حين اشتدّ هجوم اجهزة النظام البعثي الامنية على منظمات الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية الاخرى في عام 1978، وضيقت الخناق على كل من يعمل خارج اطار حزب البعث واجهزته ومؤسساته، قررت ان اغادر العراق.
وصلت الى بلغاريا، وهناك إلتقيت بمنظمة الحزب، التي خيرتني (بعد ان امضيت ما يقرب من الاربعة اشهر)، بين السفر الى اليمن او الى لبنان، فاخترت لبنان.
عندما وصلت الى لبنان، ارسلوني ورفاقي الى احدى معسكرات التدريب التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهناك تدربت على استخدام السلاح الخفيف، بالاضافة الى الاعمال الخاصة بالمقاومة المسلحة، ثم توليت مهمة العمل في مالية الجبهة الشعبية ومكثت معهم فترة ليس بالقصيرة.
في بداية عام 1981، غادرت بيروت متوجها الى دمشق، ثم الى القامشلي التي لم نبق طويلا فيها، بل سرعان ما عبرت الحدود مع مجموعة من الانصار الى كردستان العراق. بعد مسيرة متعبة، سلكنا خلالها طرق جبلية وعرة، وصلنا الى قاعدة (كلي كوماته). لم ابق فيها سوى ايام معدودات، حيث قررت الالتحاق بالانصار العاملين في منطقة اربيل.
تحركت من (كلي كوماته)، ومررت بقاعدة (كوسته، وروست، وغيرها من المقرات)، وعندما تشكلت سرايا الفوج 31 انتقلت للعمل في (ده شت) اربيل، حيث انتسبت الى سرية (راوندوز)، ثم انتسبت الى سرية (كوي) التي يقودها الشهيد محمد الحلاق.
ارتبطت بعلاقات حميمية مع رفاقي الانصار، وعملت مع الكثير من رفاقنا الشهداء الابطال الذين شاركتهم الحياة الانصارية في الجبل، وواجهنا معا العديد من المواقف الصعبة اثناء عملنا القتالي، لكنّ اصعبها، عندما انسحبنا من معارك (ده شت) اربيل الى جبل (سفين) في مفرزة كبيرة، حيث انتشرنا هناك. كنا في وضع صعب للغاية، حيث العطش والجوع وخطر الموت، بالاضافة الى وجود قوات الاتحاد الوطني الكردستاني (اليجتي) التي تطوق المنطقة.
في تلك الاثناء، قرر رفاقنا: ضرغام موسى حسين (أزاد)، اقبال عواد ناصر (مهدي)، سعد مزهر العامري (أبو ليلى)، وحيد اسعد خضر اربيلي (جبار)، النزول الى الوادي للحصول على الماء!، لكنهم لم يعودوا، حيث حاصرهم المجرمون، وقاموا باعدامهم وهم عطشى!. المجد للشهداء.