ليستر: متابعة النصير الشيوعي

يقام حاليا في متحف وكاليري مدينة (ليستر) البريطانية للفنون ومنذ 15- شباط الماضي، معرض استعادي خاص بالفنان النصير ساطع هاشم (ابو غصون)، ويستمر حتى التاسع والعشرين من حزيران القادم.

وقد نُظم المعرض من قبل المتحف، وبدعم من مجلس الفنون في إنكلترا، وجامعة (ليستر) ومتحف (اشموليان) التابع الى جامعة اوكسفورد، وتم ايضاح التراث التاريخي الذي أثر على الفنان لأول مرة من خلال اللقى السومرية  القديمة الصغيرة المستعارة من متحف " أشموليان ".

تضمن المعرض اكثر من 80 قطعة بأحجام مختلفة، وهي عينة من أعمال ساطع، تمثل مختصرا لانجازه الفني خلال الخمسة وعشرين سنة الماضية التي عاش فيها في بريطانيا، مرتبة زمنيا وتعكس الموضوعات التي تهمه – الشعر والفن والموسيقى والفلسفة والسياسة والقضايا البيئية.

وقد نشر المتحف كاتالوك من 128 صفحة ملونة تضم جميع الاعمال الفنية المعروضة، وهي نماذج مختارة من كل سنة ومبوبة حسب تاريخ انجازها، لتستعيد بشكل فني مكثف المواضيع التي اشتغل عليها الفنان في الربع الاول من القرن الواحد والعشرين.

ادناه مختصر للمقدمة التي علقت في واجهة المعرض لتعريف الزوار بالفنان:

ولد الفنان ساطع هاشم في مدينة بهرز عام 1959 بالقرب من بغداد، ويوصف بانه فنان عالمي ومركب. فقد عاش وعمل وتدرب في الجزائر وروسيا والسويد واليونان والمملكة المتحدة، وتحظى أعماله الفنية بالتقدير والاقتناء على المستوى الدولي.

يستلهم أعماله من الفن العراقي القديم وجميع الثقافات المختلفة التي عاش فيها. وباستخدام خياله الفني، ابتكر أسلوبًا خاصًا به للغاية.

منذ عام 2003، عندما احتلت الولايات المتحدة العراق، عكست لوحاته ورسوماته المآسي والحروب الأهلية والطائفية التي أودت بحياة الآلاف.

بصفتك زائرًا للمعرض، ستلاحظ فورًا الألوان النابضة بالحياة. لقد بحث ساطع في نظرية الألوان وتطبيقاتها لأكثر من أربعين عامًا. ليستكشف جوهر اللون ويستخدمه للتأمل في الواقع وذكرياته. وينغمس في الألوان والرسم ليمثل لحظات قاسية أو عذبة من حياته اليومية.

بالنسبة لساطع، اللون هو ما يربط أجزاء أعماله ومؤلفاته المتنوعة. يرى اللون جزءًا من فسيولوجيا الإنسان وعلم النفس والتطور الثقافي. يقول: "أعتقد أن للألوان تأثيرًا نفسيًا من خلال حواسنا البصرية، وكل تغيير في طريقة رسم الفنانين للضوء (أي اللون) يعكس تطور في حضارتنا". الضوء واللون أيضًا رمزان للحرية والعزاء. في أعماله، ثمة خيط يرى الرسم كرقي للروح، وفي هذا، يستلهم من هدوء الفن العربي والأيقونات المسيحية، متناقضًا ومبتعدًا في ذلك عن وحشية القمع.