منذ البدايات الأولى لحركة الأنصار الشيوعيين العراقيين، شغلت الثقافة بكل تنوعها وثرائها، اهتماماً استثنائياً لدى جميع التشكيلات الأنصارية في القواطع والسرايا والمفارز، ورغم الظروف والمصاعب المعروفة التي أحاطت بتفاصيل العمل والنشاط. والذي يرصد هذا النشاط والجهد الثقافي في جوانب المطبوعات والصحف والدوريات والنشرات الجدارية، سيشهد الكثير من العطاء والإبداع، والصفحات والصور المشرقة التي اجترحها عشرات الأنصار المهتمين بشؤون الثقافة، وتجلت عبر النشاط والجهد الثقافي الابداعي الشخصي، ومن خلال الجهد والعمل والمثابرة، والحرص على تأطير المنجز الثقافي عبر المطبوعات والصحف والمعارض والمسرح. وقد شكل هذا الإرث الثقافي الزاخر بتنوعه وقيمته الفنية والجمالية والإبداعية، معينا في العمل الثقافي اللاحق، وفي ظروف توزع وانتشار الرفاق وروابطهم وجمعياتهم الأنصارية في مناطق وبلدان مختلفة.

ومن أجل التعريف بالصفحات الكفاحية لنضال الأنصار، ومخاطبة الأجيال الجديدة، سعياً لدوام واستمرار رايات الكفاح من أجل مثل الحرية والعدالة، وأيضاً نحو هدف آخر أسمى، في الحفاظ على تراث وإرث الحركة الأنصارية، ومحاولة التعبير عن ذلك عبر الكتابة والتدوين والتوثيق. واصل الأنصار سعيهم الثقافي المتميز، وهذه المرة عبر خوض تجربة جديدة في اصدار مطبوع ثقافي عبر الشبكة العنكبوتية (دورية الكترونية) وباسم "النصير الشيوعي"... بيشمه ركه ي شيوعي، والذي يمثل صدوره تجسيداً لطموح ورغبة الأنصار في ان يكون لديهم مطبوعاً يعبر عن ابداعات ونشاطات عموم الأنصار وروابطهم وجمعياتهم، ويكون للجانب الثقافي الابداعي حيزاً مهماً فيه، مع الاهتمام بالتوثيق، وجمع الكثير من الكتابات والإبداعات المتناثرة والمهددة بالضياع والنسيان. في تموز 2022 تكون دورية النصير الشيوعي الإلكترونية قد أكملت عاماً على صدورها منذ العدد صفر الذي صدر في تموز 2021، والذي كان بحق بداية متميزة وواضحة في طريق السعي والجهد لأن يكون لهذا المطبوع مكاناً وتأثيرا وسط الزخم المتصاعد والمتكاثر من الثورة الإعلامية في عالم النشر والمطبوعات، وان يضمن له مكانة واهتماماً عند جمهرة الرفيقات والرفاق الأنصار، وعند عموم المهتمين بالشأن العراقي في المجالات المختلفة.

أن المواكبة على اصدار ستة أعداد من مطبوع ثقافي (النصير الشيوعي) خلال عام واحد، له الكثير من المعاني والأهمية والجدارة في التقييم والتثمين والإشادة، خصوصاً اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار، أن الرفاق الناشطين والعاملين في شأن اصدار هذه الدورية الأنصارية، هم رفاق ورفيقات تطوعوا لهذه المهمة التي تتطلب الكثير من الجهد والمتابعة. وهذه الأعداد الستة من دورية النصير الشيوعي، تؤشر الى تمكن الرفاق المكلفين بمهمات التحرير والتصميم والإشراف الفني، من تحقيق ما رسموه من توجه والتزام، خصوصاً وأن جهوداً يشار لها بالبنان تمثلت في المؤازرة والتضامن مع هذا المطبوع من جميع الرفيقات والرفاق الأنصار، وأيضاً للمساندة والدعم والتضامن الذي ابداه رفاق اللجنة الثقافية وعموم رفاق اللجنة التنفيذية للرابطة..

