البندقية التي احملها لها قصة .. ساقصها عليكم باختصار شديد، على امل ان احكي القصة كاملة في مناسبة اخرى.
هذه البندقية هي غنيمة من الجيش العراقي، عندما اسر رفاق سرية (روست) الجنود الاربعة مع سيارتهم العسكرية خريف عام 1981 بالقرب من قرية شيركاوة. احدهم كان مصابا بطلقة نارية بذراعه .. كان اسمه صباح. عندما وصلت مفرزتنا الى (روست)، كانت العملية قد انجزت وصدر بها بلاغ رقم 14.
استبدل الرفيق ابو زويا البندقية هذه، ببندقيته الجديدة، وبقي محتفظا بها لفترة طويلة.. انتقلنا الى بشتاشان، وبعدها انتقلت انا الى الفوج التاسع، ومنه الى سرية بتوين على بحيرة دوكان.. كنا يومها ثلاثة رفاق عرب: (ابو سعيد وآزاد وأنا). بعد فترة، عُززت السرية برفاق كان بينهم (ابو زويا، ابو حازم، ابو محمود، اشتي، ثم انتقل الى السرية الرفيق مظلوم من سرية كرميان).
بعد احداث ومعارك باليسان وانسحابنا الى روست، ومن ثم الى سيلوة، و بعدها الى الواتان في ايران.. كانت البندقية مع الرفيق ابو زويا.. بعد بشتاشان الثانية وانسحابنا الى الواتان في كردستان ايران مرة اخرى، وقرار نقلنا من سرية بتوين.. طلب الفقيد الرفيق محمود حاجي مني ان اسلم سلاحي الناتو الى السرية، فهو (سلاح السرية)، اختلفت معه ورفضت، لكنه اصر بحجة انه سلاح السرية وهو على حق.. استلموا الناتو مني واعطوني بندقية كلاشنكوف قديمة جدا، وسلموا اشتي برنو بدل الدكتريوف.
حزنت كثيرا على بندقيتي، وعندما رأى رفيقي وصديقي ابو زويا حزني ذلك، اعطاني بندقيته واخذ القديمة قائلا: ساستبدلها بجديدة عند وصولنا.. قبلتها منه شاكرا بعد إلحاح.. وبقيت معي اثناء انتقالي الى بهدنان السرية الخامسة. وانا هناك، انتدبت مع رفاق اخرين الى مفرزة الطريق، وكانت البندقية معي.. هذه الصورة في الفوج الثالث وانا بطريقي الى القامشلي مع مفرزة الطريق.. تركتها هناك وعدت بغيرها مناصفة مع الشهيد ابو ايمان، لاننا معا كنا نتعاون على حمل جزء من رشاش 14,5 ...... لروح الشهيد السلام ...