ولدت عام ١٩٤٧ في زحام الصراع السياسسي على مستوى الوطن والعالم الذي استقر بعد الحرب العالمية الثانيةعلى قوتين عظميين فقط هما المعسكر الاشتراكي من جانب ، والمعسكر الرأسمالي من جانب آخر .

قالت لي جدتي باني قد ولدت ابان الفيضان الذي اغرق العراق ، دون معرفتها بالسنة او اليوم او الشهر ، فقد كانت هكذا تؤرخ الاحداث عند اسلافنا .

في عمر مبكر جدا ، جذبني تحسين صديق طفولتي لهوايته بالتمثيل حتى انتهى به المطاف ككاتب عرائض عند ابواب المحاكم الشرعية ، فقد طلب مني تحسين ان اشاركه مع  غيري من اطفال عكد البصاروه في مدينة الديوانية التي ولدت فيها ، في تلكم اللقطات التي سماها مسرحية !! وقد كانت بلا جمهور ، فلم يكن ذلك مهما عند تحسين ، فقط المهم عنده ؛ ان تكون هناك مسرحية !!! فصار التمثيل عندي هواية كهواياتي المحببة لحد اللحظة . لقد صحبتني هذه الهواية بقية عمري الذي انتميت خلاله لعدد من الفرق المسرحية منها فرقة نقابات العمال وفرقة مسرح الصداقة التابعة للمركز الثقافي السوفيتي في بغداد الذي كان يديره الاستاذ عادل العبيدي، اما الفرقه فقد كانت تحت ادارة الفنان المخرج اديب القليه جي.

وفرقة المسرح الشعبي التي فرخت مسرح الستين كرسيا بادارة الفنان القليه جي فمثلت عند افتتاحه على خشبته الصغيرة مسرحية ( الصغير الكبير ) التي اعدها الشاعر والنحات فراس عبد المجيد عن قصيدة لشاعر  هنغاري. بعد اكمالي دراسة المسرح في معهد الفنون الجميلة القسم المسائي ، ومسائي لاني كنت موظفا في وزارة العدل وبعنوان معاون قضائي . انتميت الى نقابة الفنانيين العراقيين التي كان نقيبها الفنان الرائد حقي الشبلي. وفي مرحلة من اهم مراحل حياتي في العام ١٩٨٢ انطلقت الى صفوف حركة الكفاح المسلح التي ارست قواعدها قوية في جبال كوردستان كنصير في قوات الانصار الشيوعيين التي وقفت بوجه النظام الصدامي. تركت اليمن وتركت فيها زوجتي ومعها ابنتي الرضيعة اروى وكذلك كل تجربتي المسرحية المكونة من عدد من الاعمال المسرحية منها المخدوعة التي سجلها تلفزيون عدن وعرضها في نفس اليوم ثم عرضها اكثر من مرة لاهتمام الجمهور بها وكذلك مسرحية الشهداء السبعة التي اخرجها الراحل اسماعيل خليل لفرقة ١٤ اكتوبر ومسرحية ابا ذر الغفاري التي عرضت عل شاشة التلفزيون اكثر من مرة وكذا مسرحية ذراع جاكسون. حين حط رحالي في جبال كوردستان في قاطع بهدينان كواحد من انصار الحزب الشيوعي العراقي قدمت محاضرة عن المسرح في العراق ولاقت قبولا طيبا من الحاضرين معرفا باسمي ابو اروى امتدادا لاسم الشهرة في اليمن. بعدها قدمت عملا كوميديا مرتجلا بمناسبة رأس السنة ثم في أذار قدمت عملا سريعا ((نضال الحزب)) في الغرفة الواسعة المصممة كمسرح والتي كانت تسمى بقاعة فصيل الادارة وشارك معي تمثيلا عدد من الانصار منهم ابو سامر زميلي في معهد الفنون الجميلة بقسمه النهاري وسمير وفلاح حاجم . كان ذلك في كلي كوماته الثاني عام ١٩٨٢. وعند انتقال القاطع بضغط من الجانب التركي ليستقر انصارنا على جانب الزاب حيث قدمنا مسرحية عربة الغجر التي اعدها االنصير الراحل لطيف حسن ( ابو واثق) عن قصيدة لبوشكين وقد اخرجها الفنان النصير سلام الصكر وقد شارك تمثيلا فيها النصيرة عشتار والنصير الشهيد سمير والنصير ابو سامر المصور ، قد عرضت مرتين بعد ان لاقت قبولا رائعا من الانصار ، واعتقد ان هذا العمل المميز كان علامة فارقة في المسرح الانصاري .

لم .يدر بخلدي اي وجود لحالة مسرحية في هذه الحركة التي تعني بالبندقية قبل اي شيء آخر ، لكن بعد حملي للبندقية ، عرفت عن قرب ومعايشة ، ان هناك حركة ثقافية متقدمة ضمت انواع ثقافية راقية ومنها الظاهرة المسرحية ، اذ بادر عدد من الانصار المسرحيين بتقديم عدد من المسرحيات التي شكلت نواة لمسرح الانصار ليصير واقع ملموس جعلني اسبح مع موجه وتياره.