تنوعت عمليات السلطة الصدّامية في أساليب تدمير قرى كردستان وحرق أشجارها المثمرة وإبادة الحيوانات والطيور المدجنة والبرية وقتل المواطنين بوحشية لا يمكن أن يقوم بها سوى النازيون والفاشست والبعثيون مستخدمة فيها عدد من الأسلحة الكيماوية السامة أو التي تقود إلى الجنون أو الهلوسة من مثل غاز الأعصاب.

وغاز الأعصاب المعروف علميا برمز (VX) سائل زيتي أخضر اللون أو على شكل غاز بلا لون أو رائحة، وله مفعول دائم، ويعد من أكثر المواد سمية. ويتعرض القريبون من موقع انفجار القذائف الكيماوية إلى الموت الفوري ولكن في الحالات الأخرى يكون امتصاصه عبر الجلد. ويؤثر هذا الغاز على الجهاز العصبي، ومن أعراضه: غشاوة البصر، صعوبة التنفس، اختلاج العضلات، التعرق والتقيؤ والإسهال، الغيبوبة، التشنجات، وفي الحالات الصعبة يتوقف التنفس مؤدياً إلى مفارقة الحياة.

حسب رواية الرفاق الذين تعرضوا لتلك الهجمة كانت هناك رائحة أو ربما روائح مختلفة وهذا ما يقود إلى أن عسكر البعث استخدموا في ذلك الهجوم عدد من الغازات الكيماوية السامة لزيادة التأثير، وليس فقط غاز الأعصاب الذي لا رائحة تنبعث منه.

حينما استكمل قاطع بهدينان انسحابه من وادي زيوه شكان بعد تقسيمه إلى مجموعتين، عسكرت واحدة في منطقة تقع شمال موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني، تدعى ﮔﻠﻲ ساطور وفي منطقة قريبة من قرية سه رﮔﻠﻲ والثانية توجهت إلى مقر الفوج الأول في مه راني وقد أبقت على مجموعة من سبعة أنصار فيه أقاموا في موقع الإسناد السابق الذي يقع فوق مقر القاطع وهو يشرف على عموم المنطقة المواجهة ومهمتها رصد تحركات السلطة وإيصالها إلى القيادة عبر جهاز الاتصال الذي ترك معها.

إن عمليات نقل وتوزيع المقر كانت تتم بشكل سري وعلى مراحل للتمويه على عملاء السلطة ومخبريها. فكان النقل يتم عبر مفارز قليلة العدد وقليلة الحيوانات التي تنقل المستلزمات العسكرية. ولذلك لم يدر في خلد السلطة أن المقر لا يضم سوى تسعة أنصار وهي تريد أن تكرر الضربة الكيماوية بسلاح أكثر فتكاً من غازات الخردل والفوسجين، أو ربما السارين، التي نفذتها على ذات المقر في العام السابق، والذي أدى إلى استشهاد رفيقين وإصابة ما يتجاوز المائة والثلاثين نصيراً بمختلف الحروق والتسمم.

في زيوا إيران التقيت بالرفاق سلام (سمير طبلة) وعمودي (سلام هادي علي العطار) ومنذر (محمود قيس محمود) في تشرين الأول من عام 1988 وحكوا لي بتفاصيل مفزعة ومفجعة عن تلك الجريمة القذرة لصدام وزمرته، ولكن بتقادم الزمن غدرت بي الذاكرة ولم تبق إلا على النزر اليسير. وسعيت لمصادر الألم في تلك المأساة فوافاني كل من عمودي ومنذر بما بقي من تلك الذكريات لديهم، رغم أنهما تجاوبا معي وكأنهما لا يريدان بعث المواجع والآلام والكوابيس التي ضلت تتعايش معهما طيلة سنين لاحقة. وهذه شهادتيهما.

