الشهيد بايز سيد باقي، من مواليد (حلبچة) 1956. عاش وتنقل مع عائلته المضحية بين بغداد والسليمانية. عمل الشهيد في مقرات بغداد لحزبنا منتصف السبعينات، ثم عاش متخفيا في السليمانية. بعد ذلك، إلتحق بفصائل الانصار، قبل ان يلتحق والده الذي اعتقل عام 1978. امّا قصة اعتقال المناضل سيد باقي وصموده الأسطوري، فاصبحت قصة شائعة في السليمانية.
إلتحق الفقيد سيد باقي بفصائل الانصار بعد إطلاق سراحه، وكانت أثار التعذيب واضحة على جسده، لكنه كان فرحا بلقاءه مع رفاقه الانصار، ومع ابنه البكر بايز، الذي ارتبط معه بعلاقة اب حريص وابن مخلص اولا، وعلاقة رفاقية ثانيا....
تعرفت على الشهيد بايز في قرية (احمد آوه) المعروفة بشلاّلها وبساتينها، وذلك عندما ذهبت الى (دكان) القرية، وسألت صاحبه (ملا دانا) عن حاجة لا اتذكرها الان، فقال: (أعطيتها الى اخيك)، قلت: (كلهم اخوتي)، فأشار بيده الى الرفيق (بايز).
لحقت ببايز، وبلغة كوردية (بهدينية)، طلبت منه الحاجة تلك، فضحك وامسك بيدي واصطحبني معه الى والده، وقال: ماذا قلت لي؟، فنطقت بنفس الكلمات، فضحك الاثنان معا!!، ثم قضينا باقي النهار بين جامع القرية وبستانها، نتحدث ونستذكر بغداد، خاصة وانّ ذكريات الشهيد بايز عنها، وعن عمله كواحد من الرفاق العاملين في مقر اللجنة المركزية، شيقة وتستحق الاستعادة!.
عدنا الى المقر مساء، وكنا في تلك الايام، نبني مقرنا في (كرجال)، والبناء يتطلب العثور على الصخور المناسبة، فنقوم بتجميع كمية منها، ثم تفتيتها بواسطة (الازميل) وهو عبارة عن وتد حديدي، واستخدامه يتطلب خبرة ومعرفة بطبيعة الصخور ونقاط ضعفها، وكان بايز بارعا فيها. في تلك الأثناء، حصل بايز على موافقة لاكمال دراسته في الخارج، وعندما يتحدث معه والده عن الموضوع، يرفض رفضا قاطعا، معتبرا ذلك تخليا عن مهماته النضالية. في احدى المرات، حاولت اقناعه بالموافقة على اكمال دراسته، فكلمته باللهجة البهدينية: (تو ي كر چحيلا) وتعني لازلت شابا، فتركا موضوع الدراسة واستغرقا بالضحك!.
كانت ام الشهيد بايز، تزور المقر محملة بما لذ وطاب من اكل السليمانية الشهي. وتقوم ايضا بمساعدة الرفاق بالنزول الى الداخل، وهي من ساعد الرفيقة الشهيدة (ام ذكرى) على ذلك. كما كان الشهيد بايز يختفي من المقر، ثم يظهر مرة اخرى، بعد ان ينجز مهمة حزبية تتطلب رجلًا أمينًا وشجاعًا. انتقل بايز للعمل مع تنظيمات السليمانية، واستمر بتنفيذ اخطر المهمات داخل المدينة، ولكن اثناء حملات الانفال سيئة الصيت، اضطر بايز الى الالتحاق بالانصار في قرداغ مرة اخرى، فتعرض مع رفاقه الثلاثة (هژار ، لاله ، عطا) في منطقة (مه سوى به رگچ - قرداغ.) الى عمل جبان وغادر ادى الى استشهاده ورفاقه... بايز رجل نقي وشجاع، مبتسم ومتفائل في احلك الظروف.