إلتقت جريدة النصير الشيوعي، في شباط 2025 الرفيق النصير نوري حسن صبر (أبو روزا) في مدينة الناصرية، ووجهت له بعض الاسئلة المتعلقة بمسيرته النضالية الطويلة في حركة الانصار الشيوعيين، والتي اجاب عليها مشكورا.
النصير الشيوعي: ماهي ذكرياتك عن ابرز جرائم الاجهزة الامنية لسلطة البعث الفاشية التي ارتكبتها بحق الانصار الشيوعيين في جبال كردستان؟
النصير أبو روزا: في احد الأيام، اخبرنا (الرفيق كوركيس..)، بان احد المواطنين ارسل بيده صفيحة زيت كبيرة كهدية الى الرفاق في الفوج الثالث، فأثارت هذه الهدية استغراب وشكوك الرفاق، وكلفوني بالذهاب الى (كوند كوسه) مكان الشخص المذكور وجلبه الى المقر. نفذت المهمة واتيت به، وبعد التحقيق معه تبين ان هذه الصفيحة تم زرقها بسم الثاليوم في محاولة لقتل 300 نصيرة ونصير متواجدين في مقر الفوج الثالث التابع الى قاطع بهدنان للانصار الشيوعيين.
النصير الشيوعي: كيف تعاملتم مع هذا العميل الذي حاول قتلكم!؟
النصير ابو روزا: تعامل الرفاق مع هذا العميل الاسير، بطريقة انسانية كاملة، حيث وفرنا له ما يحتاجه، وبقي في السجن حتى قاضيناه بأحدى عوائل رفاقنا التي كانت اسيرة لدى السلطة الجبانة.
النصير الشيوعي: وظّف النظام الدكتاتوري كل امكانياته من اجل زرع العملاء والجواسيس في صفوف الحركة الانصارية، فهل واجهتم موقفا كهذا؟
النصير أبو روزا: هناك حادثة مشهورة في الفوج الثالث، وهي عملية تفجير مخزن العتاد من قبل العميل أوميد (عباس) بالتعاون مع شقيقه وعد الله. هذان الشابان لديهما قصة غريبة في الإلتحاق بحركة الأنصار، فوعد الله إلتحق بنا ثم غادرنا ليلتحق في الحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك)، مدعيا بأنّ الشيوعيين كبار في السن وليس لديه الرغبة بالعمل معهم. أمّا شقيقه أوميد، فإلتحق بـ(حدك) أولا، ثم جاء إلينا، مدعيا بأنّ (حدك) حزب قومي، وهو يحمل أفكارا أممية ووطنية. عمل أوميد في الحزب وشارك في الدورات الحزبية التثقيفية، لكنه كان يخطط مع شقيقه لتوجيه ضربة غادرة للأنصار، فقام بالجريمة المعروفة (تفجير العتاد)، لكننا قبضنا عليه، ونال جزائه العادل.
النصير الشيوعي: ننتقل الى صفحة أخرى من حياة الأنصار، هي الحصول على الأرزاق، ماهي وسائلكم للحصول على المستلزمات الضرورية من مأكل وملبس وتجهيزات أخرى؟
النصير أبو روزا: في عام 1987 جاء توجيه من الحزب بالاعتماد على أنفسنا في توفير الأرزاق، وكان لدى سريتنا الثالثة التابعة للفوج الثالث التي آمرها الرفيق حميد دوسكي مقرا بأحد الكهوف القريبة من قرية (شرانا)، نطلق عليه كهف (خمري)! للتندر. ينطلق الرفاق من مقر السرية سيرا على الاقدام لمدة ثلاث ساعات للوصول الى المجمع القسري (هيزاوا) قرب زاخو لجلب الطحين والسكر، حيث الأهالي يقدمون لنا المساعدة، بينما حراس المجمع يتفادون الاصطدام بنا. كما نذهب الى مجمع (كول كوفاني) قرب مدينة دهوك أيضا لجلب الأرزاق.