شهادة عمودي (سلام هادي علي العطار)

في 20 آب 1988 غادرت مقر زيوه مع الرفيق أبو نادية (مقدام) إلى الفوج الثالث لقضاء بضعة أيام، كإجازة. أمضينا خمسة أيام في ﮔﻠﻲ هصبه ثم عدنا في 26 أب 1988 إلى ﮔﻠﻲ زيوه، فوصلنا المقر في الساعة الثالثة بعد الظهر. التقينا مع مجموعتنا المؤلفة من: منذر، سلام مروﮔﻲ، والشهداء؛ أبو وسن، أبو جواد وأبو سعد (موسكو.(

كانت الأخبار تشير إلى أن سلطة صدام ستنفذ علينا هجوماً ولم يتسن لنا معرفة نوعه ولا الأسلحة التي ستستخدم فيه. حالما وصلت ذهبت للاستحمام بعد ما أعطاني منذر ملابس نظيفة.

وبين الساعة التاسعة والعاشرة حلقت فوق الوادي بعض السمتيات وقصفت المنطقة بالسلاح الكيماوي وقعت القذائف في مناطق بعيدة عنا. بعد رحيل الطائرات ذهبنا إلى النوم وكان يشاركني في قاعة فصيل الإسناد كل من الرفيقين أبو وسن وأبو جواد. في حدود الساعة الثانية عشر ليلاً بدأ قصف المنطقة بصواريخ كاتيوشا وربما ﮔراد أيضا.

الرشقة الأولى سقطت بين فصيل الإسناد ومقر القاطع. استيقظنا فزعين، فالتقطت كلاشنكوفي والرخت للخروج من القاعة. في أثناء ذلك سقطت الرشقة الثانية. وحين خرجنا سمعنا أبو وسن وهو يصرخ بي " انبطح عمودي! هذا كيمياوي!"

أسرعت صوب مجرى الماء وبللت الجمداني (اليشماغ) بالماء ثم لففته حول وجهي. في تلك الأثناء سقطت الرشقة الثالثة قرب المطبخ والمخبز. انتشرت رائحة مقرفة جداً تشبه السمك أو الثوم المتعفنين، ولا زلت للآن حين أشم رائحة كريهة تقفز بي الذاكرة إلى ذلك المساء الرهيب. كان الرفيق أبو وسن في حالة مربكة خاصة وأنه تعرض في السنة السابقة إلى إصابة بليغة من جراء السلاح الكيماوي الذي رمته طائرات السلطة على مقر القاطع، وراح يطلب من الجميع الابتعاد عن المكان بسرعة واتجه يساراً صوب السفح المطل على فصيل الإدارة وهناك سقط شهيدا من جراء غاز الأعصاب. أما الرفيق أبو جواد فكان يسير بجانبي ثم سقط باتجاه السفح القريب من الساقية. واستمر الرفيق منذر يحثنا على الابتعاد عن المكان بسرعة وسقط في الجهة التي تضم قبري الشهيدين أبو فؤاد وأبو رزﮔﺎر اللذان استشهدا في العام السابق بفعل غاز الخردل الذي رمته طائرات السلطة البعثية على القاطع. وبعدها شاهدت الرفيق أبو نادية بالقرب مني ونحن نسرع نحو ساقية الماء. وبعد نزولي من السفح بضعة أمتار، شعرت بتشنج في ساقيّ ويديّ، ولم استطع منع سلاحي من السقوط من على كتفي. تفاقم الأمر لدي وطلبت من الرفيق أبو نادية إسنادي. ورغم إصابته هو الآخر حاول أن يسندني أو يحملني فلم يستطع. شعرت بأن نهايتي قد اقتربت بعدما أخذ التشنج يدب في جميع أوصالي، فسقطت من يديه وأنا أطلب منه أن يخلص نفسه ويسلم لي على الرفاق، ولكنه قال لي سأذهب لجلب البغال لإنقاذكم. سقطت في ساقية الماء. تصاعدت آلام جسدي ثم ذهبت في غيبوبة قصيرة ولكني أفقت على آلام رهيبة. كنت ممداً على بطني ويدي متشابكتان على رأسي ورجلي متداخلتان ببعضهما في تلك الساقية الضيقة التي لا يتجاوز عرضها أربعين سنتمتراً. في تلك الأثناء تناهى لي صوت الرفيقين سلام وأبو نادية وهما يناديان باسمي ولكني فقدت القدرة على الحركة أو الكلام بعدما تقيأت ما في جوفي حتى شعرت بأني أتقيأ أحشائي ولساني وأن عيناي قد خرجتا من محجريهما، وبعدها شعرت بأني أهوي إلى قاع سحيق لا نهاية له، كم تمنيت أن يكون سلاحي بقربي أو أستطيع الحركة للبحث عنه لأضع نهاية لتلك الآلام والمعاناة الفظيعة. كنت أخشى أن تأتي السلطة لأسرنا ونحن في تلك الحالة من فقدان القدرة على الحركة فكنت أتمنى الموت على الأسر ورحت انتظر نهايتي بشجاعة وأنا أتذكر الشهيدين أبو فؤاد وأبو رزﮔﺎر اللذان ساهمت بدفنهما. تصورت قبري إلى جانبهما وأنا أحدث نفسي قائلاً؛ "في السنة الماضية دفنت رفيقيك بيديك الآن سيدفنك الرفاق قربهما."

