مذكرات بيشمركة 61/  سعيد الياس شابو/كامران                 

التجريد من السلاح !!!!!!! .

2014.01.16

بالأمس كنت آمر المفرزة وأوصلت الرفاق الى بر الأمان بعد مسير طال (27) ساعة ! وبلغنا مقرات الرفاق في نوكان وحاملين البريد ، وللبريد قصص أخرى! والرفاق الأنصار توزعوا حسب ال الخطة ، أي كل أخذ موقعه والمرضى أستقبلوا في الخيمتان اللتان نصبتا على الطريق الموصل الى المقرات ومنها القيادة .

وفي الطريق ... وإذ بالرفيقان العزيزان الطيبان أبو جنان وأبو طه ... مبسطين ومتحللين كليا ومأخذين راحتهم على كولة العراقيين ! أي كانوا عازمين على غسل الهدوم الملابس ، ومن ثم الحمام الصيفي وغسيل الجسم ، وليس غسيل الأموال ! ، وبمجرد وصولي وقروبي اليهم يبدو  كانت دردشتهم وهمهم مخفي بالنسبة لي .. أتفقا على أطلاق جملة واحدة ! ها .... هاي شتسوي بهل جبال ؟! دروح شوف متزوجين زوجتك للجاش !

وكان ردي سريعا دون الخوض بالتفاصيل والتزام الآداب ومعرفة وقراية الممحي !! آخ من الممحي ! فتصديت لهم بقوة ....ّ ونطقت .. ئي ليش لاء ! على الأقل الجحش كوردي ! فأما نسوانكم مزوجيها للمصرين !! وكأن الصاعق نزل على رأسهما الرفاق الطيبين .. أصبحا ينظران الى بعضهما الآخر ويتبادلان النظرات المثيرة ! ومن أين علمت اليقين والخبر ليس منتشرا أبدا ! وبعد لحظات .. تقرب مني النصير أبو جنان / عنكاوا ، وبكلمات هادئة ومستغرب من معرفة الخبر ! عن أي خبر تتحدث أبو جنان ؟! قال ئي من وين تعرف من أن زوجته أي الرفيق العزيز علية وأعتزه كثيرا النصير أبو طه ، والذي طلقت زوجته عنوة بقوة الأمن ومن ثم تزوجت للمصري مقابل أغراءات وأجبارها بقوة !!

وأترك الفصل اليكم يا ناس يا حكومات يا رفاق الأنصار البواسل .. القراء الأعزاء الكرام !!!!!!! وكم زوجة أغتصبت وكم زوجة  دعيت وأستدعيت وسجنت  وطلقت وأجبرت لتحطيم أصحاب المبادي  من قبل السفلة أزلام السلطة وشركائهم ؟! وكم أم وأخت وأخ وأب  وطفل وأقارب حتى الظهر السادس والسابع والثامن عذبوا من أجلنا ؟!

واليوم عندما تطالب بحقوقك يقولون أين أنفلت ومتى أنفلت ومتى سجنت أمهاتكم ؟؟؟؟!  ........................................ ؟! أين الأوراق التي حصلتم عليها كغنائم ؟! ابحثوا كم مرة ضرب الأطفال والطلاب في الصفوف الابتدائية والمتوسطة وطردوا من المدارس وأرسبوهم وهددوهم وأجبروهم على ترك المدارس وكم من أم أعتقلت ورميت في الجبال لتصبح عرضة للحيوانات المفترسة دون مأوى وطعام وخوف ورعب زرع في النفوس ؟! ابحثوا أيها السادة ودققوا بذلك أيها المعنيين الطيبين .

وبعد برهة من سماعي الخبر ، أي الطلاق عنوة بين الزوجين أو الزوجان أي الزوج والزوجة .. شعرت بالكلام المقرف والمقزز أزاء الرفيق أبو طه ، أي نطقت مجردا وغير داريا بأي شيء سوى برد الفعل لكلماتهما ، تأثرت كثيرا كما تأثروا وتحملوا وزر مزحهم الطيب الطبيعي والذي عودتنا عليه حياة الأنصار الشجعان .

