ساطع هاشم فنان عراقي مقيم في ليستر المملكة المتحدة، ولد عام 1959 في مدينة بهرز التي اشتهرت بدعمها  للحزب الشيوعي العراقي  واشجار البرتقال، انتقل الى بغداد مع عائلته  عندما كان طفلا . بدأ ساطع كفنان عندما علّم نفسه على الرسم وحب الألوان قبل ان يدرس في الجزائر ولاحقا في معهد فيرا موخينا للفنون والتصميم في مدينة لينينغراد أيام الاتحاد السوفيتي .

انتظم في صفوف قوات الأنصار للحزب الشيوعي العراقي في كردستان العراق بين أعوام 1980-1983 للقتال ضد نظام صدام حسين، عاش في السويد منذ عام 1989 واستقر في بريطانيا منذ عام 2000.

تتالف مجموعة ساطع هاشم الغزيرة من آلاف اللوحات والرسومات والمطبوعات، حيث اقام عدد من المعارض الفردية وشارك في عدد كبير من المعارض الجماعية حول العالم .وله لوحات في المجموعات الدائمة للمتحف البريطاني، ومتحف الفنون المعاصرة في كالينغراد الروسية  وكذلك في متحف ليستر للفنون في ليستر البريطانية بالاضافة الى العاصمة السويدية استوكهولم. وفي عام 2010 سميت احدى قاعات كلية التعليم في ليستر باسم قاعة ساطع هاشم  وتحتوى على اثنين من جدارياته .ويعمل حاليا على مجموعة من الاعمال كبيرة الحجم استعدادا لاقامة معرضه الخاص الاستعادي الشامل في متحف مدينة ليستر في بداية سنة 2025.

كتب عنه المؤرخ الفني جوردون ميلار .

(( يمكن أن يوصف إلى حد ما بأنه أممي ومركب. لم يقتصر الأمر على أنه عمل وتدرب جسديًا في الجزائر وروسيا والسويد واليونان والمملكة المتحدة ، وتم جمع أعماله على المستوى الدولي فحسب ، بل قام بتحويل مجموعة الثقافات التي اختبرها واستفاد منها في إنتاج توقيع له بقوة.

إلى جانب لغته الحداثية ، هناك إحساس قوي في عمله بأصوله الثقافية في الفن القديم لبلاد ما بين النهرين وتقاليد الفن العربي مع تعريفه الرمزي للرمزية التجريدية واللون والنمط. يدعي منهجه وجود علاقة واضحة بين الفن والعلم والتكنولوجيا المستمدة من تقاليد الثقافة العربية حيث الحدود بينها غير واضحة. هنا يلعب بحثه في نظرية الألوان العلمية دورًا مهمًا.

اللون على وجه الخصوص له أهمية عميقة لساطع يعتبر اللون موحيًا بالنسبة له ، فإن اللون جزء لا يتجزأ من علم وظائف الأعضاء وعلم النفس والتطور الثقافي للإنسان. يرى اللون على أنه تراكب ثقافي محدد متراكب على مبادئ الإدراك. كما يقول: أعتقد أن الألوان لها تأثير نفسي من خلال إحساسنا البصري. كل تغيير في الطريقة التي يرسم بها الفنانون اللون تعكس تحولا في الحضارة )).

ولساطع ملكة ادبية مبدعة فقد كتب المقالة الادبية والاجتماعية والسياسية موزعة على مواقع التواصل الاجنماعي وله موقع خاص في الحوار المتمدن بالاضافه الى موقعه الخاص على الانترنيت باسم ساطع  هاشم

www.sattahashem.com

وعن سؤال حول تاثير سنوات الكفاح المسلح في مسيرته الفنية والابداعية ؟

كانت السنوات الثلاث التي قضيتها في الكفاح المسلح من اغنى تجاربي بالحياة وأكثرها تأثيرا على مستقبلي كله، وعندما اعود اليها الان أرى نفسي بوضوح شخصيتين الأولى قبل والثانية بعد كردستان.