مرت عليّ ذكريات من طفولتي البائسة والأحاديث التي سمعتها من أقاربي عن استشهاد أبي وأمي البطولي وأنا لم أزل طفلاً صغيراً. قلت في نفسي سأموت بشجاعة مثلهما ومثل الرفيقين أبو كريّم وأبو سحر وآخرين أحببتهم وأحبوني بصدق ثم رحلوا وحان وقت رحيلك يا عمودي. ولكني لم أيأس بل سعيت لفتح قبضة يدي أو رفع رأسي فشعرت وكأن مطرقة بوزن مائة كيلوغرام قد سقطت عليه. بعدها تناهى لي صوت الرفيق منذر وهو يصرخ بأعلى صوته:" يعيش الحزب الشيوعي! يسقط المجرم صدام! المجد للشهداء فهد وسلام عادل!" بعد سماعي تلك الهتافات التي تكشف صلابة الرفيق منذر، تجدد بي الأمل في الحياة. ومع طلوع الفجر أحسست بتحسن وضعي واستطاعتي التحرك. نهضت بصعوبة بالغة وجلست على حافة الساقية متحسساً جسدي وأعضائي التناسلية للتأكد من سلامتي، ورحت أفرقع أصابع يدي فكانت آلام الأصابع تضرب دماغي كصعقة كهربائية، وبعد أن استرددت بعض قوتي وصوت هتافات منذر تخبرني بأنه لازال على قيد الحياة، رحت أنادي بما قدرت عليه من صوت:" منذر! وينك حبيبي؟" .

