تحياتي: كثيراً ما كانت تتوارد لسريتنا سرية خوشناوتي اخبار عن تحركات مفرزة الأمن داخل شقلاوه ومحاولاتها لاعتقال (المطلوبين لديها) من نشطاء الأحزاب المعارضة وكذلك الهاربين من الخدمة العسكرية ومضايقتها للأهالي واهانتهم واقتحام بيوتهم ،حاولنا من خلال رفاق تنظيماتنا ان نرصد تحركات هذه المفرزة والتي كانت تتنقل بأوقات غير محددة وتستخدم الزيل العسكري الا ان عدم انتظام اوقات تحركاتها حال دون رصدها. في احد الايام وصل الينا رفيق من تنظيمات المدينة ان غداً ستقوم مفرزة الأمن بجولة في المدينة لذا قررنا نحن مكتب السرية ان نرسل مفرزة للقضاء عليها، توجهنا الشهيد سعدون وانا وستة انصار الى شقلاوة ليلاً والدخول في بيوت رفاقنا والبقاء فيها الى اليوم التالي بمساعدة رفيق تنظيماتنا ،مكثنا طوال النهار حتى الساعة الخامسة عصراً تقريباً ،في حينها وردت الاخبار ان المفرزة سوف تقدم من سرميدان باتجاه محلة عين ترمة نزولاً واقترح علينا رفاق تنظيماتنا ان نتحرك مُثّنى الى منطقة البساتين والمكوث متفرقين خلف ساقية الماء الاسمنية المرتفعة بقدر امكانية الانبطاح على بطوننا دون ان يرانا اي فرد من جانب الشارع وبعد مضي ساعتين تقريباً وردتنا الاخبار بتوجه الزيل نحونا،كان الشهيد سعدون قد وزع المجاميع حيث يبدأ اطلاق النار حين ينتصف الزيل بين مجامعينا ،شاهدنا الزيل فيه ستة افراد ببنادقهم وشخص اخر مع السائق،اطلق سعدون الرشقة الاولى وانهال الرصاص على الزيل من كافة المجاميع ولم يكن هناك اي رد من افراد الزيل سارعنا الى النزول الى الزيل وجمعنا الاسلحة وتوجهنا عائدين الى مقرنا في بركة الذي لم يكن يبعد عن شقلاوه سوى ساعة من المسير تقريبا،ما ان وصلنا حتى عمت الافراح لدى انصار السرية،في اليوم التالي جاءنا رفيق محملاً بخبر مشؤوم كان وقعه علينا كالصاعقة،قال ان مفرزة الامن تعمد في جولاتها الى اصطحاب جندياً من اهاي شقلاوه كي يظهروا للناس هذا هذا الشقلاوي متعاوناً معهم او يعمل معهم،وللاسف الشديد كان الجندي الذي كان معهم كان احد رفاقنا ولم تكن المنظمة على علم انه سيكون مع مفرزة الامن مما ادى الى استشهاده،كان خبراً فاجعاً جعل افراد السرية يعيشون في حزن بليغ لعدة ايام ،حال مجيء الرفيق واعلامنا باستشهاد الرفيق سمع بالخبر النصير هاوبش وهو ابن عم الشهيد مما ادى به الى انهيار اعصابه وفقد وعيه،المجد والخلود لهذا الشهيد البطل وللشهيد سعدون وبقية الشهداء وكل التحية لانصار سرية خوشناوتي.

ملاحظة: اية اضافة معلوماتية ستكون ضرورية لاغناء حدثاً كهذا مع جزيل الشكر.ابو سعيد