في الشهر التاسع من عام 1986 بعد المصالحة بين الحزب الشيوعي العراقي والاتحاد الوطني الكردستاني بواسطة  الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني (حدكا ) وانتهاء فصل من فصول الاقتتال الذي راح ضحيته المئات من المناضلين الشيوعيين بهجوم بشتاشان الغادر اَيار 1983 من قبل قوات (اوك) على مقر قيادة حزبنا مما أشعل قتال ومعارك راح ضحيتها البيشمركَة من مختلف الاحزاب الكردستانية .

وعلى الرغم من صعوبة الظروف التي مرّت بها قواتنا ومفارزنا الخاصة في كَرميان، فأنها ظلت متواجدة وتواصل نشاطاتها العسكرية والسياسية في المنطقة، وكان الكرت الثاني من الفرقة 51 للاتحاد الوطني الكردستاني العامل في منطقة زنكَنه والبناركَل والداوودة بقيادة كريم جاو ره ش ونائبه عسكر يتحاشون الاصتدام مع رفاقنا ويوصلون لهم الرسائل على الدوام في حالة الخطر عبر اصدقائنا في المنطقة، وحينما اعلنت المصالحة كانوا المجموعة الاولى التي تم اللقاء بها في ئاوى جلال حينما كان الرفاق عائدين من استطلاع ربايا كآني شرين وطريق قادر كرم، وتم التباحث مع عسكر وهو قائد المجموعة التي جاءت لنفس الغرض وبعد الاجتماع المشترك وحسب المعلومات حول مرور قافلة كبيرة على هذا الطريق فجر 13/9/1986، انتقلت القوة المشتركة للمبيت في ئاوى حميد، وفي الرابعة فجرا عقد اجتماع للقوة المشتركة في جامع القرية، تحدث فيه الرفيق كاوه والأخ عسكر من الاتحاد الوطني حول مكان الكمين والتوزيع المشترك للكمائن، حيث كان في الكمين الاول الرفيق ئاشتي غفور_ وماجد علي خليفة وثلاثة من بيشمركَة الاتحاد الوطني، والكمين الثاني الوسط كان الرفيق كاوه وماموستا علي زنكَنة واحمد بازوكة والرفيق اسماعيل، وفي الكمين الثالث الرفيق ملازم سعد وعزيز احمد جبار وعدد من بيشمركَة الاتحاد الوطني الكردستاني، فيما بقيت القوة المتبقية على التلال الاخرى لإسناد الكمين، وفي ساعة الفجر الاولى وقعت القافلة التي ضمت قوة كبيرة من الجحوش والجيش تحت نيران الكمين الوسط بعد تجاوزها الكمين الاول، مما ادى الى تشتيت هذه القوى ووقوعها تحت نيران القوة المشتركة من رفاقنا و (اوك) .

يقول الرفيق اسماعيل وهو احد المشاركين في العملية: انها الاولى بعد الحرب بين الطرفين لاَعادة ثقة جماهير المنطقة بالبيشمركَة، وكانت بداية للنشاطات والتحركات والعمليات في منطقة كَرميان، وحققنا فيها انتصارا ونجاحا، ولكن المؤسف استشهاد الرفيق كاوه وجرح الرفيق ملازم سعد، وياسين كَلى من أوك  .

فيما يصف الرفيق ماموستا علي زنكَنة المعركة: بأنها معركة شرسة، وكان الشهيد كاوه معي كتفا الى كتف في المعركة، وظل يقاتل بشجاعة واقفا حتى لحظة استشهاده .

ويقول النصير الشجاع قائد مجموعة الاقتحام للرتل العسكري: لقد كانت الاشتباكات قريبة جدا وحققنا نجاح كبير وتم حرق العديد من السيارات واسر عدد من الجحوش  تم أطلاق سراحهم  فيما بعد من قبل والد الشهيد كاوه . وسيارة بيكب واسر جحوش B.K.وتم الاستيلاء على 13 رشاش كلاشنكوف و 5 مسدسات ولكن المؤسف استشهاد الرفيق كاوه الذي اضاع علينا فرحتنا بهذا الانتصار ونجاح العملية ويسترسل قائلا: أن هذه العملية التي ساهم في التخطيط لها الرفيق الشهيد وساهم مع رفاقه في هيئة قيادة قوة السرية الرابعة كَرميان التي اجتمعت في قرية ئاوى جلال بحضور الرفاق اسماعيل وملازم سعد واحمد باوزكه وعزيز احمد جبار وماموستا علي زنكَنه و الذي تناولنا  فيه نتائج الاستطلاع واللقاء مع جماعة الاتحاد الوطني والعمل العسكري المشترك معهم .

يتحدث النصير ئاشتي غفور عن اللحظات الاخيرة من حياة الشهيد كاوة (خالد الشيخ امين ) ابن قرية كآني قادر والكادر الشيوعي وقائد السرية الرابعة كَرميان: بعد انتهاء المعركة لم أكن اعلم باستشهاد الرفيق كاوه، حيث نزلت مهرولا من التلة لالتحق بالرفاق الذين أرادوا الصعود لماكينة الجرار (التركتور)، شاهدت الرفيق كاوه ممدا ورأسه في حجر الرفيق اسماعيل قائد قوة الاسناد الذي منع الرفاق من الصعود وطلب من الجرحى الرفيق ملازم سعد وبيشمركَة الاتحاد الوطني ياسين كلي للصعود فقط مع الشهيد، وتم دفن الشهيد كاوه في مقبرة  قرية ئاوباريك في منطقة البيناركَل التابعة لناحية قادر كرم .

لقد أكدت معركة كآني شيرين بسالة وشجاعة الانصار الشيوعيين وعلى أهمية العمل المشترك بين فصائل البيشمركَة بعد السنوات العجاف من القتال العبثي وأعادت الثقة الى اهالي منطقة كَرميان بقوات البيشمركَة .

جريدة النصير الشيوعي العدد 14 أيلول 2023