النصير الفنان التشكيلي مكي حسين/ أبو بسيم، من مواليد البصرة 1947، درس فن النحت في معهد الفنون الجميلة الذي تخرج منه في عام 1968. أصبح عضوا في جمعية التشكيلين العراقيين منذ سنة تخرجه، ثم عضوا في هيئتها الادارية في عام 1971، عاد ليكون عضوا في الهيئة الادارية للجمعية ما بين عام 1973 _ 1978.

تولى الفنان مكي حسين في الفترة الممتدة بين عام 1973 _ 1980 عدة مسؤوليات، منها عضو في اللجنة الوطنية للفنون التشكيلية، ممثلا عن الفنانين الشباب، وايضا عضو في اللجنة الوطنية للفنون التشكيلية ممثلا عن جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين.

أمّا المعارض التي شارك فيها الفنان أبو بسيم، فمن أبرزها:

-  معرض مشترك لاربعة فنانين --- قاعة جمعية التشكيليين في سنة 1969

-  المشاركة في مهرجان الواسطي/ بغداد المتحف الوطني للفنون في سنة 1972

- معرض مشترك -بغداد المتحف الوطني

- معرض مشترك لسبعة فنانين عراقيين -المتحف الوطني للفنون بغداد 1975

- بينالة العربي الثاني – الرباط 1976، وفي نفس السنة اشترك في معرض الفن العراقي المتجول بين القاهرة وتونس وباريس والمانيا وموسكو ولندن.

- في 1977، معرض مشترك لسبعة فنانين، المتحف الوطني -بغداد، وفي 1978 معرض مشترك لسبعة فنانين، المركز الثقافي/ لندن.

- ومعرض مشترك / ستوديوالفنان رحمن الجابري في مدينة لودفكس هافن/ المانيا 2002، وفي عام 2006، معرض مشترك في مدينة دودرشتات/ المانيا، وآخر في 2012 مع جمعية الفنانين في مدينة كوتنكن/ المانيا، وايضا معرض شخصي في مدينة كوتنكن كالري الاطفائية القديمة في عام 2018.

ويضيف الفنان مكي حسين قائلا:

وبعد تخرجي من معهد الفنون الجميلة، عملت في عدة مجالات منها: التعليم لمدة سنة في محافظة البصرة قضاء الفاو، بعدها نقلت الى بغداد حيث ساهمت في تأسيس مصهر البرونز التابع الى وزارة الشباب في بغداد، وعملت في هذا المصهر أكثر من سنتين، ثم تركت العمل في هذا المعمل وعملت في مؤسسة رمزي للطباعة لمدة تسع سنوات ولغاية الحملة البربرية من قبل نظام البعث ضد التقدميين والشيوعيين.

إختفيت لمدة سنة وعشرة أشهر بين بغداد ومدينة البصرة، وهكذا حتى حققت اتصالا بمجموعة من الرفاق تعمل على إعادة بناء التنظيم وتساعد الرفاق على الالتحاق بقواعد الأنصار، وفعلا نجحت هذه المجموعة في إرسال عدة وجبات الى كردستان، وكان المقترح أن يكون الرفيق الشهيد معتصم عبد الكريم هو حلقة الاتصال مع القيادة والتجمع في بغداد والبصرة، وللأسف تعرقلت عودة الرفيق معتصم الى بغداد بسبب مشاركته المباشرة في أحد المفارز واستشهاده في معركة قزلر الشهيرة. 

بعد ذلك في عدة أشهر وصلنا خبر استشهاد الرفيق الثاني في هذه المجموعة وهو الرفيق رياض سيد أحمد/ أبو سرمد، وذلك عند محاولة رجال الأمن إلقاء القبض عليه، وكان الرفيق مسلحا وقاوم ازلام السلطة حتى استشهاده، والشخص الثالث في هذه المجموعة، كانت الرفيقة بساس زنكنه، حيث كان لها دورا مهما في مرافقة كل وجبة الى آخر نقطة ترحيل الى كردستان وكذلك عملية تنسيق الاتصالات في بغداد .

