينا ... سوا قضينا ليالينا

قطعت تفكيري هذا أصوات جاءت عن بعد، اصوات المدفعية العراقية التي بدأت ترمي قذائفها على المواقع الأيرانية، والأنصار في هذا الموقع يدركون أن هذا القصف ليس بجديد وفي المقابل أخذت المدفعية الأيرانية ترد على القصف العراقي إلا إن القصف أخذ يزداد تدريجيا" ووصل الى ذروته بعد نصف ساعة تقريبا" وتحولت السماء الى كتلة من نار من شدة القصف العراقي وتحول الليل الى ما يشبه النهاروسط الأضوية الكاشفة، شئ ما غير طبيعي يدور بالقرب من مواقعنا وعلينا الحذر، أنه هجوم الربيع كما أعتقد وقد أستعدت القوات العراقية منذ فترة لهذا الهجوم ووصلت الى الحزب أخبار عنه منذ فترة، أسرعت بأيقاظ كافة الرفاق من النوم وتم الأتصال بالقيادة وجاءت التوجيهات بالأستعداد العسكري وإنتظار التعليمات، كان رد القوات الأيرانية متقطع ويبدوا أنهم فوجئوا بالهجوم العراقي والقوة النارية المستعملة من قبله، بعض قذائف المدفعية سقطت عبر الوادي وعلى أماكن قريبة من مقرنا ومحيطه وهذا ينطبق على حال بقية الفصائل ولا نعرف هل جاءت بشكل عفوي أو مقصود، أخذ الفصيل الحيطة والحذر وبأنتظار التوجيهات من القيادة فلربما يتم قصف مقر الفصيل ايضا".

عند بزوغ شمس الصباح توقف القصف المدفعي وأخذت طائرات الأستطلاع العراقية بالتحليق عاليا" والسيطرة على خط الجبهة وبدأت بتصوير المواقع الأيرانية وقصفها من جديد دون أي مقاومة من القوات الأيرانية ثم بدء الهدوء يخيم على المنطقة.

في الساعة التاسعة صباحا" من يوم 24 نيسان وصلت برقية من قيادة الحزب تؤكد على الحذر واليقضة والأستعداد لترك الفصيل في حالة حصول أي تطورات جديدة وإرسالي والنصيرة وأم سوزان الى موقع (موسلوك) الخلفي، ودعنا الرفاق وغادرنا الفصيل الى موسلوك وبعد إستراحة مع رفاقنا في الفصيل دامت أربع وعشرين طلب منا مغادرة فصيل موسلوك والتوجه الى فصيل ( بيربينان).

فصـيل بيـربينان

بعد الهجوم العراقي الواسع للأيام الماضية وخوفا"من أن يلجأ الجيش العراقي بتوسيع عملياته العسكرية ضد مواقع الأنصار القريبة من ساحة العمليات لجأت قيادة الحزب الى تغيير مواقعها وإنتقالها الى موقع بيربينان بشكل مؤقت حتى إيجاد أماكن أخرى مناسبة وبذلك أصبح مقر الفصيل مزدحما" جدا" وليس هناك أماكن تكفي لنوم الرفاق وتوفير التموين الكافي لهم، وأصبح الموقع كخلية نحل من الصباح وحتى المساء، العشرات من البغال وهي تحمل معدات وتموين وآلات واسلحة وغيرها وتبحث عن مكان ملائم لتفريغ حمولتها.

يقع الفصيل في وادي محاط بسلسة جبلية عالية من كل الجهات وتكثر فيه أشجار التكي والجوز والبلوط الضخمة وعلى مقربة منه عيون ماء عذبة نابعة من بطون الجبال وهي مصدر الفصيل في إحتاجاته المائية إضافة الى فروع من أنهار صغيرة عديدة ، يتكون فصيل بيربينان من الرفيق (أبو محمد روماني آمر الفصيل العسكري والرفيق (أبو شهاب) أداريا" والرفيق (  أبو زويا ) كمستشار سياسي.

