خاص ـ النصير الشيوعي

أجرت (النصير الشيوعي) دردشة سريعة، مع أحد أنصار حزبنا الشيوعي المخضرمين، الذي عرف بين رفاقه، وبين أهالي كردستان وفي المحافل السياسية والاجتماعية، تارة باسم (ملازم خضر)، ومرة باسم (أبو رائد) وايضا باسم (أبو عايد)، وهو النصير الذي شهدت جبال ووديان كردستان صولاته وجولاته، وارتبط بعلاقات حميمية مع قيادات الثورة الكردية، إلا وهو المناضل الشيوعي، والقائد الانصاري، الفريق نعمان علوان سهيل، رئيس رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين. الرفيق أبو رائد من مواليد ضواحي بغداد عام 1939، انتمى للحزب الشيوعي العراقي عام 1957، وفي عام 1958 دخل الكلية العسكرية وتخرج منها عام 1961 برتبة ملازم في صنف المدفعية.

ــ في أوائل العام 1964، كنت موجودا في منطقة مانكيش، وبعد الانقلاب البعثي 1963 الأسود، وقرارات إبادة الشيوعيين، كنت وكيل آمر بطرية متجحفلين مع فوج المشاة، الذي آمره العقيد علي وكان شيوعيا. كنت مرتبط حزبيا بتنظيم الموصل. هناك جرت خطة للإطاحة بالانقلابين وسميت (حركة فايدة)، حيث تم الاتصال بالعديد من الضباط وبعض القوى الكردية في المنطقة، لكن الخطة كشفت وتم اعتقالي لعلاقتي بالخطة، وأرسلت الى سجن الموصل، ثم سجن رقم واحد في بغداد.

ـ في داخل سجن رقم واحد حاول اغتيالي أحد الضباط من رجال السلطة العاملين هناك، فنقلت الى سجن الهندسة، وثم تمت اعادتي الى سجن  رقم واحد، وكنت من ضمن ركاب قطار الموت الشهير.

ــ بذلت العائلة، خصوصا والدي، جهودا كبيرة لمساعدتي وإطلاق سراحي، فحكم علي بالسجن لعام واحد، تتضمن فترة التوقيف وأطلق سراحي بكفالة أحد القوميين المعروفين من أصدقاء الوالد.

ــ في مطلع 1964 جرت حركة أخرى للضباط الثوريين الوطنيين، شيوعيين وقاسميين، وساهمت بها، وجرت محاولة لاعتقالي وبتوجيه من الحزب توجهت الى منطقة بالك في أربيل للالتحاق بقوات الانصار.

ــ ومع تشكل فصائل الأنصار الشيوعيين، وتطور العمل، تدرجت في المهام الانصارية، من آمر فصيل الى سرية، وهكذا.

ـ تبعا لحوارات مع الرفيق المناضل كريم احمد، تأسست القاعدة الانصارية الأولى لانصار الحزب الشيوعي، في 18 شباط 1963، في (كلكه سماق) في سفح جبل دوكان في مناطق السليمانية، فهذه المنطقة يرتبط سكانها بعلاقة طيبة مع حزبنا الشيوعي، ومنهم مختار القرية، وهناك تنشط (حركة الحق) وهم طائفة دينية تؤمن بالعدالة الاجتماعية، وبينهم العديد ممن انتموا للحزب الشيوعي العراقي.

ـ في تلك الفترة واجهنا الكثير من المضايقات من الجماعة التي عرفت باسم جماعة المكتب السياسي، وهي مجموعة انشقت عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، كان يقودها أبراهيم احمد وجلال الطالباني وكانوا على خلاف مع القائد مصطفى البارزاني. واعتقلوا الكثير من رفاقنا، بل وجرى اعدام 14 رفيق بدون وجه حق.

ـ كان لقاء الرفيق عزيز محمد مع المناضل مصطفى البارزاني في تلك الفترة له تأثير كبير على نشاطنا، حيث أصدر البارزاني أوامره الشخصية بدعم تواجد أنصار حزبنا وقال سنقتسم بيننا رغيف الخبز.

ـ تطور عملنا، فكان تواجدنا الأساسي في منطقة بالك، وأصبح لنا تواجد انصاري في بهدينان ـ منطقة بيرموس حيث يقود العمل الرفيق الفقيد توما توماس، وكذلك في منطقة السليمانية في منطقة قزلر ويقود العمل مجموعة من الرفاق القياديين.