وصلنا الى مدينة أربيل حيث كان أحد الرفاق في انتظارنا، وكان يعمل في ستوديو للتصوير، استلمنا منه التعليمات، فتوجهت مجموعتنا الى احدى القرى القريبة من مدينة أربيل. كانت في هذه القرية مفرزة من الرفاق تنتظرنا ويقودها الرفيق الشهيد سيد نظيف. تم تكليف رفيقين من رفاق هذه المفرزة لمرافقتنا الى قاعدة  نوزنك، والتي دامت اكثر من شهر وسط ظروف غاية في الصعوبة من ناحية الوضع الأمني وحالة التعب والارهاق وسط التضاريس الجبلية، وكان ضمن هذه المجموعة الرفيق صفاء العتابي/ أبو الصوف، حيث تعرفت عليه في هذه الرحلة.  وبعد وصولنا الى قاعدة نوزنك بفترة، تم تشكيل عدة فصائل توزعت خارج منطقة نوزنك، فأصبحت ضمن الفصيل الرابع بقيادة آمر الفصيل الشهيد أبو نصير والشهيد سامي حركات، وكُلفت بمهمة اداري الفصيل الذي يقع قرب عين ماء تسمى (كاني بوق).

في هذا المكان، تعرض الفصيل لعملية قصف من قبل الطيران العراقي في ثلاث غارات يوم 10-7-1980 الاولى كانت في الساعة العاشرة والنصف صباحا، والثالثة في الساعة الواحدة ما بعد الظهر، وكانت هناك غارة رابعة استهدفت سوق نوزنك حيث أصيب وقتل اكثر من شخص من أصحاب السوق وعدد من عناصر الاتحاد الوطني .وفي هذا الصيف كانت أوامر آمر الفصيل هي الانتشار في الصباح المبكر ولغاية المساء، ورغم ذلك أصيب في هذا القصف الرفيق رائد في شظية في بطنه حيث كان متواجدأ في مقر الفصيل .

ثم إنتقل الفصيل الى أكثر من موقع، الموقع الأول كان في وادي نوكان وعلى النهر مباشرة، وقمنا بعملية بناء وترميم البيوت القديمة المهجرة سابقا لجعلها مقرا شتويا للفصيل الرابع .وفي أثناء ذلك، وفي صباح يوم 22-08-1980 مرّت عدة طائرات مقاتلة في سماء هذا الوادي متجهة الى ايران، وبعد مرور بعض الوقت، عرفنا بأنّ هذه الطائرات كانت اشارة الى بدأ الحرب العراقية الايرانية. وبأمر من المكتب العسكري، نُقل الفصيل الرابع الى مكان آخر، ولكن في الأخير تم حل هذا الفصيل، ونقل أغلب أنصاره الى مواقع أخرى، أمّا آمر الفصيل فنقل الى قاطع بهدينان. وفي هذه الاثناء طلب مني آمر الفصيل أبو نصير ان اذهب الى المكتب العسكري لمقابلة الرفيق أبو سرباز، حيث كُلفت بأن أستلم إدارة القاعدة من الرفيق أبو أحمد (عبد الرحمن القصاب). استمر ذلك لفترة، بعدها عملت مساعد اداري سرية، ثم مساعد اداري البتاليون الرفيق أبو طه وآمر البتاليون الرفيق ملا علي .

ثم نُقلت الى بشتاشان وعملت ضمن فصيل الاعلام المركزي، وبعد معركة بشتاشان ، نُقلت الى قاطع بهدينان، ومنها الى سوريا، وكان ذلك في الشهر التاسع 1983 حيث وصلت الى مدينة دمشق، وبعد أقل من شهرين حصلت على عمل (مصمم لمجلة نضال الشعب) التابعة الى جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وكان جو العمل في هذه المجلة مريحا، حيث إهتمت المجلة بي وقدمت لي الكثير من المساعدة، مما ساعدني على تجاوز بعض  المشاكل والهموم، وبعض المواقف المضادة التي عشتها  في دمشق.

في صيف عام 1993 وصلت الى المانيا مدينة هاسفورت، وبعد سنة من وصولي، حصلت على الاقامة فيها، وكان ذلك في مدينة هاسنورث. ثم انتقلت الى مدينة لودفكس هافن، وبعدها الى مدينة كوتنكن. وفي هذه المدينة التي قدمت ادارتها خدمة الى الفنانين وهي بناية قديمة حولتها الى ستوديوهات للفنانين، فحصلت على ستوديو في هذه البناية. ومن ذلك الوقت، بدأت أعمل على استعادة نفسي وعملي الفني، وكان عملا مرهقا ومكلفا بسبب انقطاعي عن  ممارسة العمل الفني  لخمسة عشر سنة تقريبا .