يحتوي مقر فصيل بيربينان على غرفتين صغيرتين لنوم العوائل وقاعة كبيرة تسع الى أكثر من عشرين شخصا" لنوم بقية الأنصار إضافة الى المرافق الأخرى وهناك على بعد 300 م تقريبا" تتواجد قاعات أخرى متجاورة إستغلتها بعض فصائل الأنصار التي تركت مقراتها في أخرى وأنتقلت الى هذا الموقع ونصبت بعض الخيم في اماكن متفرقة لسد حاجة ونوم الرفاق الذين زاد عددهم عن قدرة المقر وأستيعابه لهذه الأعداد من الرفاق.

وللتخفيف عن المقر وفي يوم غائم تم تبليغـنا مع حوالي عشرين نصيرا" بأنشاء موقع متقدم جديد آخر يبعد عن موقع الفصيل بعدة كليومترات في أخاديد جبلية وعرة وطرق ضيقة لا يصلها البشر وقريبة من الحدود التركية، الأرض موحلة بسبب الأمطار للأيام الماضية ونحتاج الى عدة ساعات للوصول الى المكان المقترح، لا أثر لوجود أي بناء في الموقع الذي يقع على تلة عالية وعلينا نصب خيمة كبيرة تسع لهذا العدد من الرفاق وسط الأمطار الغزيرة التي بدأت تتساقط والأوحال الناتجة عن ذلك لتكون ملجأ لنا، بعد عدة ساعات من العمل الشاق وسط الأمطار تم نصب الخيمة في المكان المقرر ولكن من يستطيع النوم فيها والأرض تحولت الى برك طينية ومن غير الممكن النوم فوقها، حاولنا ان نزيل الطبقة العليا من التربة دون جدوى فالرطوبة والمياه وصلت الى أعماق التربة، الليل يقترب ولا يوجد حل آخر غير التكيف مع الواقع، فرشت الأرض بالنايلون ووضعنا عدة حصران بلاستيكية وفوقها مجموعة من البطانيات القديمة ومن ثم دواشك إسفنجية خفيفة للنوم ومدفأة كبيرة للتدفأة ولكن من يستطيع النوم، الأرض تتموج من تحتنا وبرودتها تدخل العظم وتسبب آلاما" شديدة خاصة بالنسبة للذين يعانون من آلام الظهر والفقرات والروماتزم وانا منهم.

 أصبنا بالأعياء طيل الليلة الأولى وحتى صباح اليوم التالي لم نتمكن من النوم، كل منا مشغول بهموم عديدة تشغل باله، ولا يستطيع المرء التعبير عن معاناته. أحيانا" أحس بالذنب تجاه زوجتي النصيرة أم سوزان ومرفقتها لي ومعاناتها الصحية وكان المفروض أن تكون في مكان أفضل لتحصل على العلاج وأنا المسؤول عن معاناتها ولكن الى متى ؟ وهي تحس بما أفكر تجاهها حيث كانت معاناتنا مشتركة وهنا تذكرت بعض ابيات الشاعر :
چا يمته ياليل الحزن تگضي
اخافن يگضي عمري احساب
وادور بس جبر خاطر
بلچي الموت من يمرگ
على ادروبي احن واشمر عليه
عصابه امي وچرغد الحلوات
مو خلصو زلمنه وراحو الافات
بعد بيمن نخوف الغول
والبعبع طلع غفله
والسعلوه صارت سالفه بكل بيت
مو كافي
تمرمرنه
وتعذبنه
ولا فد يوم من خوفك يليل الهم تخلصنه
ولا فد يوم من خوفك تخلصنه

في اليوم التالي توقفت الأمطار وساعدت المدفأة على تجفيف الأرض نسبيا" ولعدة ايام كنا نخرج كل ما في الخيمة الى الخارج ونعرضها الى الشمس والتهوية ونعيدها ثانية الى الخيمة بسرعة عند سماع اصوات طائرات الهلكوبتر التركية وهي تحوم في المنطقة حتى تحسن الوضع تدريجيا" ولكن برزت لنا مشكلة أخرى هي توفير التموين لهذا العدد من الأنصار وتم اللجوء الى القرى التركية القريبة للحصول على ما يمكن الحصول عليه من هناك ألا ان متابعة الجندرمة الأتراك لأعضاء حزب العمال التركي PKK  ودخولهم الأراضي العراقية لعدة كيلومترات كانت تحول دون البحث عن التموين وكانت طائرات الهليكوبتر التركية دائما" ما تحلق فوق موقعنا بعد أن نلجأ الى ثنايا الجبال والصخور المحيطة بالمقر.

