مذكرات بيشمركة (104) .. عاش المؤتمر الرابع للحزب .. .. / كامران .. سعيد الياس شابو

2020.08.24

تميز الحزب الشيوعي العراقي ومنذ تأسيسه في ال 1934.03.31 من القرن المنصرم بالوطنية والأخلاص والنزاهة والدفاع عن حقوق القوميات وخلق وعي طبقي ملحوظ لدى العمال والفلاحين والكسبة وكافة شرائح المجتمع ومعلنا من أن الصراع نحو الأفضل هو ديدننا  في العمل السياسي ، وبناء وتشكيل  الأتحادات المهنية ودعمها سياسيا لتطوير العمل المهني.. وخاصة إتحاد نقابات العمال ، إتحاد الجمعيات الفلاحية ، والمهنية المتنوعة من الطلبة والشبيبة والمرأة ، المعلمين والمحامين والزراعيين والصناعيين والأطباء وما الى ذلك من التسميات الجميلة وكل ذلك من أجل سير عملية البناء المؤسساتي نحو الأفضل والى الأمام .

... وعقدت مؤتمرات الحزب على الشكل التالي :-

المؤتمر الأول .. عام ( 1945 )

المؤتمر الثاني .. عام ( 1970 )

المؤتمر الثالث .. عام ( 1975 )

المؤتمر الرابع .. عام ( 1985 )

وما بين المؤتمرات عقدت الكونفرانسات الحزبية العديدة والموسعات  ... والعراق النفطي مطمئن من سياسات الحزب المسالمة والسلمية والحزب يقدم الشهداء والضحايا والخسائر والقرابين تلو الأخرى طالما لا يدعي ولم يفكر بإستلام السلطة من أجل البناء وليس الدمار !!.

.. عاش المؤتمر الوطني الرابع والمنعقد في 1985.11.10  ولمدة الأيام الثلاثة  والقصف برشقات مدفعية  عديدة خلال عقد جلسات المؤتمر  ، والوضع العصيب الذي تمر فيه المنطقة من حيث التخرصات في الوضع العام ومنها السياسية والعسكرية وفي الصدارة الحرب الضروس بين العراق وإيران الدولتان الجارتان !! ،،،، وعلى الصعيد الداخل و المنطقة والتي عقد فيها المؤتمر .. كونها ملتهبة بين القوى المتحاربة الكوردية الكوردستانية والمتصارعة فيما بينها من طرف الأقتتال الداخلي بين  (( أوك وجود )) إنقسام الحزب الأشتراكي الكوردستاني السوياليست  ( حسك ) الى قسمين ومشكلين (( حسك + زحمتكيشان / كادحي كوردستان )) والأصطدام المسلح فيما بينهم وأستشهاد المناضل قادر مصطفى ، والأقتتال الداخلي بين الحزبين الكوردستانيين (( حدك العراقي و حدكا الأيراني  ))  كوردستانيا ،

والصراع بين قيادات (( أوك و آلاي شؤرش ))  ، والقتال الدائر وتصفية الحسابات بين (( الكؤمه له والديمقراطي الكوردستاني الأيراني )) والصراع الموجود بين البعض من قادة (( البككة )) واللجوء أحد قياديهم  الى مقراتنا  !!!!!!!!!!!!!!!! ، وأخيرا الصراعات والتوجهات والأختلافات على الصعيد الحزبي الداخلية المرئية والغير المرئية !! وبالرغم  من كل ذلك عقد مؤتمر الشيوعيين العراقيين على  أرض الوطن الجريح .

تمتاز  منطقة برادوست بتضاريسها الجميلة .. وأنا كنت أبحث عن حوالي المقرات ، وأستهوتني فكرة أختيار الصخرة الكبيرة  والتي تبتعد عن المقر أكثر من مائة متر آرموشية عليا  ... لأتخذ منها موقعا للجلوس والسماع الى الراديو الترانسستر الرائع والذي تبضعته من مدينة الرضائية في عام 1982 ، لمتابعة الأخبار والسماع للأغاني التي كانت تخفف من البعد والغربة والحرمان والتمتع بالموسيقى .. وإذ بربع سرب من الطائرات المقاتلة العراقية وهي على مرتفع عالي وهي مرئية بالناظور أكثر وبصوت واضح ومرتفع يستفسر الطيار من قاعدته .. حول بقاء الصواريخ في الطائرات لم يتمكنوا من إنزالها على رؤوس الأيرانيين في الحرب .. وما العمل ؟؟!! والجواب من القاعدة الحربية للمطار .. يرشدوهم الى تفريغها في القرى الحدودية !! أنتهى !!.