ـ في عام 1966 التقى وفد حكومي عراقي مع جماعة جلال الطالباني والمكتب السياسي، فبدأت بعدها فورا حملة لمهاجمة ومطاردة الشيوعيين في المدن والجبل.

ــ في الستينات قاد العمل الانصاري (لجنة آزادي)، كانت تنسق مع تنظيم إقليم كردستان، وترتبط مع المكتب السياسي المتواجد سرا في بغداد.

ــ وتميزت فترة الأنصار في الستينات بالتحاق الكادر الحزبي لحماية نفسه وكان بينهم عدد من المثقفين، الذين ساهموا في الحياة الثقافية، وبعد حين تم اعادة الكثير منهم الى الداخل لبناء التنظيم وقيادته، بينما في الفترة اللاحقة (1979 ـ 1991) كان هناك المئات من المثقفين والمتعلمين، من طلاب الجامعات والكتاب والصحفيين، فامتازت حركة الأنصار أيضا بحياة ثقافية غنية الى جانب نشاطها السياسي والعسكري، بينما في الستينات كان العمل السائد هو العسكري والسياسي في الاغلب.

ــ أيضا في الفترة (1979 ـ 1991) كان هناك التحاق ملحوظ ومساهمة بارزة من الشيوعيات النصيرات، اللواتي أدين وانجزن مختلف المهام السياسية والادارية والطبية وحتى المهام العسكرية.

ــ كان لنا في الستينات معارك انصارية مهمة وناجحة، عززت من سمعة الشيوعيين وبينت شجاعتهم واستعدادهم للتضحية، فكانت معارك كورك في 1965، معركة هندرين عام 1966 والتي سميت (ملمحة هندرين)، معركة قزلر ، ومعركة جبل متين وغيرها .

ــ في الفترة (1979 ـ 1991)، ساعدت حركة الأنصار على إعادة بناء عموم التنظيم الحزبي وحمايته، وأيضا تقديم الدعم الكامل لإعادة بناء التنظيم داخل الوطن

ـ لم ينجح حزبنا الشيوعي في تعريق حركة الكفاح المسلح، لأسباب عديدة أهمها الحاجة الى حواضن تنظيمية قوية في الداخل، والطبيعة السهلية للمناطق في وسط وجنوب البلاد، يضاف لها الإمكانيات التي يمتلكها النظام عسكريا وأمنيا.

ــ رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، في الظروف الحالية، ظروف السلم الأهلي، هي من روافد عمل الحزب السياسية، فهي تسعى لتكون وتنشط كمنظمة مجتمع مدني، تعرف بنضالات الأنصار وتنشر الوعي التنويري وتعمل لأجل المجتمع المدني ويكون لها موقف سياسي يصطف الى جانب حقوق الشعب ومطالبه المشروعة.

ـ وبعد ظهور جريدة النصير الشيوعي، التي اتمنى لها النجاح واتقدم لفريق عملها بالتهاني، وايضا تشكيل اللجنة الثقافية الجديدة، نعتقد أننا نتقدم بالاتجاه الصحيح، ونسير نحو انجاز المزيد  من الفعاليات الثقافية، التي توثق وتعرف بنضالات الأنصار وتضحياتهم ونشاط المبدعين منهم.

ـ ان الاهتمام بالشهداء أحد مهام رابطتنا الرئيسية، والبحث عن قبورهم وبالتنسيق مع عوائلهم، اما نقلها الى مقابر العائلة، او الى مقابر الأنصار ولدينا حاليا مقبرة رئيسية في أربيل، ومقبرتان في شقلاوة وفي سوران، ومما يثير الفخر ان بعض القرى الكردية رفض اهلها نقل قبور الأنصار الشيوعيين المدفونة هناك، واعتبروها قبور أبنائهم، وأعلنوا اعتزازهم بوجودهم في قراهم.

ـ نسعى لعقد مؤتمر لرابطة الأنصار هذا العام، وفق الظروف المحيطة بنا، وندرس العديد من الاقتراحات لاجل ذلك، وفي حال عقد المؤتمر، نأمل ان اللجنة التنفيذية الجديدة، تأخذ دورها الفاعل في تنشيط عمل الرابطة، وتقديم دعم حقيقي للجنة الثقافية، التي اراها شخصيا الان عماد عملنا ونشاطنا، واثمن عاليا جهودها ونشاطاتها في الشهور القصيرة الماضية.