من أجل استعراض وتقييم الأعداد الستة من النصير الشيوعي، سيكون من العسير جداً الاشارة لكل العناوين والمواضيع الثرية المتنوعة والطافحة بقيمتها الثقافية والفكرية والإنسانية، والتي يمكن تأشيرها كحقيقة معبرة عن معاضدة الانصار وإصرارهم على التفاعل مع مطبوعهم المعبر عن حركتهم الأنصارية وعن الجهد والسعي والمثابرة التي جسدها رفاق فروع الرابطة في الوطن وخارجه من اجل التواصل وحث الجميع على المساهمة والتضامن والدعم لإنجاح النصير الشيوعي، وفي مثابرة ومكابرة القائمين والمكلفين بإصدار هذا المطبوع... في الاعداد الستة يمكن قراءة العديد من الابداعات والكتابات الأنصارية الثقافية الأدبية، من شعر وقصة وخواطر ومقالات، مع العديد من الكتابات التوثيقية المهمة التي رصدت تفاصيل مهمة ومؤثرة وذات قيمة ومعنى وأثر تاريخي في حياة وكفاح الأنصار، وبأبعاد وطنية وأممية وإنسانية. وضمن مساحة النشر المحدودة والمتاحة في عدد الصفحات، ضمت الاعداد الستة العديد من الأعمال الفنية من لوحة وبوستر وصور فوتوغرافية، مع الكثير من صور ورسوم النصيرات والأنصار، واللقطات التصويرية التوثيقية التي ذكرتنا بتلك الأمكنة الجميلة لمواقع الأنصار والبيسشمه ركه، ومقراتهم في كهوف الجبال والوديان والسفوح والقمم والسهول. ولم تغفل دورية النصير الشيوعي ما يحيطها من اوضاع وأحداث سياسية يومية تعصف بالوطن جراء تكالب وعدوانية قوى المحاصصة والتوافق وعشاق السلطة والاستحواذ اذ حوت صفحاتها الكثير من المواضيع والقراءات والأخبار والرصد لعموم الوضع السياسي، وقد اولت اهتماماً استثنائياً بموضوع انتفاضة 2019 البطولية الباسلة وبثوارها، مع محاولة رصد التأثير المتعاظم الذي أحدثته وسط الشارع العراقي، والذي لازالت جمراته متقدة تحت الرماد الظاهر ولو الى حين. صفحات النصير الشيوعي في اعدادها الست الثرية، كانت بيتاً اليفاً ضم الكثير من أخبار وعناوين نشاطات الأنصار وفعالياتهم ومبادراتهم المختلفة في جميع المجالات وفي فروع الرابطة في مدن الوطن وأماكن تواجد وعيش الأنصار في مدن العالم وبلدانه.

وكانت دورية النصير الشيوعي محقة تماماً في التعريف والكتابة عن مساهمة النصيرات الشيوعيات، ومحاولة عكس ونقل تجربة مشاركتهن في حركة الأنصار، والظروف الصعبة التي أحاطت ذلك، والأدوار البطولية التي سطرتها هذه التجربة. والذي يبعث على الفخر والإشادة هو مبادرة العديد من الرفيقات النصيرات في المواصلة والتفاعل مع دورية النصير الشيوعي واغنائها بالمواضيع والمواد الابداعية والتوثيقية.

ومع كل هذا المنجز الثقافي والفكري والإبداعي والتوثيقي، فأن هناك الكثير من الامكانيات والقدرات الأنصارية في مجالات الثقافة المتنوعة، وفي التجارب والخبر والذاكرة والتوثيق، لم تزل بعيدة بحدود معينة عن التفاعل والتواصل مع دورية النصير الشيوعي، ولأسباب كثيرة ترتبط أحياناً بالظروف التي تحيط بالتوزع في رقاع مختلفة، وصعوبات وظروف العيش، وأيضا بالتردد احيانا في الكتابة والمواصلة. ومن اجل الدوام والاستمرار في صدور دورية النصير الشيوعي، يكون من المهم والمفيد الوقوف عند المحطات التي اختطتها الدورية وتقييمها ورصد الجوانب الايجابية وهي كثيرة، وتشذيب بعض الزلات والهنات والنواقص، ومن أجل ضمان صدور مطبوع ثقافي انصاري متميز، مع الأمل والحلم في أن تسعى اللجنة التنفيذية للرابطة ومعها اللجنة الثقافية وهيئة تحرير النصير الشيوعي، في ان ترى دورية النصير الشيوعي النور كمطبوع ثقافي، وليس كدورية الكترونية فقط.. كل التحيات والسلام والإشادة، بكل الجهود التي حرصت على اصدار النصير الشيوعي وإنجاح هذا المشروع الثقافي المهم.