في مدينة البصرة، المعقل، حيث ولدت في سنة 1953، وكنت أصغر أفراد عائلتي المكونة من أربعة أخوة وشقيقتين لم يبقَ منهم سوى أنا وأحد اخوتي. تخرجت من المعهد الزراعي الفني في أبو غريب قسم المكائن الزراعية عام 1975، وبعد أداء الخدمة العسكرية حصلت على تعيين في محطة تأجير المكائن الزراعية في البصرة.

مثل أغلب الشيوعيين، بدأت حياتي السياسية في وقت مبكر في اتحاد الطلبة واتحاد الشبيبة وبعد ذلك الانتماء للحزب الشيوعي العراقي. بعد الهجمة الغادرة على الحزب، غادرت البصرة إلى بغداد التي عشت فيها ما يقرب من السنة في ظروف غاية في الصعوبة والخطورة، حتى  حالفني الحظ بالسفر إلى سوريا التي لم أمكث فيها سوى ليلتين، حيث تم تهريبي إلى لبنان للالتحاق بفصائل المقاومة الفلسطينية.

في منتصف آذار عام 1980 تم تكليفي بالعبور مع مجموعة من الرفاق للالتحاق بحركة الأنصار عبر  الطريق البري لكوننا حاملي جوازات على ان أرجع إلى لبنان بعد ان يتم استلام رفاقنا من قبل رفاق كوك. هكذا كان الاتفاق مع رفيقنا (أبو سلام) بهاء الدين نوري، لكن هذا الاستلام تأخر لأكثر من أسبوع، لهذا اتخذت قراري الخاص بمواصلة الطريق مع الرفاق الى كردستان العراق.

وصلنا نهاية شهر آذار 1980 وأحتفلنا بعيد الحزب ونحن نرتدي الملابس الكردية لأول مرة في  مقر گوماته.  كان هناك بحدود أربعين رفيقا، لكن الوضع التسليحي كان سيئا لقلة أو عدم توفر السلاح  والعتاد، وكذلك الجانب الاقتصادي كان صعبا، وكان على الرفاق القادمين من الخارج إفراغ ما في جيوبهم للمساهمة والمساعدة في توفير الاحتياجات.

كانت أهم المهام حينها هي البناء والتموين، إلى ان تم تكليفي بالالتحاق بمفرزة الطريق في نهاية الشهر السادس من عام  1980.

هذه الصورة في بداية إلتحاقنا بمفرزه الطريق (من اليسار الرفاق خابات، أبو زهرة، أبو هدى، ابو حسين، وأحد رفاق كوك). ولا يخفى على احد انّ لكل منا حكايته الخاصة عن الطريق الذي استمر عملي في مفرزته (مفرزة الطريق) لحين انتهاء حركه الكفاح المسلح.

عام 1983 تعرفت على شريكة حياتي اكرام (أنوار) في احدى زياراتي للشام، واتفقنا على المراسلة لحين إلتحاقها عام 1985 وتزوجنا عام 1986 في الفوج الثالث، وكان الراحل أبو شهاب هو الذي عقد زواجنا والشهود كل من الأعزاء عمودي وناصر، ولم يشكل زواجنا أي عائق على ممارسة نشاطاتنا حسب ما أعتقد.

حفلة زواجنا المتواضعة فوق احد سطوح قاعات  الفوج الثالث.