بمرور الزمن إستقر الوضع العسكري على الحدود العراقية الأيرانية وهدأت الجبهة وحصلت فصائل الأنصار المختلفة مواقع جديدة مناسبة لها وتقلص عدد الرفاق في موقع فصيل بيربينان الى عدد مناسب ولظروفنا الصحية تم ارجاعي وأم سوزان الى بيربينان ثانية.

امام مقر الفصيل كانت توجد أرض خالية متروكة ومع توفر المياه تولدت لدينا فكرة للأستفادة منها وزراعتها بالخضروات وفعلا" تم تهئية الأرض بتعاون جميع رفاق الفصيل وتم الحصول على البذور بواسطة أحد المهربين الأتراك وزرعت بالخيار والطماطة والفلفل وبعد عدة اسابيع بدأت بالأنتاج الذي أخذ يسد حاجة الفصيل وفصائل أخرى كما وتم الأهتمام بتربية عدد من الدجاج وتجميع البيض وتوزيعه بيضة واحدة لكل رفيق أسبوعيا" .

كان الرفاق في الفصيل كخلية نحل كل واحد يعمل شيئا" ما لتحسين الحياة البسيطة في الفصيل وساهمنا في إيصال المياه الى حوض في مكان عال مناسب لغسل الصحون بعد الأكل بدلا" من غسلها في الساقية مباشرة وتم إيصال المياه عبر الأنابيب المطاطية الى الحمام وإستعماله مرة أسبوعيا" إضافة الى عقد الأمسيات بين فترة واخرى .

من جانب آخر كان الموقع ملئ بالثعابين المختلفة الأحجام وبالعقارب الصفراء السامة المخيفة ومع ذلك لم تقع أية حادثة لأي رفيق، وهنا أتذكر الرفيقة (نوروز) التي كانت تحاول نصب خيمة لها في أماكن متعددة من المقر ولكن بعد ساعات تكتشف أن هناك عدة ثعابين تتحرك تحت البلاستك الذي يغلف أرض الخيمة من الداخل مما يجعلنا نبحث عن مكان آخر لنصبها ولعدة مرات الى أن تخلت عن المهمة.

 في هذا الموقع ألتقينا مع أخي الفقيد سلام ( د. ابو تانيا ) حيث جاء لزيارتنا لمدة يومين من الأعلام المركزي وكان لقاء لا يوصف بعد فراق طويل وكان هذا اللقاء هو لقاءنا الآخير على أرض الوطن وكان لقائنا الآخر بعد أربع عشر عاما" في ألمانيا حيث أستقر هناك وودعناه فيها الى الأبد .

كانت ظروفي الصحية وظروف أم سوزان تسوء تدريجيا" هذا من جانب ومن الجانب الآخر كانت الظروف في المنطقة تسير نحو المجهول وتولدت لدى الحزب فكرة أخراج بعض العوائل الذين يعانون من مشاكل صحية من كردستان حتى لا يكونوا عائقا" عند الطوارئ وتقرر سفرنا الى ايران كلاجئين ومن هناك يمكننا الذهاب الى سوريا وعلينا ان نتابع الأمر بأنفسنا طالما نحمل جوازات عراقية نافذة ولمدة قد تكون طويلة او قصيرة . كانت معاناتنا في أيران كبيرة ولمدة تجاوزت ثمانية أشهر وهذا ما سنتحدث عنه لاحقا"

الهوامش

ــــــــــــــــ

ـ الصورة الأولى.... تبين الوادي العميق امام فصيل سبندارة والذي يعتبر خط الجبهة مع ايران
ـ الصورة الثانية.... ازالة الثلج من سطح قاعة النوم في فصيل الضيافة
ـ الصورة الثالثة.... أنا اقوم بمتابعة مزرعة فصيل بيربينان بعد الأنتاج