استجمعت ما تبقى من قوتي لأتحرك صوب الصوت فوجدته ممداً قرب قبري الشهيدين أبو فؤاد وأبو رزﮔﺎر. كانت المسافة التي بيننا لا تتجاوز الثلاثين متراً قطعتها وكـأنها ألوف الأمتار بجسد مثخن بالآلام. حين شاهدني بادرني :" عمودي لا تتركني!" فقلت له كيف أتركك أنا معك. فسألني سؤالاً غريباً يبدو مضحكاً الآن:" عمودي! أنا وين؟ بكركوك؟" ثم طلب مني طلباً أكثر غرابة من سؤاله:" عمودي ارفع تلك الأغصان عن رجلي!" وحين نظرت إلى رجليه شاهدت بعض الأعشاب التي تصورها وكأنها جذوع أشجار منعته من الحركة لثقلها. جلست قربه وبدأت أشم تلك الرائحة العفنة التي تزكم الأنوف. بعدها طلب مني أن أحمله. فقلت له بأني نفسي أحتاج من يحملني. وعاد يكرر طلبه إزاحة الأشجار التي على جسده. استجمعت قوتي وضربته على وجهه عله يصحو ونتعاون بيننا على التحرك والابتعاد عن المنطقة المشبعة بالغاز والتوجه صوب مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني. وحين تصورت أنه قد استعاد بعض الوعي قلت له سأذهب بسرعة لأتأكد من حالة الرفاق الآخرين. واستنجد بي بأن لا أتركه فأكدت له بأني سأعود بسرعة. وفي تجوالي السريع عثرت على الرفيق أبو جواد محتضناً سلاحه وقد فارق الحياة حاولت أن احصل منه على رد فعل بعد أن قلبته وهززته بقوة، ولكن دون جدوى. ودعته وواصلت نحو مقر فصيل الإسناد، لأجد أن جميع الحيوانات والطيور قد ماتت. عدت إلى منذر وأنهضته ثم أسندته على كتفي وبدأنا بالتحرك. استقبلنا بيشمه رﮔﺔ الحزب الديمقراطي الكردستاني والخوف مرسوم على وجوههم. قدموا لنا حليب ثم أخذونا صوب عين الماء لنغتسل من أجل التخلص مما علق بأجسادنا من تلك الغازات السامة، بعدما وفروا لنا ملابس نظيفة.

بعد فترة وصلت مجموعة من أنصارنا المتواجدين في مقر ﮔﻠﻲ ساطور أذكر منهم: دشتي، سلام، أبو الطيب، أبو تحسين من أجل اصطحابنا معهم.

شهادة منذر (محمود قيس محمود)

بعد الضربة الكيماوية التي وجهها نظام صدام حسين الإجرامي لمقرات الحزب في منطقة زيوه شكان والتي تعرض فيها أكثر من 130 نصير ونصيرة وطفل إلى مختلف الحروق والتسمم واستشهاد الرفيقين أبو فؤاد وأبو رزﮔﺎر فيها، تم توزيع القوة الموجودة في المقر، فانتقل قسم منهم إلى مقر الفوج الأول وقسم آخر إلى موقع قرب قرية سه رﮔﻠﻲ ومجموعة صغيرة تم إبقاءها في المقر لتكون محطة تتابع أخبار تحركات قوات النظام عن كثب. وعلى هذا الأساس، التقى بي الرفيق ملازم ماجد آمر سرية المقر وسلمني جهاز اتصال لنقل واستلام ما يستجد في الموقف من تطورات منبهاً إلى ضرورة الانسحاب مع باقي الأنصار مستصحباً جهاز الاتصال معي بسرعة من الموقع إذا تعرضنا إلى هجمة.

أما المجموعة التي بقيت في مقر زيوه فهم:

- الشهيد أبو سعد (موسكو)

- الشهيد أبو وسن

- الشهيد أبو جواد

- النصيرة بهار

- النصير أبو الطيب

- النصير سلام مروﮔﻲ

- النصير أبو نادية (مقدام)

- النصير عمودي

- النصير منذر

كانت حياتنا طبيعية نقوم بالمهام اليومية من؛ الخبز والطبخ وقطع الحطب للطهي وللاستحمام، إضافة إلى الحراسة والدوريات والاتصال بالقيادة بين حين وآخر.

كما كانت تأتينا مفارز صغيرة من المقر الجديد لنقل ما تبقى من السلاح والعتاد.

