الشهيد سمير عبد الحسن الخفاجي (أبو صابرين)، من مواليد 1954 بغداد (الكرادة الشرقية). اكمل دراسته الابتدائية والثانوية، ثم تخرج من كلية الآداب فرع التاريخ.

عمل مدرسا لمادة التاريخ بإحدى ثانويات بعقوبة، وبعد الهجوم على الشيوعيين، غادر الى أوروبا، ومنها الى الجزاىر، حيث عمل مدرسا للتاريخ في احدى ثانوياتها، ثم غادر الجزائر ليلتحق بقوات الانصار عام 1982. خلال فترة وجوده في الجزائر، كان يحلم بالعودة الى الوطن والدفاع عن شعبه، لذلك لم يتأخر في تلبية النداء، وحمل السلاح ضد النظام المجرم، انطلاقا من جبال كردستان.

سافر الرفيق (ابو صابرين) الى دمشق، ومنها الى مدينة القامشلي، ومكث فيها مع مجموعة من الرفاق الذين تجمعوا هناك، بانتظار الفرصة للعبور الى الجانب الاخر، والالتحاق بالجبل.

في ليلة معتمة من ليالي صيف 1982، حاولت المجموعة التي تتالف من 25 رفيقا مسلحا، عبور نهر دجلة، فجلبوا (العبّارة) وهي عبارة عن مجموعة من الاطارات مربوطة مع بعضها، يستخدمها الانصار في عبور الانهار، وما ان عبرت المفرزة الى الجانب التركي، حتى تعرضت الى وابل من الرصاص لم يمنحها اية فرصة للاستمرار في مسيرتها، فانسحبت المفرزة من حيث اتت، بعد ان اصيب احد انصارها بجروح بليغة.

لم يتردد الرفيق سمير، ولا رفاقه الاخرين، في المحاولة مرة اخرى، فعبروا نهر دجلة بسلام، لكنهم واجهوا الكثير من المتاعب والجوع وامراض تعب الطريق الوعر، وكان الرفيق سمير يشحذ همم الرفاق بصبره وطيبته وعزيمته التي لاتلين.

وصلت المفرزة الى اول مقر للانصار في قاطع بهدينان (كوماته)، بعد مسيرة شاقة، استمرت 16 ليلة مظلمة داخل الاراضي التركية الجبلية الوعرة والخطيرة.

لم يمكث الرفيق (ابو صابرين) طويلا في وادي (كوماته)، وانما سرعان ما انتقل الى موقع (بشتاشان)، الذي يبعد عن مقر (كوماته) بمسيرة 7 ايام تقريبا، وهناك عمل بفصيل المدفعية. في هذه الفترة التي امضاها في فصيل المدفعية، استطاع النصير سمير ان يبني علاقات جميلة مع رفاقه، فهو معروف بهدوءه، واخلاقه المثالية، ومبادراته في مساعدة غيره.

قبل الفجر، من يوم 1 / 1 / 1983، إلتحق سمير بمفرزة الشهيد مام رسول في منطقة (كاني ساوين)، وذلك للتصدي للهجوم الغادر الذي شنته قوات الاتحاد الوطني الكردستاني على مقرات الانصار في عيد الاول من ايار، فاستشهد ورفاقه رسول صوفي (مام رسول)، عبد لله دلكه يي، وقادر حسن دلكه يي.