النصير الشيوعي: حملت رشاش العفاروف، ماهي المعارك التي شاركت فيها بهذا الرشاش؟
النصير أبو روزا: لقد شاركنا في العديد من العمليات والفعاليات الأنصارية، ولكن الذي اتذكره في بداية الإلتحاق عام 1984 حيث تم التصدي لتقدم الجحوش والجيش على قرية (نابشكي)، كنت احمل سلاح العفاروف، يساعدني في ملأ المخازن بالعتاد الرفيقين الفقيد أبو آذار وأبو عليوي، وفي حينها واثناء تنظيف سلاح العفاروف خرجت طلقة منه كادت تقتل الرفيق أبوعليوي!.
النصير الشيوعي: كيف تم أنسحابكم أثناء هجوم الانفال عام 1988على منطقة بهدينان؟
النصير أبو روزا: وصلنا توجيه من قبل الرفيق ابوعادل السياسي بالتنسيق مع بيشمركة (حدك) في المنطقة بالانسحاب الى الحدود مع تركية، وكان مسؤول محلية (حدك) صادق كلاصي الذي إلتقينا به مع الرفيق أبو يعقوب وتم الاتفاق على اللقاء قرب (الاشاي) ماكنة الطحين، ولما ذهبنا الى الموعد لم نلتقي بهم، فتحركنا نحو زاخو لعبور الشارع الدولي، لكن حشود كبيرة من الجيش والجحوش تجمعت هناك وحالت دون عبورنا، فأتجهنا نحوقرية (دهي) للعبور عبر انابيب تصريف المياه تحت الشارع. ومن الطرائف: (حاول الرفيق زياد سحب البغل عبر هذه الانابيب، ولو حصل ذلك لاغلق الطريق علينا!!).
عندما وصلنا الى الحدود، حاول الرفاق العودة من جديد الى المنطقة، فتم تجهيز 60 رفيقا بأسلحة خفيفة، لكن الرفاق الادلاء رفضوا الحركة، معتبرين العودة الى المنطقة مخاطرة كبيرة.
النصير الشيوعي: حينما وصلتم الى الحدود مع تركية، ماهو القرار الذي تم اتخاذه من قبل قيادة قوات الأنصار؟
النصير أبو روزا: ذهبنا جمعيا الى مخيم اللاجئين في ماردين، وبعد سنة من المكوث فيه غادرنا المخيم على شكل مجاميع صغيرة الى سوريا عبر طريق (الدرباسه). في مدينة (الدرباسه) تم إلقاء القبض على الرفاق محسن وأبو ميسون وعدد من الرفاق الاخرين، مما اضطرنا للهروب والهرولة لمدة 14 ساعة لنصل الى (عامودة)، ومنها استقلينا سيارة الى القامشلي، وفيها إلتقينا بالرفيق توما توماس (أبو جوزيف). بعد ان علم الرفيق أبو جوزيف بظروف الرفاق وخبر اعتقال بعضهم، طلب منا العودة الى (عامودة) واستئجار بيت ليكون مقر استقبال الوافدين من مخيم ماردين.
النصير الشيوعي: أين كنت أثناء إندلاع الانتفاضة في 5 آذار 1991؟
الرفيق أبو روزا: كنت في القامشلي وعبرت مع الرفاق الى زاخو، ثم وصلنا مع المنتفضين الى (زاويته)، وبعدها ذهبت الى مقر (ناوزنك)، ومنها الى مقر (نوكان). بقينا في (نوكان) فترة قصيرة، ثم توجهنا الى أربيل. في عام 1993 عملت مع الرفيق علاء في لجنة العلاقات الوطنية في مدينة زاخو، وهناك إلتقيت بالرفيق عزيز محمد سكرتير الحزب برفقة الشاعر سعدي يوسف متوجهان الى شقلاوة لحضور الموتمر الخامس.
النصير الشيوعي: شكرا للرفيق العزيز ابو روزا على هذا اللقاء الممتع