وبعد حوالي نصف ساعة تركت الرفيقين لأواصل المشوار المتبقي لأتابع مسألة العلاج الذي جئت من أجله والنصير أبو سرور الى نيوزنك ونوكان .. ألا وهو اللوزتين وأبو سرور الانزلاق في العمود الفقري المتعب ! وبعد بلوغ مقر (م.ع) المكتب العسكري والرفاق أبو عامل وأبو حكمت وأبو عايد  ، وربما رفاق آخرين كانوا يرأسونه .

الخيمتان .. كانتا للضيوف والبعض من المرضى والمتمارضين والتعبانين والمتعوبين من الأنصار .. وكان هناك من أنتظر لمدة شهر وأقل وربما أكثر وهذا حسب قولهم أي الأنصار الرفاق .

وبعد أن شاهدت منطقة ومقرات نوكان .. زدت أشتياقا وكراهية في آن واحد إذا صح التعبير .. أي زدت حنينا واشتياقا لكوننا أسسنا المقرات منذ البداية .. وزدت كراهية لكون التعامل كان غير سليم مع الآخرين ، أي أمور بإمكان حسمها ومهما كانت الأسباب والروتين كان قد أخذ شكله العراقي!

وفي الجانب الآخر التقيت البعض من الأنصار في المقر بحيث كان الرفيق النصير حمودي شربة وطربه وقهقات الرفاق وطربهم  يملئء ويفعم الوديان ببهجة.

فأما حالة البناء الجديد كانت على غير سابقاتها ! أي في البداية نحن تناولنا زمام البناء .. فأما اليوم البناءين والعمال من القرى القريبة من المنطقة .. بيوت وبناء وغرف نظامية ومريحة ، وبعد زيارة الرفاق الأنصار في قسم المخابرة .. أبو شاخوان ، سربست ، حجي رائد ، زمناكو .. الأنصار الطيبين .. قبلوني ضيفا ، وفي اليوم الثاني تجولنا في مناطق توزلة وقاسمة ره ش ، بحيث كانت طائرات النظام العراقي الحربية .. قد أنزلت حمم غضبها على السوق الدولي في قاسمة ره ش وهي صاعدة نازلة تقصف غير أبهة من الأسلحة المضادة الموجودة في المقرات ، وكانت قد قصفت القرى والمقرات وأسواق المنطقة وكانت الخسائر والضحايا كثرة كثيرة ، فهل من تقديم أسماء الضحايا من الشهداء والجرحى والمتضررين لتقديم الطلبات لتعويضهم من قبل حكومة العراق الفدرالي ودرجها العملية ضمن الابادة الجماعية وتعمير تلك القرى بالشكل الذي يليق بها وما قدمته من تضحيات .

في اليوم الثاني مساء رتبت الأمور بالحديث مع الرفاق والحصول على المنحة لغرض العلاج وفي الوقت الذي يحسد عليه من قبل الرفاق الأنصار ، أي في أقصر وأدنى  وقت .. وذلك لكوني مخابر ويجب أن أعالج بسرعة وأعود الى حيث ما أتيت .. وبما أني حصلت على منحة العلاج ( 2000 ) تومان من العملة الايرانية ، ولم أنس أبو سرور .. رفيق كوستا / تحية خاصة الى رفاق كوستا ، فطرحت موضوعه ووضعه المتعب  وأنا سأقدم له العون والمساعدة في رضائية المدينة الجميلة صاحبة ( الدرياجة ) البحيرة الجميلة .

حصلنا الموافقة لصرف المبلغ ذاته للنصير أبو سرور ، وبلغته مساءا من أن يكون جاهزا ليوم غد لنسافر لغرض العلاج ! كان الخبر كالصاعق نازلا على الرفاق ! أي كيف بهم ينتظرون كل تلك المدة الطويلة ونحن نحصل على أوكي في خلال أقل من يومين ؟!

