كان اكبر الانتكاسات والضربات الموجعة التي تعرضت لها قوات انصارنا في اربيل، هي فقداننا لاكثر من خمسة وعشرين نصيرا من ابطال ساحات القتال ضد الديكتاتورية في اربيل. وجرى التعارف على تلك الحادثة باسم ((حادثة ممو)). حيث ذهب هؤلاء الابطال ضحية للغدر لهذا الشخص وعميل السلطة المسمى ممو.
ترى من هو السبب والمسبب لتلك الاحداث المأساوية؟.
أن قيادة قاطع اربيل (ابو حكمت، ابو سيروان، ابو ربيع) وتحديدا الرفيق ابو حكمت هو المسؤول الاول عن دماء الشهداء. والاسباب معروفة جدا في اوساط الشيوعيين في كردستان. لان ممو منذ السبعينات خان الشيوعيين في اربيل عدة مرات. وواحدة منها سرقة مالية المنظمة . وهو شخص غير نظيف وغير نزيه وتلك قضية لا خلاف عليها من القاصي والداني. اضافة الى انه التحق في اول القواعد الانصارية في ناوزنك اوائل عام 1980 وتم طرده شر طرد من قبل الهيئة القيادية هناك و بمعية رفاق تنظيمات اربيل الذين كانوا ضحاياه. عندها ذهب الى احزاب اخرى لينضم لهم، ثم ليتركهم ويعود للمدينة. وطيلة حياته في المدينة يعرف بانه عميل رسمي للنظام. اذن كيف يجري استقبال هذا الخائن من قبل قيادة القاطع في منطقة بارزان ربيع 1984 عندما قدم هناك واقنع ابوحكمت بصدق نواياه ورغبته بمساعدة فصائل الانصار في اربيل بالدعم اللوجستي. في الوقت الذي كانت مجموعتان من الانصار قد التجئوا الى المدينة للعمل في الداخل واحدة بقيادة الرفيق الشهيد عباس والثانية مع الشاب البطل داود.
والذي حدث ان ابو حكمت اعطى الضوء الآخضر للرفاق داخل المدينة اربيل بالتعاون مع ممو والثقة به.أضافة الى ان ابو حكمت لم يسمع ملاحظات وانتقادات الرفاق الآخرين من لديهم اطلاع على عمل الرفاق بالداخل.منهم ناس من تنظيمات الداخل ومنهم انصار دخلوا المدينة وخرجوا سريعا.
وهذا كله تجسد للايقاع بهم من قبل ممو عميل المخابرات العراقية عندما عرف بانهم بنية الخروج من المدينة والعودة الى بارزان حيث مقر القاطع.
ان الدرس الذي يمكن ان يستخلص من تلك الاحداث المأساوية هو ان العمل الانصاري في المدن يجب اولا ان ينفذ ويقاد من قبل رفاق في الداخل لا يرتبطوا بالقوات التقليدية التي تجول في الارياف. وغير مكشوفي كاسماء وشخوص للسلطة، اضافة الى اتباع اساليب المقاومة السرية في الداخل. وثانيا ان هناك خروقات امنية في الحزب وشكوك تحوم حول خيانات في القيادات. وربما اتضح اخيرا ان ابو حكمت كانت لديه شيء من هذا القبيل.وكانت هناك وثائق قد ظهرت عززت تلك الشكوك.