عندما وصلنا الى كردستان، كان على كل نصيرة ونصير أن يختار له اسما حركيا، فاختار اغلبهم (أم فلان،، وأبو فلان)، مع العلم اننا في ذلك الوقت لم نكن أمهات ولا آباء. في ذلك الزمن الجميل، كانت الروح الثورية والتحدي صاعدة الى اقصى درجاتها! (مو مثل هسة ها...!!)، فاخترنا أسماء كلها تعبر عن تلك الفترة التي تميزت بالنضال والكفاح والثورة من اجل الخلاص من الدكتاتوريات والتبعية وتحرير الاوطان.

مثلا أم نصّار، جاء تيمنا بإسم المناضل الفلسطيني فؤاد نصّار الذي يُعتبر من القادة المؤسسين للحركة الشيوعية الفلسطينية والاردنية والعربية. ونصير آخر اختار اسم (أبو ادراك) لأنّ الادراك والوعي (كلش تمام...!!)، وهكذا بقية الأسماء: أبو أفكار، أبو تحرير، أبو ثورة، أبو أحرار، أم ازدهار (كنّا نحلم بالازدهار...!!)، أبو صمود، أبو تضامن،، أبو برافدا (اسم جريده الحزب الشيوعي السوفيتي سابقا)، أبو كفاح، أم طريق، آفاق،  آنوار، ........ الخ من الاسماء التي كانت تعكس بشكل أو بآخر ظروف تلك الفترة التي كنا نعيشها.

هناك اسماء أخرى تم اختيارها من قبل الأنصار اعتزازا بحبيباتهم أو احد ذويهم مثل، أبو كوثر، أبو رضية، أبو إلهام، أبو هديل، أبو لينا على اسم إبنته، أبو ريهام، وغير ذلك الكثير. وأسماء أُختيرت من الأدب الثوري مثل: أبو مكسم، أبو ريتا، أبو بافل، أبو روزا على اسم (روزا لوكسمبورغ). وأنصار بأسماء الأشهر مثل: أبو آيار، أبو نيسان، ابو آذار. كما يوجد العديد من الأنصار بأسماء متشابهة، لذلك جرى تحويرها من أجل ان نميز بينهم مثل: أبو حسن حبيب ألبي (لأنه ما أن تناديه بأسمه حتى يرد عليك حبيب ألبي)، أبو حسن بوريات (لانه يعمل بالأنابيب)، أبو حسن ياسر عرفات (لأنه يرتدي الجمداني (اليشماغ) بطريقة تشبه طريقة ياسر عرفات في ارتدائه له. ونصير آخر صار اسمه (سلام تحياتي) لانه يستخدم تحياتي كثيرا أثناء سلامه،  وايضا أبو زهرة نيكوتيين ( لانه يدخن كثيرا)، أبو صارم شظية، أبو عمار العربي، أبو عمار فاتن...... الخ. وتوجد كذلك أسماء مترادفه مثل: سليم نفط، سليم بحر، سليم فوج الثالث، سامي درﯿﮊه، حجي سامي، أبو سامر المصور، أبو سامر الاداري، أبو لينا أبو عيون الزرﮒ، أبو لينا ولد سالك، أبو حازم أبو الغضب، أبو حازم التورنجي، أبو حازم ناصرية، أبو حازم الاداري، أبو سعد موسكو، أبو سعد اعلام، أبو نسرين فصيل، أبو نسرين لاسلكي، علاء الأحمر، علاء الزغيرون، أبو أفكار الزاير، أبو أفكار الطريق، أبو خالد الخياط، أبو خالد أبو العجين، أبو نضال الشايب، أبو نضال الاداري، حيدر حنفي، حيدر فيلي، فاخر الاعرج (بسبب اصابته في احدى المعارك). وكذلك اسماء نُسبت اليها اسلحة مثل: عباس عفاروف، علي كلاشنكوف، احمد بازوكة، أمّا ألقاب (ماموستا وملا و سيد وملازم) فلاتعد ولا تحصى. 

