نجمە شاسوار... ايقونة النضال والمقاومة ضد الحكومات العراقية المستبدة:

في هذه الوقفة، نلقي نظرة سريعة على التأريخ النضالي المشرف للشهيدة  (نجمە شاسوار  ـ ام سرباز)، هذه المناضلة الشجاعة والمضحية والبطلة التي اثبتت للجميع  بأنها مناضلة صلبة ومن طراز خاص، ولهذا فإن النظام البعثي الفاشي وضع هذه المرأة المناضلة وزوجها المناضل (احمد باني خيلان) ضمن أولوياته وسعى بکل ما أمکن من أجل القضاء عليهم.

نشات المناضلة (نجمە شاسوار) في كنف اسرة وطنية محبة لوطنها ومخلصة لشعبها، وهي من مواليد قرية (ژاڵەناو) عام 1935، تزوجت المناضلة ام سرباز من المناضل اليساري المعروف الرفيق الراحل احمد باني خيلان في عام  1947.

رفضت المناضلة ام سرباز منذ نعومة أظافرها الطقوس الإقطاعية والعشائرية السائدة في المجتمع الكوردستاني، وناضلت من اجل حقوق الفقراء من العمال والفلاحين وكل الكادحين، ومن اجل المساواة بين المرأة والرجل في كافة الحقوق والواجبات وناضلت مع زوجها من  اجل عراق ديمقراطي مزدهر تنعم فيهِ المرأة بالمساواة والحرية والطفولة بالحياة السعيدة.

لعبت المناضلة ام سرباز مع كوكبة من المناضلات الشامخات في مدن ومناطق كوردستان، دوراً ريادياً في اقتحام ميادين وسوح النضال السياسي الوطني الديمقراطي والاجتماعي، وضربن بنضالهن الجسور وعطاءهن وعملهن المتفاني بين الجماهير الكوردستانية، امثلة رائعة وملهمة انحفرت في ذاكرة الأجيال، وتستحضر عندما تشتد المصاعب وتتعقد ظروف النضال لاستلهام الشجاعة والاقدام وروح التحدي التي تشيعها في النفوس.

انخرطت المناضلة ام سرباز مبكراً في العمل السياسي في ظل ظروف العمل السري، وخاضت بجرأة وحماس ونكران ذات معتركات النضال الوطني والطبقي التحرري في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، والعمل الديمقراطي النسوي في صفوف رابطة المرأة العراقية والكوردستانية، وعملت بكل اخلاص على ترصين التنظيمات النسوية في القرى والارياف.

ان بصمات المناضلة ونضالها وكفاحها واثر نشاطها المثابر، على الرغم من قسوة الظروف، ظل شاخصاً لدى كل من عمل معها والتقى بها، واعتُبرت بحق نموذجاً في النضال والعمل الحزبي والجماهيري، وتعد نضالها الدؤوب مفخرة لكل العراقيين.

تحملت ام سرباز المشاق والصعاب في الحفاظ على العائلة وتماسكها حينما كان زوجها يختفي عن أنظار السلطات او عندما كان في المعتقلات والابعاد، وكانت صاحبة رأي ثاقب رغم أميتها لأنها تعلمت من الحياة والتجارب الكثير. عملت ام سرباز كخياطة لأعالة اطفالها عندما كان زوجها معتقلا في السجون النظام العرقي المتعاقب.

في اكتوبر عام 1981 قررت ان تزور ابنائها (سرباز و سامان) وزوجها في منطقة (ناوزنك ـ نوكان) الحدودية، وبعد وصولها الى (ناوزنك) ولقائها مع ابنائها وزوجها، وبعد ايام وعندما كانت ام سرباز جالسة لوحدها في خيمتها ونتيجة استمرار هطول الأمطار باستمرار حدث فيضان هائل وانهيارات ترابية في تلك المنطقة الجبلية وفجأة جرفت خيمة المناضلة ام سرباز وهي داخل الخيمة واستشهدت على اثر ذالك في الحال.  

اما الشهيد النصير (سرباز احمد باني خيلان ـ  مواليد 1959) الذي كان يحب الرسم والخط، التحق بالأنصار في التصدي للسلطات الفاشية البعثية في الثمانينات من القرن الماضي، جرح في معركة قرية (بكر بايف، التابعة لناحية شێخ تويل التابعة لقضاء دربندیخان في 31 اذار 1982، ولكونه ظل يدين الجحوش المشاركين في المعركة ومواقفهم المذلة وتعاونهم مع النظام البعثي ضد ابناء جلدتهم، أجهزوا عليه وقتلوه بعد ان اُسر وهو جريح مع كوكبة لامعة من ابطال الحزب الشيوعي العراقي.

ستبقى سيرة نضال ام سرباز (شهيدة الوطن) مُلهمه لكل من آمن بالمبادئ السامية التي آمنت بها ولم تحيد عنها يومأ.

عن النصير الشيوعي