@ المفروض من أن يكون عنوان هذه الحلقة من المذكرات بأسم الأسرى السويدين ، لكون في الخيمة المستقلة كان رفاق السليمانية قد أسرا رفيقان سويديان أو سويدي وألماني فيما لو تخوني الذاكرة ، وكانا معززين مكرمين .. يجلبون لهم جرائد وكتب وأهتمام خاص بوجبات الغذاء ، وهما حائران .. ماذا يفعلان بيت تلك الجبال الشاهقة؟!

وفي الصباح من اليوم الثالث تهيئنا للسفر وإذ بالرفيق الدكتور ماجد عبدالرضى .. وحزامه العريض الذي يشبه حزام الرفيق أبو عباس طاب ذكرهما وحزامهما يشبه حزام القصابين ، الرفيق ماجد عبدالرضى ورفيق آخر يرافقه وأنا وأبو سرور ورفيق آخر ، لا أتذكر اسمه ، أي نحن خمسة أنصار تهيئنا للسفر ، في البداية مشيا على الأقدام وبعد صعود الجبل والنزول الى قرى ( مامكاوا وداوداوا ) الايرانيتان ، وبالمناسبة كانت المناوشات حامية بين الأحزاب الكوردية المعارضة ومن ضمنها ( حدكا ) الحزب الديمقراطي الكوردستاني الايراني من طرف وقوات الجمهورية الاسلامية الايرانية من طرف آخر .

كانت وجهتنا الى شيناوا أولا .. وبما أن قذائف مدافع الهاون تسقط بين تارة وأخرى !! فسائق اللاندروفر .. حبذ من أن يستغلنا ويضاعف الأجرة بحوالي عشر مرات أكثر من السعر الحقيقي ! فرفضت السفر لكون ما بذمتنا من المصروف للفندق والطعام وأجور العلاج .. فقط الفين تومان ، وفي حال دفع كل واحد منا (500) تومان فقط لهذه المسافة ! فكيف السبيل بنا ونحن  في بداية المشوار ؟! رفضت وأبو سرور موافقا رأي ، وأصر الرفيق ماجد عبد الرضى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والمقيم في الجزائر وهو يعمل استاذ جامعي فيها وكان يمتلك شنطة صغيرة مليئة بأنواع العملات من الدولار والتومان والدينار الجزائري هذا الذي شاهدته بأم عيني والله على ما أقوله شهيد .

أصر الرفيق ماجد  من أنه سيكتب لنا رسالة للحزب فيما لو وافقنا السفر ودفع تلك الأجور المرتفعة بالنسبة لنا ! وافقنا على شرطه ، وأكدت عليه أكثر من مرة ! وبعد أن واصلنا من شيناوة الى رضائية .... وبمجرد وصولنا مدينة الرضائية ونزولنا من السيارة .. وذكرته بما قال !!!!!!!  الرفيق ماجد عبد الرضى ومرافقة أستقلا  سيارة أجرة تاكسي على الفور ! من دون أن يتعب نفسه بفيأمانالله ، في أمان الله ! مع السلامة ، والى اليوم أصبحت الحالة عندي فقدان الثقة . رحمك الله وطاب ذكرك وكم قرأنا كتاباتك وكم مدح صاحبنا في السبعينات من القرن الماضي نشاطاتك  وأبداعك التنظيمي ومسائلك الفكرية؟

كانت الصدمة قد تلافيناها لآننا نقاوم النظام الدكتاتوري .. نحمل هموم الشعب والحزب وهمومنا ليست بمشكلة أبدا !.

أصبحنا نزلاء الفندق في رضائية .. ومن ثم الحمام الشعبي .. لغسيل كل ماهو قذر ملتصق في جسدنا ! دخلت أنا وأبو سرور في غرفة حمام واحدة لكونه لم يتمكن من غسل جسده .. فكيف بملابسه ؟! وبعد التدليك والمساج والمياه الوفيرة للغسيل والشاي مع الحامض .. طاب أبو سرور بعض الشيء فشكرني وهكذا لمدة أيام متتالية الحمام وتناول الوجبات المقبولة وراحة البال والنوم .. جلها أدت الى تحسن وضع النصير القروي أبن العشائر الخجول المبدئي الطيب أب سرور ، كان قد نطق بكلمات طيبة .. لتبقى بين السطور ، كما الكلمات والتعابير المتنوعة الأخرى!.

