24-04-2023

عندما تفقد ذاكرتك ...تبقى حزينا قرب البحيرة بين اهلك واقاربك وانت لا تعرفهم *

في مدينة هادئة قريبة الى البحيرة ,تسكن عائلة سالم عبد الحسين مع زوجته نادية

في يوم ربيعي جميل مشمس من شهر نيسان قالت نادية لزوجها اليوم الاحد وهو يوم عطلة والجو مشمس دعنا  نذهب الى البحيرة لكي نغير  اجواء  البيت المعتادة

 قال سالم تمام , فكرة جميلة وجيدة لعلنا نلقي كل متاعبنا وهمومنا على مر السنين في البحيرة وبشيء من المزاح قال لكن ربما همومنا سوف تؤذي الاسماك ,ردت وهي مبتسمة (ربما همومك ومتاعبك وحدك إذا اكلتها الاسماك سوف تموت ) لكن اطمأن انها لا تأكلها.

سأل زوجته نادية هل تعرفين الطريق الى البحيرة ؟ لأنني نسيت الطريق الى هناك ,قالت نعم اعرفه لا تقلق سوف اكون معك

اجاب بحدَ انا لست قلقا لكني في الفترة الاخيرة لم اعد اتذكر بعض الاشياء

همهمت بشيء من الكلام لم يسمعه

قال ماذا قلتي !! ردت عليه لا شيء

المسافة بين البيت والبحيرة لم تكن بعيدة ,ساروا مشيا لخمسة عشر دقيقة ربما لشابين تكون الفترة اقل 

جلسا سالم وزوجته على المصطبة القريبة الى ضفة البحيرة وينظران في الافق البعيد للجانب الاخر ,كانت الشمس تعكس اشعتها على البحيرة تعطي منظرا خلابا كمصابيح تضئ من تحت البحيرة .أغمض سالم عينيه برهه ليرى في جفنيه لون احمر بنفسجي ,(قال مع نفسه ان الحياة قصيرة وربما علينا ان نختار اللون المناسب لها ,لكن ربما احيانا ظروفنا تجبرنا على اختيار لون معين ليس برغبة منا )

مدت نادية يدها على كتف سالم ,قالت هل انت نمت؟ قال لا

ردت بشيء من الضجر لابد ان تقول شيء ,صحيح الجو رومانسي وجميل لكني اشعر بالملل 

سحب نفس عميق دون ان تشعر هي بذألك ,قال انظري واسمعي صوت طيور النوارس كيف تحلق وتنزل الى البحيرة وتناغي اصواتهم بعضها الاخر .لكن انظري هنا قريب الى المصطبة هناك طيرين اثنين أحدهما صغير والاخر كبير لونهما بني. الطير الذي يبدو أصغر يحلق في السماء وينزل مسرعا للأرض لكي يلتقط ما عليها. لكن الطير الكبير لا يستطيع التحليق في السماء. لا اعرف السبب، لكنه يبدو كبير السن

خطية يمكن مصاب برجليه قالت زوجته نادية

قال سالم او ربما نسي الطيران!! واضاف هكذا كانت طفولتي اطير في الارض , لكن الان انا مثل الطير الاخر الذي لا يستطيع التحليق في السماء ويتحرك ببطيء على الارض   

همهمت نادية بكلام لم يسمعها

قال ماذا قلتي ؟ (صاير اسمع ثكيل)!  قلت دعنا نذهب الى البيت ,

رد معترضا الاجواء جميلة ورومانسية لماذا نذهب مبكرا؟ اضاف موكدا نحن بحاجة كل فترة  نأتي الى هنا .

قالت بحنية وود طبعا ,طبعا ! تعرف صار ساعتين نحن هنا . لكن كما تعلم المساء سوف يأتي الينا ضيوف ,اجاب لا اعرف ذألك لكن ربما نسيت.

سأل من هؤلاء الضيوف ؟

قالت جيرانه وصديقك ابو نور ,رد متفاجأ لا اعرف صديق بهذا الاسم ,ردت نادية مع ابتسامة حزينة المهم الان انت عرفت ! واضافت وبشيء من الصرامة في البيت إذا طلبت شيء اسألني اولا؟

رد بعصبية ظاهرة عليه (قابل أنا طفل), ربما نسيت الكثير لكن ليس اسمي طبعا

انت بدل ملابسك وانا سوف أعمل الشاي, ذهبت نادية الى المطبخ وبعدها ذهبت الى الهول لتجد سالم جالس بالهول لابس الفانيلا والشورت القصير! قالت وبقليل من العصبية ماسكه نفسها

متسألَ هل نسيت تلبس البنطلون والقميص ؟

رد بخجل نعم نسيت ! قالت دعنا نذهب سوية حتى اساعدك ,   

     رن جرس الباب ترن...ترن.. صاحت نادية من المطبخ , سالم افتح الباب ,جاءت مسرعة لكي يستقبل الضيوف سوية . فتح سالم الباب ,اهلا  وسهلا ...نسي الاسم ...قالت نادية صديقك ابو نور 

جلس سالم مع صديقه في الهول وتحدث في مواضيع مختلفة. اراد سالم ان يطلب الاذن من الضيف للذهاب الى الحمام، قال العفو نسيت ابو منو! اجاب (استاد سالم اصار وياك انا ابو نور)

رد سالم مثل ما تعرف كبرت (العمر له حوبته) وهذه ضريبة الكبر لازم ادفعه . ذهب سالم الى المطبخ ليسال زوجته نادية اين الحمام ! حزنت نادية لهذا الموقف المحرج طلبت منه ان يتبعها الى الحمام.

ودع سالم وزوجته الضيوف بعد نصف ساعة , بقي سالم جالسا في الهول يشاهد التلفزيون   شعر بالتعب حان وقت النوم ,نادى زوجته انا ذاهب للنوم بعد دقائق ذهبت نادية الى غرفة النوم لتجد زوجها مستلقي على السرير مع البنطلون والقميص . سألته لماذا لم تغير ملابسك ؟رد اه...اه ...اه

صرت أنسى كثيرا . قالت له اتمنى لا يأتي يوم تنسى اسمي !! قال لا ابدا ,لأنه انت ذاكرتي التي اعيش معها....  

-----------------------------

مقطع لشاعر الماني (غيرت بتصرف مني اعتذر للتنويه