هناك أسماء حسب الدول أو المدن القادمين منها مثل: أبو نادية ايطالي، أبو محمد روماني، أبو نادية قامشلي، أبو محمد يماني، أبو حسن قامشلي، مام خضر روسي...........ألخ. هناك ايضا بعض الاسماء الشعبية مثل: أبو اكريّم، أبو حسين، أبو كاظم، أبو علي، أبو محمود. 

لفصائل الأنصار ايضا حصة من هذه الاسماء مثل: فصيل تحت البطانية، فصيل بدربك احبيب، فصيل الضيافه _ الهراكنه الاوباش...، فصيل الكويت، فصيل دجلة........ ولكل اسم حكاية طبعا!.

 أما النصيرات، فكان نصيبهن من الأسماء المحورة الكثير مثل: أم نصار (جمعة الحلاق) لأني كنت أحلق شعر الكثير من الرفاق، والذي أطلق عليّ هذا الاسم هو الشهيد أبو غسان. لقد كان أكبر الرؤوس يطأطأ أمامي (للمزح طبعا)، حتى أني مرة من المرات وكنت أحلق للرفيق توما توماس/ أبو جميل، قلت له رفيق (دنكَ راسك)، إلتفت إليّ وقال: رفيقة تعرفين أنا  مادنكَت راسي لاحد، فقلت له ابكيفك رفيق راح تبقى حلاقتك على النص!، وهكذا من خلال هذه المهنة أصبحتُ (جمعة الحلاق).

أما اسم النصيرة الجميلة (دروك)، فأظن معناه رفيق باللغة البلغارية، دروك بنت المنطقة تعرف أنواع النباتات التي يمكن أن نأكلها، مثلا، تعرف عشبة تطلع بالقرب من عيون الماء تُسمى بربين أو خباز، وتعرف الورود التي في أحد الايام عملت منها مربى، فأطلق عليه الانصار اسم (مربى دروك)!. 

النصيرة ليلى، أُطلق عليها اسم (ليلى ره ش) و(ره ش) بالكردية تعني الأسود، وكان ذلك بسبب سمرتها، مع العلم انّ بشرة أغلبنا سمراء، فلماذا ليلى........!.

هناك أسماء تندرية أطلقت على عدد من الأنصار مثل: كريم دويه (دهن)، وسام الأشكر وهو ابن البصرة المملوح الأسمر، ظافر (مظلوم)، نصير آخر اسمه وسام، فصار وسام سكيري (لأنه عمل في منطقة حدودية اسمها سكير). أبو فرات تحقيق (لأنه قانوني ويعمل في التحقيق). أحمد قلاو، وكلمة قلاو بالكردية تعني سمين (خطية ولا سمين بس يمكن ضخم لذلك حاز على هذا اللقب). سامي دريجه (دريجه بالكردية طويل). الشهيد سمير حناوي (أطلق عليه لقب حناوي، لانه في أكثر الحفلات التي تقام بالمناسبات في المقر، كان يغني بصوته الجميل للمطربة ميادة حناوي، ولذلك سمي بسمير حناوي.

أبو نصار كان يُسمى (بوستر جوع)، هذا اللقب أطلقه عليه الرفيق الراحل أبو جوزيف، لأن أبو نصار ضعيف جدا، لكنه يمشي سريع وخفيف الحركة.   

وبالتأكيد هناك أسماء أخرى كثيرة غابت عن ذاكرتي. وفي الختام لابد من القول، بأننا رغم الظروف الصعبة وقساوة العيش في الجبال، كنّا نمزح ونضحك ونتشارك الحياة بألفة كبيرة ومحبة جميلة، وحلم واحد (شعب سعيد في وطن خيراته للجميع).

..........................................................................................................

جانب من مشاركة بعض رفيقاتنا النصيرات في مهرجان اللومانتيه في باريس ومساهمتهن في خيمة طريق الشعب