 

وبعد أيام حصلت ( أوكي ) على إجراء العملية للوزتين المزمنتين!! وأجريت لي عملية بمساعدة الآخرين أي توسطهم لكون اللوزتين لم تكن تحمل الجراحة ! وأنما السخونة والمتاعب الجمة كانت معوقات مما أقدمت على إجراء العملية ، وفي العملية كانت المصيبة أكبر ! بحيث فقدان كمية كبيرة من الدماء الأنصارية !! هو ... وين الدم ؟! أصلا نحن كنا بحاجة الى التغذية الجيدة وهي مفقودة ! المهم  ... بعد العملية تركت الفندق ومكثت ضيفا في بيت صديق لمدة أربعة أيام  ، وبدل إيجار الفندق كنت أسوق للعائلة الكريمة للتعويض ،، لكون حالتهم الاقتصادية على غير مايرام ، وفي ذات يوم أشتهيت سوب دجاج ! فقلت لصاحبة البيت أطبخي الدجاج بهذا الشكل ( كثيثة بمايه ) الدجاج مع السوب فقط ! إلا أنها غدرتني ولم تعمل كما وضحت لصاحبة البيت ، رحمها الله .

وفي اليوم الخامس واصلت الطريق الى زيوة المجمع السكني للاجئين الكوردستانيين العراقيين وعوائل البيشمركة للحركة الكوردية .

وبعد يومان تهيئنا للعودة من زيوة ومرورا بكجلة ومن ثم خواكورك ومن الجانب الحدود العراقية الكوردستانية ، وكانت مفرزتنا متكونة من ( 4 ) أشخاص ثلاثة منهم من الحزب الديمقراطي الكوردستاني / البارتي ، وهم الرفيق القيادي كاكه ريبوار يلدا والرفيق كاكه نجم وبيشمركة آخر وكاتب السطور ، وكانت قرية آري ومن علو مرتفع نشاهدها في المنحدر وكثافة أشجارها ومصادر مياهها .. تجبرك للولوع بالتفكير للبقاء ضيفا عليها ، وهذا ما لم يحصل ! وبعد مبيتنا ليلة في الطريق الجبلي وكنت قد تبضعت من سوق رضائية كيس منام سفري جيد من حسابي الخاص ، علما عندما كنت في الرضائية كتبت رسالة مستعجلة لرفاق المكتب العسكري بخصوص العجز المادي .. فسرعان ما أرسلوا لنا مشكورين المبلغ بسبب أجور السيارة .

كان كاكه ريوار يلدا قد عزم على الزواج وكان قد انتظر ببالغ الصبر خطيبته ومن ثم أصبحت شريكة حياته أم بنيامين ، بعد أن عادا الى زيوة ، تحية لهما وكانت رحلة ممتعة لمدة يومان في الجبال الشامخة .

عدت الى المقر أي مقر كوستا الأم منهمك القوى فاقد الطاقة والدم .. وبعد يوم اجتمع مكتب الفصيل بقيادة الرفيق أبو جواد المسؤول السياسي والرفيق وأبو آمال المسؤول العسكري والرفيق الاداري  . فقرروا من أن يعاقبوني بأسبوع .. التجريد من السلاح !!!!!!! ، جائني الرفيق أبو آمال مترددا منزعجا حائرا .. ضانا منه لم ولن أتجاوب مع القرار ! يحوس ... يجيب جملة منا وكلام من هناك .. ويرسملي الخارطة !! كول يا رفيق وفضها ! وقال  ها يارفيق مو أنت تدري أوامر وألتزامات ووووو الخ ، فقلت شكو عندك أبو آمال .. قال مشكورا .. ها رفيق لازم نجردك أسبوع من السلاح ! أثلج صدري ، ضحكت ضحكة لم يتوقعها ! قلت ومني ثلاث أسابيع أخرى لتكمل شهرا بالتمام ......