في كل ربيع يعود الدفء ألى جبل قنديل ويذوب ألثلج.. وتغمر ألأودية  المياه وتغسل رفات شهداؤنا   ألتي تبحث عن قبر من جديد.

(أحمدعلي أحمد  ألهاشمي)، استشهد بعد أعتقاله في بغداد 1981 اثناء العمل السري لمنظمات ألحزب ألشيوعي ألعراقي. شقيقه، (أحسان علي أحمد ألهاشمي)، استشهد  في 1 آيار 1983 على أيدي اتحاد الوطني ألكردستاني (أوك).

في بغداد / الكرادة، في منتصف السبعينات، واثناء تأديتي لمهمة حزبية، إلتقيتهما.. دخلت الى بيتهم،  فكان كلا من: أحمد زميلي ورفيقي في ألجامعة ألمستنصرية، وأحسان الذي عرفته في (بشتاشان)، وشخص ثالث.. كانوا شبابا أصحاء، أستقبلوني بابتسامة ملأت وجوههم. انتبهت عندها الى أنهم متشابهون، كتوائم بعيون ملونة.. كنت أعرف أحمد الذي قادني الى مكان ألأجتماع في بيتهم.

جرت كثير من المياه بعد ذلك.. انهارت الجبهة مع البعث، وانتقلنا للعمل السري (جزء منّا على ألأقل). في أواسط تموز، أرسل ألحزب رفيقين هما: (أحمد ألهاشمي) و(باسم  كمونة). كنت أعرف أحمد من تنظيمات ألجامعة ألمستنصرية التي أقود تنظيمها ألحزبي، كما أعرف جيدا باسم كمونة من ثانويات ألكرخ وكلية ألأدارة وألأقتصاد ومن صفحة الطلبة والشباب في ( طريق ألشعب).. أستمرت لقاءاتنا ألسرية عام 1980، لكن ألأوضاع أزدادت تعقيدا وسوءا بعد ألضربة التي وجهت لمركز بغداد، ثم ألحرب ألعراقية ألأيرانية، والضربات التي توالت على ألتنظيمات (ألمتبقية)، لكننا أستطعنا ألعبور بسلام لعام 1981 حتى ربيع 1981، حيث أنقطع تواصلي مع الشهيدين أحمد الهاشمي وباسم كمونة أللذين تأكد أعتقالهما وأستشهادهما لاحقا، وعلى اثرها  توجهت  الى جبال كردستان.

إلتقيت هناك، في نهاية عام 1982، (أي في قواعد الحزب في كردستان)، الشهيد احسان ألهاشمي (أبو علي)، ألمهندس ألزراعي الذي كان يحلم بان يلتقي يوما شقيقه المعتقل (أحمد)، لكن امنيته لم تتحقق، لقد استشهد احسان في 1 ايار 1983، وهو يقاتل مقاتلا القوات التي هاجمت موقعه في معركة بشتاشان. للاسف، لم يعثر  مطلقا على رفات الشهيدين ألشقيقين أحمد وأحسان ...

عن النصير الشيوعي