رغبتي هنا هي أن أسجل بعضا مما رأيته وعشته شخصياً، واستعادة بعضا من تاريخ تلك الفترة وتقلباتها، مع التركيز على ما بقي دائمًا منها وليس ما تغير بالفعل. اما كيفية تأثير كل هذا (الدائم والمتغير) على شخصيتي وعلى الأمور التي جاءت بعدها، منها الاجتماعية او الأخلاقية او السياسية وحتى مجال الأحلام والكوابيس، فذلك ليس من مهمتي هنا، (هناك أشياء كثيرة تحدث لنا كل يوم، غالبيتها تنسى والقليل يبقى).

ربما كانت ذاكرتي خاطئة هنا وهناك، وهي التي سمحت لخيالي ان لا يكون (عملياً) دائما وأن يكتسي بهذا اللون، حيث اجتمعت الألوان الحقيقية والألوان المتخيلة لتظهر بالكلمات والصور عقود من التاريخ (الحديث) ذي الطابع الشخصي والجماعي بحدود معينة.

أما بالنسبة للتصورات الخيالية التي صاحبت التجربة، فهي لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع الواقع فهي أيضا تشكل حقيقة - حقيقة مختلفة أخرى وخصبة، حزينة او غارقة بالحزن وداعمة لكل ذكرياتنا.

لقد بدأنا اولا في تجمعنا في فندق السلام بدمشق اواخر شهر اب سنة 1980، وكنا اربعة رفاق وجمعتنا صداقة حميمة خلال ايام قلائل دون ان يعرف احدنا الاخر قبل ذلك .وفي الثالث من ايلول، احتفلت معهم بعيد ميلادي الواحد والعشرين، واهدوني صباحا بخليط من المودة والمزاح - لعبة اطفال – عبارة عن عصفور ميكانيكي يكوك ثم يبدأ بالدوران، وقد بقي عندي عدة شهور الى ان اهديته الى الاطفال في احدى القرى الكردية. وفي المساء دعوني الى حفلة عشاء مع حوالي عشرة رفاق اخرين لم التقي بهم من قبل، وكان بينهم كتاب وسياسين معروفين، فكانت - لعبة للكبار – مليئة بالنقاشات السياسية والحماسة الثورية، وبعد اسبوع صعدنا صوب القمم والتقينا بمجموعات اخرى واخرى من الرفاق. وعبرنا الحدود ووصلنا الى اولى قواعدنا - قاعدة بهدنان - بعد حوالي الاسبوعين من المشي في الجبال الوعرة، وقد رسمتها بحوالي الأربعين تخطيط اثناء فترات الاستراحات القليلة من المشي المتواصل، والذي بلغ في احدى المرات ثمانية وعشرين ساعة بدون نوم، ومازلنا في اول الطريق.

كنت وقتها مدفوعاً بأفكاري وبالثقة الكبيرة والعمياء بأن الفن الحقيقي هو الفن المقاتل الملتصق بالتجربة الحية للناس وبأن دوري في الحياة هو اكتساب هذه المعارف الحقيقية والمعاناة وعكسها بصور مستوحاة من الواقع تساعد الانسان على الحياة والتغلب على الصعوبات، وفي نفس الوقت أداة للتثقيف والتربية والتعليم، وكانت ثقتي بهذه الأفكار عالية جداً، وقد استمدت هذه الثقة محتواها من تجربة شعوب أخرى، ومن قراءاتي عن فنانين عالميين من دول مختلفة، فكان فنانين ثورة أكتوبر مثلي الأعلى واحتفظت بأقوالهم مكتوبة في دفاتر يومياتي ومنها هذا النموذج لما دونته في واحداً من تلك دفاتر، وهو منقول عن كتاب سوفياتي لا اتذكر عنوانه:

(( ميرخولد المخرج المسرحي الروسي المعروف ايام الثورة، كان يدخل مسرحه لأجراء التمرينات وهو يرتدي القمصلة الجلدية والملابس العسكرية، وحين يبدأ عمله يضع مسدسه جانبا ويباشر مهمته، وكأنها استمرار لعمل ثوري اخر، يستمد صداه من جبهة القتال ذاتها )).

عن جريدة النصير الشيوعي