*باركت لمام "جوامير" زيارة عائلته اليه وقلت له كم كنت اتمنى ان ارى زوجتك، فاجاب: (بقيت ليلتين فقط)، فقلت له: سمعت ثلاثة ايام، فاجاب "ابو راستي": ( "جوامير" يعد الليالي التي يكون فيها مع زوجته، اي الليل وليس النهار).

* من ضمن تقاليد القرويين الاكراد أنهم يسمون زوجاتهم خجلا (الاولاد/ منالكانم). كان الشهيد مام كاويس ينتظر زوجته لزيارته ولكن السائق اتى بأولاده فقط، فسأله الشهيد مام كاويس: وين ام اولادي؟، اجاب: "انت كلفتني بأولادك علما كررتها عليك عدة مرات وانت تقول نعم اولادي فقط رغم أن زوجتك سألتني بحزن، واجبتها نعم فقط الاولاد"، فقضى بضع ساعات مع اولاده مع ان غرفته كانت مهيئة لعدة ايام له ولزوجته، ودع الاطفال وقال للسائق زوجتي هي اولادي، فضل الرفاق يمزحون عليه لايام وهو يبتسم بهدوء.

* اربعة من زوجات انصارنا من عين كاوه جائوا لزيارة ازواجهم ومن ضمنهم الرائع ابو جنان . في المقر عندهم غرفتين افرغوا غرفة للعوائل ووضعوا بطانيات بين عائلة وعائلة، ليومين، وبقوا يضحكوا على بعضهم بعض لحلاوة دفىء زوجاتهم مع شحة البطانيات لكونهم استخدموها كحياطين واشياء اخرى ورفاق عين كاوه معروفين بطيبة قلبهم وصحبتهم الطريفة.

* لبعض القرى حمامات خاصه للنساء كبيرة ومحاطة بجدران عالية وفيها عدة عيون ماء. ذات مرة دخلت الى احد الحمامات في قرية دركله، وما ان دخلت حتى بدأت النساء بالصراخ وهجمن عليّ، اعتقدن أني رجل لاني ارتدي ملابس البيشمركة!، وكانوا يلمسونني من كل جهة، فإغتسلت مسرعة لاطمئن رجال القرية كونهم سمعوا صراخ نسائهم!.

* كان الانصار بالمفارز يودون ان يتوزعوا مع النصيرات، لان اهل القرى يتعجبوا ويفتخروا بوجود نصيرات ويحاولون ان يقدموا احسن ما عندهم من اكل ومنام، وفي موقعنا لا يرسلوا النصيرات مع المفارز القتالية الاّ ما ندر، فمرة كان الانصار الذين توزعوا معي فرحين لتلك الاسباب، وام البيت قالت لي سوف اطبخ احسن ماعندي لعيونك بدءاً بالدجاج والرز لا البرغل، فقلت لها لا انا احب البرغل، ولم افكر ان الانصار تعبوا من اكل البرغل لانني في المقر اكل الرز كل يوم، وعندما تركنا القرية، عرف الرفاق ان البرغل كان برغبتي، فقالوا لو كنت رجل لمطلناك، اعتذرت منهم ووعدتهم لا يتكرر ذلك، لكنهم اشبعوني برغل بالمقر.

* علمتني زوجة محمود حاجي على الخباز (تولكه) بعد ان اكلته عندهم. كانوا كرماء وكذلك زوجة الشهيد علي حاجي، فقررت يوما ان اجمع ما استطيع من الخباز واعزم قسم من الانصار لان الخباز يكفي ربما لعشرة اشخاص. الشهيد علي حاجي، مام جوامير، جوتيار، كاوه، مصطفى، وريا ، و زيره ك . أعجبتهم الطبخة لانني اضفت البيض والحامض والبهارات، وبعد ساعات، اصاب الكل اسهال، واتضح انه ليس بخباز ولكن شيء يشبهه، ويا فرحة الي ماتمت، ومام جوامير ينكت على قصة الخباز وعليّ مع كل قادم.

* عندما رحلوني الى كرميان كنت خائفة كثيرا. 95% من اصل فلاحي ولم اكن اجيد اللغة الكردية بشكل جيد عدا نقص خبرتي بعاداتهم لكوني لسنوات وانا مع اغلبية عرب ومن المدن. كنت قلقة وحذرة، خاصة عندما قابلت الشهيد علي حاجي لهيبته وطول قامته وعند المساء عزمنا عنده في البيت . بعد العشاء اصروا على ان العب الورق( كونكان)، حاولت ان اتملص خجلا وخوفا ولكن الشهيد علي حاجي كسر الخوف وقال بحياتي لم العب مع امرأة ولكنني اصر لكي نضحك قليلا، وكنا (الشهيد وحاكم بوتان وجوتيار السياسي الرائع) فلعبنا ولا اعرف كيف حالفني الحظ وانا لم العب لسنوات فغلبتهم مرتين. انزعج الشهيد وقال (اي باوكا الرو حيام جو) كيف تغلبني امرأة واصبح ابا واخا كم كان قائدا بطل بكل معني الكلمة.

  *كنت في زيارة لمقر القاطع جلست جنب "كانبي كوره" اعجبني مسدسه ابو البكرة ولاول مرة المسه بعد ان اعطاني اياه وقال هدية مني اليك، قلت لا لم اكن اعرف ابو البكرة لا امان له، فضغطت عليه واذا الطلقة مرت قريبة جدا بينهه وبين ابو انتصار ابن ابو حكمت وضربت كاسيتات معلقة في الكبرة لا اعرف ما حدث، يا لحظي، فقال نعم حظك، انا فلاح فقير مو مشكلة لكن ابن القيادة شلون؟.

* عندما نزلت اغلب السرايا مفارز، ارسلوني الى مقر القاطع لحين عودتهم. كان الوقت صيفا، وكنا ننام بالكبرات، وفي ظهيرة كنت نائمة، فشعرت ان رجلا يلمس ظهري!، التفت فرايت خيري العراقي ويده يحركها يشكل دائري وسريع وكأنه يلعب رياضة، بثواني وعشرات الظنون والهواجس واكلم نفسي كنت اظن انه رفيق محترم مع الاسف، بينما كنت مشدوهة، واذا بي ارى افعى كبيرة على الارض، وخيري يضربها باخمص البندقية،  شكرا رفيق انقذتني بأعجوبة، وفرحت لانه فعلا رفيق والنعم يا خيري رفيقي وصديقي.

( عن النصير الشيوعي )