.. وأخترت الصخرة موقعا للراحة والواقعة على يمين مقر آرموش العلوي عندما يكون بصرك على حدود الجارة تركيا .. متخذا من الصخرة مسندا للبندقية .. ومستخرجا من العليجة الأوراق التي كنت حاملها لتدوين ما يجول في المكمن والخاطر وتسطير  البعض من أبيات أو أعمدة الشعر الحر والتي كانت كإلهامات عابرة ،  وإن لم تدون فيكون  مصيرها الزوال  والنسيان .. بينما كتبت  القليل .. وإذ برصاصة أو طلقة أغتيال بالقرب من الرأس   ( فن ) .. تكاد أن تنال مني حياتي لو لا قدرة القادر !! أنظر شمالا .. يمينا .. وسحبت أقسام بندقيتي للرد .. مركزا على إتجاه الطلقة بالناظور  دون جدوى  لكون تعرجات ومطبات المنطقة كثيرة وشائكة ! ومن ثم تاركا المكان بسرعة فائقة دون التواصل بالكتابة  وتكملة الخواطر الجبلية .

... وفي ذات يوم كنت أتجول وعلى بعد أكثر من مائتان متر عراقية من مقر موسلوك العلوي .. وإذ بمقاتل رابض دون حركة  أمام موضعه المخفي .. أو القبو المخفي عن الأنظار كليا .. لم أسأله ولم يسألني .. وعدت مسرعا لأخبر الحزب بما شاهدته .. وتبين من أن هناك مقاتلين من حزب ( ب ك ك ) حزب العمال الكوردستاني  وملجئهم المخفي والغير متوقع والغير معلن .. والذي هرب أحد قياداتهم ليطلب حمايته في المقر .. وقد جائت مفرزة مقاتلة منهم ليستفسروا عن رفيقهم اللاجيء الينا .. دون تسليمه .. وهذا ما فعلوه أكثر من مرة ، وكان الهارب  في حالة يرثى لها وخائفا على ذاته لما يحصل اليه فيما لو مسكوه  أو قبضوا عليه .

... وفي اليوم الأول لعاش المؤتمر .. وإذ بالقائد الأنصاري الرفيق ( أبو عايد / أبو رائد ) مترجلا الى المقر السفلي .. مبديا أستيائه وتذمره لما حصل ونزوله الى مقرنا بصحبة رفيق .. تبين من إن مقرنا هو  للمعارضة  أو ما شابه ذلك .. فرحبت بالرفيق العزيز أبو عايد  وكأس الشاي الحار يدفأ الأعشاء .. وضاحكا كاتب السطور .. لا دير بال رفيقي العزيز حالك حالنا وكلنا بالهوى سوى !!! وهكذا بعد إنتهاء المؤتمر عاد أبو عايد  الى مقر آرموش العلوي .

... وفي ذات يوم من الشهر الحادي عشر / تشرين الثاني .. بينما كنت أصغي الى الراديو وإذ بخبر وفاة الفنان والمطرب الكوردي ( محمد عارف جزراوي ) وسرد تأريخ حياته الشخصي والفني وتلك الأغاني الرائعة بحيث تاثرت كثيرا لما حصل للفن والموسيقى والغناء !! والكتابات تؤشر على وفاة المطرب الكوردي في 1986 وأنا غير مقتنع بذلك !!

وعاش المؤتمر الذي أنصب العشرة المبشرة بتعين فرضي .. وعاش المؤتمر الذي تمكنا من بعده الحصول على بطانيات لماعة وجديدة بالنايلون ومزركشة بألوان زاهية وبنوعيات قل نظيرها وبأحجام محترمة بحيث البطانية الواحدة تكفي العائلة ! وقتها حصلت على ثلاث بطانيات فاخرة ومن الدرجة الأولى والتي خلقتني مشاكل فيما بعد من الرفاق الطيبين بالرغم من إعطاء واحدة الى رفيق آخر .