استمرت الحياة بشكل طبيعي رغم قلة العدد وخاصة بعد مغادرة النصيرين بهار وأبو الطيب إلى مقر وادي ساطور. ولتوفر عدد من الغرف والسقائف (الكبرات) لم نجتمع كلنا في قاعة الفصيل. كان عدد منا ينصرف للقراءة في المساء وآخرون يتابعون نشرات الأخيار والبرامج الإذاعية الأخرى. وأكثر من مرة صاحبت النصير أبو سعد (موسكو) لصيد السمك وكنا نستمتع بالحديث ونحن على ضفاف الزاب. وكثيراً ما شاهدت النصير أبو وسن، الذي كنا نطلق عليه خضير زلاطة لشدة حبه للرياضة وكان سعيداً بهذا اللقب، حاملاً كتاباً وهو يبحث عن مكان  تحت ظل شجرة ليقرأ. وغالباً ما أخرج والنصير أبو جواد في دورية ليلية حول المقر. كنا مجموعة منسجمة ومتعاونة إلى درجة كبيرة.

في نهار 24/8 التحق عمودي وأبو نادية (مقدام) بالمقر بعد أن كانا في إجازة أمضياها في الفوج الثالث.

قبل غروب شمس يوم 24/8/1988 أغار سرب من الطائرات على وادي زيوه دون أن نتكبد خسائر إذ انفجرت القنابل بعيداً عن المقرات. وعند منتصف الليل دوت انفجارات متلاحقة وقريبة جداً وعمت المكان رائحة كريهة جداً فصرخت منبهاً :"رفاق! هذا كيمياوي!" واندفعت بسرعة إلى غرفة الاتصال لأخذ الجهاز ولكني لم أستطع تحريره من الكابلات والبطارية، وقدرت أن الموقف لم يكن لصالحي. تكثفت رائحة الغاز الخانقة، فأسرعت صوب الحمام وبللت البشتين بالماء ووضعته على وجهي لأتفادى مزيداً من الغاز. ولكن تلك العملية لم تأخذ سوى دقيقة أو ربما أقل وسقطت على بعد عشرة أمتار من الحمام وأنا أركض باتجاه المزرعة، ولا أدري كيف وصلت إلى قبري الشهيدين أبو فؤاد وأبو رزﮔﺎر في أسفل المقر باتجاه الزاب.

ولم أفق من غيبوبتي حتى صباح اليوم الثاني وكنت قد لوثت ملابسي بالقيء. وقد أخبرني عمودي لاحقاً بأني كنت أهتف باسم الحزب وباسم الشهيدين فهد وسلام عادل، وهو ما لا أتذكره. وهذا يدل على أني لم أفقد الوعي كما تصورت بل فقدت الذاكرة لزمن غير قليل.

حينما استيقظت في الصباح كان صوت عمودي قريباً وهو ينادي باسمي باحثاً عني وعن باقي الرفاق، رددت عليه بصوت واهن لكنه سمعني. طلب مني النهوض ولكني قلت له كيف أستطيع النهوض وتلك الأشجار على رجلي. ولكن عمودي قال لي باستغراب:" ولك عمي يا أشجار! هاي أعشاب زغيرة!" كنت أرى تلك الأعشاب كأشجار ضخمة على ساقي وتمنعني من الحركة. ساعدني عمودي ونهضت بصعوبة توجهنا صوب مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني ونحن نجرجر أقدامنا بصعوبة بالغة. بادر بيشمه رﮔﺔ البارتي بتقديم الحليب لنا وبدأنا نشرب ونتقيأ وهذا ساعدنا في التخلص من جزء كبير من السموم، ثم وفروا لنا ملابس نظيفة وأخذونا إلى مسقط الماء فاستحممنا .

وبعد فترة قدم لنجدتنا عدد من الأنصار المتواجدين في ﮔﻠﻲ ساطور أتذكر منهم أبو سيف. ولكن عمودي يضيف الأنصار دشتي وأبو الطيب وسلام مروﮔﻲ وأبو تحسين. عبرنا الزاب إلى الجهة المقابلة بواسطة الكلك متوجهين الى المقر الجديد، لتبدأ آلام ومعاناة جديدة وكوابيس ليلية مرعبة استمرت لفترة طويلة جداً.

مقتطف من كتابي ( أوراق من ذلك الزمن)